الثلاثاء، 5 مايو 2015

مراجعة مقال قديم


18-04-2015
تعددت أسباب النزوح إلى العاصمة، وكانت إلى وقت قريب حجة كثير من النازحين إلى الخرطوم التعليم والصحة. ترملت مدن مثل المناقل ورفاعة وكوستي، حمل المقتدرون أولادهم وقطنوا الخرطوم بحجة الأولاد .
طبعاً نزوح أهل الشمالية زمنه بعيد وكذلك هجرتهم.
غير أن مبرراً ثالثاً سيدخل إلى مبررات النزوح إلى الخرطوم حيث 70% من اقتصاد السودان في الخرطوم، والمبرر الثالث أن ولاية الخرطوم التفتت إلى اثنتين الزراعة بشقيها والتدريب المهني. وقد سمعت الوالي يقول: إنه سيجعل من الدجاج طعاماً للفقراء وعامة الناس. وأضيف من عندي كما في كل بلاد الدنيا الدجاج طعام الفقراء إلا بلادنا هذه. وخصصت ولاية الخرطوم لذلك مبلغ 50 مليون (لا اذكر جنيه أم دولار. شايفين الحكاية بقت قريبة كيف والجنيه صار جنيها بحق).
وولاية الخرطوم تجعل من النفرة الخضراء واقعاً لا حلماً كما في أماكن أخرى هي أحق بالزراعة. ولكني ارتعشت خوفاً حينما ذكر مبالغ الحليب المجفف المستوردة آخر علمي بها كان أننا نستورد لبن بدرة بمبلغ 30 مليون دولار سنويا، ولكن والي الخرطوم قال إننا استوردنا العام الماضي لبن بودرة أو حليب مجفف بمبلغ 61 مليون دولار، والرقم مرشح للزيادة لسببين ارتفاع الأسعار العالمية للحليب وزيادة الاستهلاك وتوقع أن تصل واردات الحليب إلى 100 مليون دولار.
لا ادعي خبرة اقتصادية واسعة جداً ولكن لو كنت واليا للخرطوم لأعنت الولايات الكسيحة لتحقيق هذه الأهداف حتى يثبت مواطنوها من النزوح إليه واخص جيران ولاية الخرطوم.
ولكن إذا استمرت ولاية الخرطوم بهذا المنوال من جمال وسعة في الشوارع وكباري ومطارات جدد وجامعات وتدريب مهني فليس على والي الخرطوم إلا أن يجهز خططا سكانية لثلاثين مليون سينزحون للخرطوم للاستمتاع (بجدادها) وحدائقها ومدارسها وجامعاتها ومسارحها. هذا إذا لم ينفصل الجنوب أما إذا انفصل الجنوب فليعد العدة ل(25 مليون) نازح.
خذوا مني فكرة إعانة الولايات الأقل نمواً إما بالعون المباشر وإقامة مثل هذه المشاريع فيها أو بتنقلات الولاة بحيث يعلن كشف تنقلات الولاة كما كان يذاع بالإذاعة كشف تنقلات المعلمين.
اقتراح كسيح يؤسس لعدم المؤسسية وإنجازات الأفراد أليس كذلك؟

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007م

ماذا تغير ألا يمكن إعادة هذا المقال كل سنة ولا أقول الحال يا هو نفس الحال وربما أسوأ أنظروا لفقرة (50 مليون) لا اذكر جنيه أم دولار. شايفين الحكاية بقت قريبة كيف والجنيه صار جنيها بحق). والآن يمكنني أن اقول شايفين الحكاية بقت بعيدة كيف الدولار تسعة أضعاف الجنيه.
ربما أزيد على اسباب النزوح أعلاها سرعة الانترنت في الخرطوم وسوءها في خارج الخرطوم. اعتقد أنه سيصبح من أسباب ما لم تتدارك شركات الاتصالات خدماتها.

ليست هناك تعليقات: