الجمعة، 17 أبريل 2015

المطار عنوان البلاد

  09-04-2015
السفر مشقة ولو بالطائرة، والسفر معاناة ربما نفسية أكثر منها حسية. والمسافر حساس جدًا ومن الناس ما يكفيه الانطباع الأول وبه يحكم على شعب كامل وربما يعود المسافر الأحمق راجعاً من المطار.
لكل ما تقدم أرى أن يكون اختيار موظفي المطار بعناية أكثر من تامة. موظف الجوازات أو ضابط الجوازات على وجه الخصوص يجب أن يكون مدرباً تدريباً جيدًا لمعاملة القادمين والمسافرين، فكلاهما المسافر والعائد في حلة توتر مهما بلغت تجارب المسافر. وكل من يعمل بالمطار ضابط الجوازات إلى ضابط الجمارك حتى نصل إلى العمالة اليدوية (الحمالين) كل هؤلاء هم من يقدمون الانطباع الأول.
بعد هذه المقدمة الطويلة سأروي قصتين واحدة موجبة والأخرى سالبة جداً. ودعت صديقاً سعودياً كان في زيارة السودان يوم كانت رسوم المغادرة تؤخذ من كل مسافر (لا تحسبوا أنها ألغيت بل ضمنت في التذاكر) يومها لم يكن صديقي قد سمع بهذه الأتاوة في كل البلاد التي زارها المهم لم يكن مع الرجل ما يدفعه وشرح الوضع للموظف الذي تصرف معه بكل لطف وتركه يمشي. واحد من اثنين إما أن يكون دفعها من جيبه أو لوائحه تسمح له بإعفاء مثل هذه الحالة وودع الضيف بوجه طلق مما جعله يعكس لي هذا الأمر الذي حدث معه مشيداً بطيب التعامل وربما حكى الواقعة في بلاده عشرات المرات.(
رسوم المغادرة كانت يومها 25 جنيهاً).
القصة الثانية قبل شهر تقريباً زار أحد الشباب السعوديين أصدقاءه السودانيين وقضى معهم أوقاتاً ممتعة في ضواحي الخرطوم وسافر للأبيض واستمتع بوقت طيب مع أصدقائه هناك، وكان مبسوطاً24 قيراط، في آخر يوم ومنه غداً يسافر أغدق على أصدقائه كل ما يملك من عملة سودانية باعتبار أنه غداً مسافر وحاجز ولا داعي لهذه العملة السودانية المتبقية. ودخل صاحبنا المطار وكاد أن يعطي الشريحة السودانية التي معه لأحد أصدقائه ولكن قالوا له دعها لنودعك بها في اللحظات الأخيرة وما كان يعرف ما يخبئه له القدر داخل مطار الخرطوم.
دخل المطار ووجد أن هناك ما يسمى تسجيل الأجانب لم يطلبه منه أحد أثناء إقامته ولم يبصروه به يوم دخوله، وكان عليه أن يدفع مبلغاً هو رسوم تسجيل الأجنبي إذا لم تكن لك وسائل كشف الأجنبي أثناء أقامته ولا أنت بقادر على رصد حركاته والمحافظة على سلامته ما فائدة التسجيل، المسألة شكلها لم قروش وبس). نعود لضيف السودان الذي عرض عدة حلول على المقدم ( اتخيل برتبة مقدم وليس ضابطا صغيراً ) استلم منه الجواز وبداخله التذكرة. اتصل ضيف السودان على صديقه الذي جاءه بالمبلغ مهرولاً ليحل الإشكال دفعوا الفلوس وطلب السعودي جوازه الذي بداخله التذكرة ووجد الجواز.
وضاعت التذكرة ولم توجد إلى يومنا هذا وذهب ليعالج الأمر مع الخطوط التي سيسافر عليها ولكن too late كانت الطائرة قد أغلقت أبوابها.
في اليوم الثاني دفع غرامة تأخر الحجز 450 جنيهاً وخرج مغاضباً وصورة السودان في رأسه ذلك الضابط الذي أفسد عليه بهجة رحلته.
من يعيد النظر في تسجيل الأجانب؟

ليست هناك تعليقات: