الأربعاء، 8 أبريل 2015

الشيخ عوض الله صالح

الشيخ عوض الله صالح   
03-04-2015
أنقل لكم اليوم سيرة الشيخ عوض الله صالح وجيلي من عشاق برامجه التي كان يقدمها من إذاعة ام درمان وما زالت الإذاعة تتحفنا ببعض برامجه بصوته المحبب إلى النفس الذي يدخل القلب قبل الأُذن. وأحسب أن من مزاياه التي لم تذكرها السيرة أدناه أنه كان مرحاً جداً. وله من المزح المباح ما سارت به الركبان رحم الله الشيخ عوض الله صالح.
عوض الله صالح محمد نور الدين من مواليد مدينة أم درمان عام 1908 م رغم أن موطنه الأصلي حلفاية الملوك, قرأ الكتاب والابتدائي في عطبرة وبربر، التحق بكلية غردون عام 1927م، وتخرج في قسم القضاء الشرعي وعمل كقضائي في مدن الكاملين ومدني وأم روابة وكوستي وكقاضي درجة أولى في مدن الدبة والمناقل ونيالا ومروي والفاشر, كما عمل قاضي استئناف في الخرطوم حتى نال السودان استقلاله في العام 1956م, وأهم محطات عمله التي اكتسب منها شهرته وذيوع اسمه هي إبان عمله مفتي الجمهورية، ونائباً لرئيس القضاء الشرعي، وأقيل من وظيفته عند أول قيام نظام مايو ولكنه أعيد مرة أخرى لعمله حتى تقاعد في سن المعاش .
ظلت الذاكرة السودانية تحتفظ بنبرات صوت الشيخ عوض الله صالح عبر المذياع رغم مرور سنوات على رحيله, عندما تطل بشريات الشهر الفضيل كانت العائلات السودانية تلتف حول (إذاعة أم درمان) لينطلق صوته مستهلا بآيات تبين فضل شهر رمضان المعظم وتحث على فضيلة الصيام ثم يعلن بهدوء وورع (ثبت بعد تحري رؤية شهر رمضان في اليوم كذا...) ويختتم بيان مجلس الإفتاء بعبارات موجزة محببة بالعامية بصوته الذاكر الطلي يجيز فيها رخصة الفطر للمسافرين وأصحاب الأعذار والمرضى وكبار السن لأن الدين يسر.. وتمثل هذه اللحظة لحظة إجماع أهل القبلة في الوطن وخارجه ندر أن تتحقق إلا على هدى شيخ عوض الله صالح .
اهتم بالعمل العام الخيري وهو ممن أسهموا في إنشاء المركز الإسلامي الأفريقي بالخرطوم وتولى رئاسة هيئة إحياء النشاط الإسلامي وارتبط بصلات وثيقة مع العلماء ورجال الطرق الصوفية بل حتى رجال الدين المسيحي وأسهم في إنشاء لجنة السلام الإسلامية المسيحية وهو عضو مؤسس لرابطة العالم الإسلامي وزار عبر هذا الكيان دول الباكستان والهند وتركيا والأجزاء المسلمة من الاتحاد السوفيتي وكل البلاد العربية والإسلامية في ذات الإطار, وامتدت صلاته فشملت الكثير من قطاعات الشعب في السياسة والإعلام والهيئات الاجتماعية والمهنية والمؤسسات التعليمية.
قدم برنامج (تفسير الأحاديث) عبر الإذاعة السودانية الذي كان عبارة عن أسئلة واستفسارات ترد إلى البرنامج عن طريق البريد وكان يقوم بالرد عليها بشرح مبسط ليخاطب بها كل المستويات التعليمية بل حتى الذين لم يتلقوا حظاً من التعليم النظامي وكانت له حلقات لتفسير القرآن الكريم بمسجد آل حضرة بشمبات .
عرف عن الشيخ عوض الله صالح محبته للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته وكان قلبه معلقاً بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وعندما يذهب إلى المدينة المنورة يمشي حافياً في طرقاتها وحول المسجد النبوي من حبه لرسول الله صلى عليه وسلم, كان ملمًا بالسيرة النبوية وقارئاً لأمهات الكتب التي تتحدث عن سيرته (صلى الله عليه وسلم) ويحاول أن يشرح أحاديثه وشمائله للناس, داوم على أداء فريضة الحج منذ العام 1956م حتى وفاته في العام 1989م .

ليست هناك تعليقات: