الأربعاء، 8 أبريل 2015

الوديعة المليارية أين؟ وكيف؟

الوديعة المليارية أين؟ وكيف؟  
05-04-2015
خبر الوديعة السعودية ذات الأربعة مليارات دولار لم تؤكده جهة رسمية بعد، ولكنه ورد في الصحف. وهز السوق هزاً (طبعاً هزاً أيجابياً) إن صح الخبر، فهذه فرصة لإنزال الشفافية لأرض الواقع.
أريد أن أروي واقعة متواضعة في تسعينات القرن الماضي والسكر سلعة تموينية ولا شيء يسرق مباشرة او عائده إلا السكر. يوزع على المحليات بعدد سكانها لكل محلية حصة كان هناك أناس بين الحصة والمواطن يستبيحون السكر بحجج واهية. أول قرار اتخذه المسؤول الجديد هو أن ينشر على لوحة حائطية كبيرة كمية السكر الوارد وكل الجهات التي استلمته. لعلمه أن خوف بعض الناس من المجتمع أكبر من خوفهم من الله. وهو ما يعرف اليوم بالشفافية. واختفت كل الجهات التي بين الحصة والمواطن.
يتحدث الناس عن مليارات النفط التي يقال إنها 70 ملياراً وفي رواية أنها 200 مليار وهذا في حد ذاته سؤال كم هي؟ يسأل الناس ويقولون لا يدرون أين ذهبت. ولم يجدوا إجابة على أسئلتهم. الحكومة بكل تعالٍ تسفه هذه الأسئلة وربما مبرر الحكومة أن هذا واجب نواب الشعب تحت قبة البرلمان هم من يسأل الحكومة نيابة الشعب الذي انتخبهم وفوضهم (طبعاً هذا هو المفروض يا صديقي محجوب فضل)، ولكن الواقع يقول إنه ليس تحت القبة فكي.
لذا اليوم نريد أن نسلك مسلكاً آخر هو أن يُطلع بنك السودان الشعب السوداني عن حركة الوديعة الدولارية عن أي دولار سحب منها في نشرات الأخبار مثل ما تفعل بعض البنوك التي تعلن أسعار العملات على شاشات القنوات الفضائية.
لنرى أزمة النقد الأجنبي بأعيننا أين هي هل في الجهات التي تطلبها للاستيراد وفتح الاعتمادات وأي السلع التي يفرد لها أكثر وما أثرها على الاقتصاد السوداني.
وقتها سيعلم الشعب أين تذهب ثروته وأين تصب في رفاهية الطبقات العليا ذات الأثاث المستورد والسيارات المستوردة والشكولاتة . أم في مدخلات الزراعة والصناعة والتنمية التي تعود على كل الشعب رعاة ومزارعين ؟ هل اقتصادنا ذو أهداف بعيدة أم قصيرة أم هو للاستهلاك محاكاة الدول النفطية ؟ هل الدواء أولوية هل مدخلات التعليم أولوية؟ أم السيارات الفارهة والمكيفات والبورسلين والستائر والدهانات (طبعا كأني أحدث مثل ذلك الراعي الذي سئل عن كيف هو طعام الرئيس فقال: تلقاهو كبدة صر، هذا سقف الراعي أن الدعة في أكل الكبدة ). وسقف البطر الذي أعرفه هو ذا.
أكرر الشعب يريد أن يعرف أين تذهب ثرواته ومن المستفيد؟ على بنك السودان إن كانت هناك وديعة حقاً أن يعلنها وإن كانت صنيعة جهات ذكية تريد أن ترعب سوق الدولار وقد نجحت أن يقول.
نريد في نشرات القنوات الحكومية خبراً مفاده ( بنك السودان يعرض حساب الوديعة. منه كذا مليون دولار المستفيد (س) والغرض هو استيراد كذا. ويسجل الشعب معه يوماً بيوم.
نحلم حلماً مشروعاً

ليست هناك تعليقات: