الأربعاء، 8 أبريل 2015

برتقالنا وبرتقالهم


                                               بسم الله الرحمن الرحيم

  
    حماية المنتج المحلي كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟
اليوم الحديث ليس عن الصناعة وإن كانت تستحق فتح ملف كامل أين صناعاتنا المحلية ومدى قدرتها على التنافس؟ هذا ليوم آخر . ولكن قضية اليوم هي زراعية بحتة . في موسم الفاكهة المحلية وخصوصا البرتقال تتدخل وزارة الزراعة والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بوقف الاستيراد ويسيطر البرتقال المحلي على السوق ولا يجد المستهلك خيارات.
نعم البرتقال المحلي يستحق التشجيع والتطوير فهو طيب المذاق ولكنه صغير الحجم. وهاتان النقطتان الشكل والطعم هو ما يستحق البحث من العلماء ليأتوا لنا بود أحمد برتقال كما فعل المغفورله بإذن الله بروفسير ود أحمد في الذرة.
انفرد البرتقال المحلي بالاسواق ولو سئل أي عاقل لقال نعم ويجب ان يكون أرخص بكثير من المستور إذ لم يعبر حدوداً ولم يركب طائرة ولا شاحنة مبردة  ولم يمر بنقطة جمارك لماذا يرتفع سعره أضعاف سعر المستورد؟
هل على وزارة الزراعة حماية المنتج الى هذا الحد الى أن يصبح مستغلاً ومحتكراً لماذا لا تصاحب حماية المُنتج المحلي حماية المستهلك من الاستغلال؟
من عيوب تجارة الفواكه المزمنة في اسواقنا بيعها بالدستة dozen أوبالدرزن كما يقول اهل الشام. أي أثني عشر قطعة دون حساب للوزن في أغرب حالة بيع ؟ ولك ان تتصور حبة برتقال بحجم البيضة تباع الدستة منه بخمس وعشرين جنيهاً ! لو كان الأمر بالوزن لما كانت هناك مشكلة في الحجم وربما يكون الأصغر أحلى. من ينشر ثقافة الوزن وهي عادلة لكل الأطراف المنتج والبائع والمستهلك. ( ولكم في الفراخ تجربة وموازين الكترونية بالجرام وتحسب السعر كمان).
على وزارة الزراعة مراقبة الاسواق وليس حكر الاسواق لتجارالفواكه بالمناسبة المستفيد الأول من هذا ليس المزارع ولكن السماسرة والتجارهم من يتفننون في طرح الكميات وتحديد حاجة السوق وإحداث الفجوة ليصلوا للسعر الذي يريدون.
ووزارة التجارة متى  ما هددت بفتح استيراد البرتقال سيصيب السوق الاعتدال ولا اقول الرعب ، الرعب سيصيب المحتكرين.
هذه تنافي حرية التجارة وتحريرالاسواق التي كثيرا ما تبجحت بها الحكومة على انها من اسباب الوفرة المعاشة في الاسواق.وفرة نعم ولكن معها كساد وعدم قدرة على الشراء.
الاستاذ عبد الرحيم حمدي قال يوما ان تحرير السوق الذي يعنيه أن تكون في الميناء باخرتان احداهما تصدرقمحا والاخرى تورد قمحاً دون تدخل من الدولة تاجر شاطر باع بأغلى وآخرشاطر استورد بأقل.
بهذه النظرية هل هناك جهة في العالم تقبل برتقالاً  بحجم بيضة الدجاج ومعبأ في جوال بلاستيك؟

ليست هناك تعليقات: