صديقي د. حسن التجاني كاتب عمود (وهج الكلم) بـ(الإنتباهة) كتب أمس أنه كان ضمن ضيوف السفير السعودي مع وفد من قادة الرأي، رؤساء تحرير وكتاب، ووصف السفير بأنه سوداني سعودي غير أني سمعت أحد الإخوة السعوديين ذكر شخصاً بعينه ما سألوه عن جنسيته إلا وقال (سعوداني) من كثرة حبه للسودانيين.
الذي يأتي من الخارج يكون شديد الملاحظة لأشياء اعتادها أو ألفها المتعايشون مع الواقع، لذا استوقفني في مقال د. حسن التجاني هذه الفقرة : (لكن في ذات الوقت أوضح معلا رأيه بكل صراحة في عدم ارتياحه لبعض العمل الصحافي بالسودان، حيث ذكر أنه يمكن أن نصدق شناعة الجريمة في أمريكا، لكن لا يمكن تصديقها أن تقع في السودان، إلا أن صحافيي بعض الصحف السودانية خاصة في مجال الجريمة يأتون «بسكين طويلة مليئة بالدم» وعليها عنوان ابن يقتل أباه بعشر طعنات.. قال معلا هل يصدق أن يقتل ابن أباه بهذه البشاعة؟ وقال إن الخبر تجده في نهايته أن الابن مختل عقلياً.. وإن مثل هذه العناوين تجعل ما يُشاع عن السودان أنه حقيقة، أي أنه دولة إرهاب وقتل، والواقع غير ذلك تماماً.. وأضاف سعادة السفير «السعودي السوداني» أو كما يحلو لي ذلك أن أناديه بحكم تمكنه من معرفة تفاصيل السودان، قال إننا كسفراء لدول كثيرة بالسودان حين نجتمع أو نلتقي في مناسبات نتحدث عن أمن السودان واستقراره ما شاء الله، ولكن إعلامه الداخلي يُضره.. أو هكذا كان يريد أن يوصل رسالته.. لماذا لا يكتب الإعلام خبراً ببلده ويعكس جمالياته وقوة نسيجه الاجتماعي؟. شكراً سعادة السفير، ولكن من ناحية أخرى كما يقال في نشرات الأخبار نقول للسيد السفير متى تلجأ الصحف المخنوقة لمثل هذه الأخبار عندما يضع للصحف عشرات الخطوط الحمراء يمنع التطرق أو الإشارة إلى قضية كذا ويمنع الكتابة في هذه الأيام عن حادثة كذا، وإياكم وذكر فلان بخير أو شر ما عايزين كلام في الموضوع الفلاني نهائي. والعقوبة معروفة إما إيقاف ليوم أو يومين أو لأجل غير مسمى والصحف كلها هشة ومتواضعة توزيعاً. لذا تلجأ لمثل هذه البدائل لتجد من يقرأ لها غير المنشور في القنوات فلان قام فلان قعد جماهير كذا تسقبل علان كأغرب نوع من الأخبار في العالم . وينسى المضيقون على الصحف حجم الخسائر من هذه الممارسة ومن هذه أن يلجأ القراء إلى الصحافة الإلكترونية والمواقع حيث لا رقيب ولا مانع ويجد الخصوم متسعاً من الحرية ويقولون ما يشاءون ويضخمون ويكذبون ويدبلجون أسوأ من الذي يحجبه الرقيب (المأمور) ولا مقارنة. إذا ما وجدت الصحافة الحرية المعقولة (طبعاً ليس هناك حرية مطلقة) لن تلجأ لمثل هذه الأخبار التي ضايقت الأخ السفير السعودي فيصل المعلا. |
الجمعة، 17 أبريل 2015
عيون السفير
أصحاب المصنع
بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أنه كان هناك عدة اصدقاء أرادوا أن يشتركوا في تجارة جمعوا ما عندهم من أموال وفكروا في تجارة بقدر ما جمعوا من اموال وبعد تشاور وتفاكر أجمعوا على أن يكون استثمارهم راق وغير مسبوق . وجدوا أن بلادهم قبيحة وينقصها الجمال ولابد ان يساهموا في تحسين صورتها عبر تجارة تفيدهم وتغير وجه البلاد الكالح.
مصنع دهانات (بوهيات كما يقول العامة) هذا ما اتفقوا عليه ووضعوا المال مجتمعا وحددوا الأهداف واختاروا مكان المصنع ( وما أسهل تحديد المكان وبدأية مثل هذه المشاريع عندما لا تكون هناك شركات عموم الزير القصةالمشهورة) وبنوا بناء جميلاً يسر الناظرين وجلبوا أصحاب الخبرات في مجال الدهانات مُصرّين على أن يبدأوا من حيث وقف العالم.
وقام المصنع واشتهر وبدأ يرفد السوق بالمنتج الراقي دهانات لوكس ماركة الكوز ( الكوز في الشام هو قندول الذرة الشامي ) وتدفق الانتاج وانشغل الشركاء كل في مكان يؤدي عملاً لإنجاح الاستثمار معظم الشركاء عملوا مروجين للمنتج الجديد في كل انحاء البلاد وخصوصا الاطراف منها.
لثقتهم في بعضهم البعض وما يربطهم من إخاء لم يجهدوا انفسهم كثيرا في تحديد المهام ولا في العائد المادي ولا في نسب الشراكة وأرجأوا كل ذلك الى حينه (البيناتم عامرة) ومنذ بدايات الانتاج كان بعضهم قد استهوته الادارة وما عاد يغادر مكاتب الادارة المكيفة رغم ان كثير من الشركاء همه انجاح المشروع لا يهمه اين يبيت الليل اوالليلتين وبعضهم مع الماكينات ملطخ الثياب وأنفه تزكمه روائح الكيماويات ورغم ذلك يعملحتى لاينهار المشروع الجماعي الذي وضعوا فيه كل شقا أعمارهم.
وكل يوم المشروع في تقدم والدخل في زيادة الى ان فكروا في انشاء فروع خارج بلادهم من شدة ثقتهم في مشروعهم .
في هذه الاثناء كان هناك نفر من الشركاء بدأ في تجنيب بعض العائد دون علم الآخرين واستمر التعدي زمناً وكانت كل اجتماعاتهم للأنس أقرب منها للمحاسبة والمراجعة. وبدأت تظهر من بعضهم تكتلات منهم من بدأ يشك في فلان وأن فلان هذا بدأت عليه آثار نعم غير معهودة وبدلاً من أن يصارح بعضهم بعضاً ويوقفوا فلان الذي ظهرت عليه آثار النعمة. بدأ بعضهم يفكر ماذا فعل فلان حتى وصل الى ما وصل اليه؟ وبدأ التحائل اكتفى واحد منهم بتزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات لأقربائه عموما معظم الشركاء وجدوا انهم انقسموا فئتين نفر قليل منهم بدأت عليه آثار النعمة .والأغلبية مازالت تنتظر نصيبها بالحلال من المشروع ولم يأت.
ضاقت النفوس وذهبت الثقة وعرض الميسورون على بقية الشركاء ارجاع نصيبهم وحتى هذه كانت بالسعر القديم. ذهب الشركاء الذين لم ينعموا بالمشروع الى بيوتهم يبحثون عن رزق حلال وتركوا المصنع ( للمفتحين تفتيحة كما يقول الشباب).
حتى هؤلاء سلط الله عليهم واحدا منهم وصار مديرا للمصنع وسخرهم اليه سخرة لا يهناون بعيش وظلوا خدما عنده لا يريهم الا ما يرى.
الجديد في الأمر أن قناعتهم صارت استمرار المصنع في العمل رغم عدم ثقتهم في بعضهم وكل في قرارة نفسه مكتفٍ بما وجد من عائد غير مباشر كما اسلفنا مثل ( تزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات ) وغيرها من الوسائل. أكثرهم ورعاً اكتفى بكتابة مخصصاته بنفسه خصص لنفسه من البدلات ما لا يخطر على قلب بشر مثلاً عشرات الملايين بدل لبس وسفريات ونثريات مئات أضعاف راتبه. أما فوائد ما بعد الخدمة ما كتبه لنفسه كفيل بأن يتسبب في انهيار اعظم مصنع.
نعود للسيد المدير الذي اكتشف بعد زمن طويل أن كل من حوله من الشركاء ليسوا الا منتفعون ولا أمان لهم وبدأ يتعامل معهم بأي طريقة أراد ويعلم في قرارة نفسه تمام العلم أن ليس منهم أحد يجرؤ على أن يقول ما لا يرضيه أو يعصي له أمراً أو يطالب بإصلاح.
في هذا الاثناء بدأت سمعة المصنع تتدهور في السوق وما عاد الاقبال على منتجه كما كان في السابق من حيث الجودة والاسعار وهذه كانت كفيلة بتدهور كل مصانع البوهيات التقليدية التي كانت قبله واليوم السوق الذي احتكره المصنع الجديد صار يكشو من تدني الجودة وغلاء الاسعار طبعا غلاء الاسعار نتج عن السعر غير الحقيقي للمدخلات وتكلفة التشغيل العالية وامتيازات الموظفين كل ذلك كان سببا في ارتفاع التكلفة وغلاء المنتج وخروجه من السوق.
السيد مدير المصنع علم أن إجتماعات مجلس الادارة ماعادت تخيفه ولا ينتج منها خطط ولا برامج وكل الاعضاء صاروا يأمنون على مقترحات السيد المدير مهما كانت وبلا تفكير وفي نفس كل واحد منهم ما يريد ان يقوله ولكنه لا يريد ان يجاهر وينتظر غيره ليقوله حتى لا يغضب عليه المدير ويحرمه مما هو فيه.
كانوا قد اتفقوا ان تكون الادارة دورية كل سنتين لواحد منهم ليصبح مديراً حتى هذه لم يجرؤ واحد منهم بإثارتها أو تذكير الآخرين بها. وظل المدير ثابتاً لا يتغير والمصنع في تدنٍ مستمر والكل يرى أن المصنع ما عاد هو صاحب المنتج المرضي عنه ولا بضاعته هي الأجود ومع تدهور الانتاجية وارتفاع التكلفة والاصرار على استمرار المصنع .فكروا في بيع جزء من مساحته. أصلاً الأرض التي بدأوا بها كانت كبيرة جداً وكانت مع المصنع مشاريع مصاحبة ولما وصل المصنع الى ما وصل اليه لم يجدوا حلاً الا بيع جزء من الارض.
رغم كل ذلك كانوا يصرون على أن لا يصارحوا بعضهم في حال المصنع لا سراً ولا جهراً ويكتفون بالاستمرارية كدليل على النجاح مهما قل العائد.
آخر اجتماع لمجلس الادارة شطبوا فيه حكاية الادارة الدورية نسبة لأنها لم تطبق ولن تطبق وليس هناك مدير غير المدير الدائم.
تصبحون على خير.
يحكى أنه كان هناك عدة اصدقاء أرادوا أن يشتركوا في تجارة جمعوا ما عندهم من أموال وفكروا في تجارة بقدر ما جمعوا من اموال وبعد تشاور وتفاكر أجمعوا على أن يكون استثمارهم راق وغير مسبوق . وجدوا أن بلادهم قبيحة وينقصها الجمال ولابد ان يساهموا في تحسين صورتها عبر تجارة تفيدهم وتغير وجه البلاد الكالح.
مصنع دهانات (بوهيات كما يقول العامة) هذا ما اتفقوا عليه ووضعوا المال مجتمعا وحددوا الأهداف واختاروا مكان المصنع ( وما أسهل تحديد المكان وبدأية مثل هذه المشاريع عندما لا تكون هناك شركات عموم الزير القصةالمشهورة) وبنوا بناء جميلاً يسر الناظرين وجلبوا أصحاب الخبرات في مجال الدهانات مُصرّين على أن يبدأوا من حيث وقف العالم.
وقام المصنع واشتهر وبدأ يرفد السوق بالمنتج الراقي دهانات لوكس ماركة الكوز ( الكوز في الشام هو قندول الذرة الشامي ) وتدفق الانتاج وانشغل الشركاء كل في مكان يؤدي عملاً لإنجاح الاستثمار معظم الشركاء عملوا مروجين للمنتج الجديد في كل انحاء البلاد وخصوصا الاطراف منها.
لثقتهم في بعضهم البعض وما يربطهم من إخاء لم يجهدوا انفسهم كثيرا في تحديد المهام ولا في العائد المادي ولا في نسب الشراكة وأرجأوا كل ذلك الى حينه (البيناتم عامرة) ومنذ بدايات الانتاج كان بعضهم قد استهوته الادارة وما عاد يغادر مكاتب الادارة المكيفة رغم ان كثير من الشركاء همه انجاح المشروع لا يهمه اين يبيت الليل اوالليلتين وبعضهم مع الماكينات ملطخ الثياب وأنفه تزكمه روائح الكيماويات ورغم ذلك يعملحتى لاينهار المشروع الجماعي الذي وضعوا فيه كل شقا أعمارهم.
وكل يوم المشروع في تقدم والدخل في زيادة الى ان فكروا في انشاء فروع خارج بلادهم من شدة ثقتهم في مشروعهم .
في هذه الاثناء كان هناك نفر من الشركاء بدأ في تجنيب بعض العائد دون علم الآخرين واستمر التعدي زمناً وكانت كل اجتماعاتهم للأنس أقرب منها للمحاسبة والمراجعة. وبدأت تظهر من بعضهم تكتلات منهم من بدأ يشك في فلان وأن فلان هذا بدأت عليه آثار نعم غير معهودة وبدلاً من أن يصارح بعضهم بعضاً ويوقفوا فلان الذي ظهرت عليه آثار النعمة. بدأ بعضهم يفكر ماذا فعل فلان حتى وصل الى ما وصل اليه؟ وبدأ التحائل اكتفى واحد منهم بتزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات لأقربائه عموما معظم الشركاء وجدوا انهم انقسموا فئتين نفر قليل منهم بدأت عليه آثار النعمة .والأغلبية مازالت تنتظر نصيبها بالحلال من المشروع ولم يأت.
ضاقت النفوس وذهبت الثقة وعرض الميسورون على بقية الشركاء ارجاع نصيبهم وحتى هذه كانت بالسعر القديم. ذهب الشركاء الذين لم ينعموا بالمشروع الى بيوتهم يبحثون عن رزق حلال وتركوا المصنع ( للمفتحين تفتيحة كما يقول الشباب).
حتى هؤلاء سلط الله عليهم واحدا منهم وصار مديرا للمصنع وسخرهم اليه سخرة لا يهناون بعيش وظلوا خدما عنده لا يريهم الا ما يرى.
الجديد في الأمر أن قناعتهم صارت استمرار المصنع في العمل رغم عدم ثقتهم في بعضهم وكل في قرارة نفسه مكتفٍ بما وجد من عائد غير مباشر كما اسلفنا مثل ( تزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات ) وغيرها من الوسائل. أكثرهم ورعاً اكتفى بكتابة مخصصاته بنفسه خصص لنفسه من البدلات ما لا يخطر على قلب بشر مثلاً عشرات الملايين بدل لبس وسفريات ونثريات مئات أضعاف راتبه. أما فوائد ما بعد الخدمة ما كتبه لنفسه كفيل بأن يتسبب في انهيار اعظم مصنع.
نعود للسيد المدير الذي اكتشف بعد زمن طويل أن كل من حوله من الشركاء ليسوا الا منتفعون ولا أمان لهم وبدأ يتعامل معهم بأي طريقة أراد ويعلم في قرارة نفسه تمام العلم أن ليس منهم أحد يجرؤ على أن يقول ما لا يرضيه أو يعصي له أمراً أو يطالب بإصلاح.
في هذا الاثناء بدأت سمعة المصنع تتدهور في السوق وما عاد الاقبال على منتجه كما كان في السابق من حيث الجودة والاسعار وهذه كانت كفيلة بتدهور كل مصانع البوهيات التقليدية التي كانت قبله واليوم السوق الذي احتكره المصنع الجديد صار يكشو من تدني الجودة وغلاء الاسعار طبعا غلاء الاسعار نتج عن السعر غير الحقيقي للمدخلات وتكلفة التشغيل العالية وامتيازات الموظفين كل ذلك كان سببا في ارتفاع التكلفة وغلاء المنتج وخروجه من السوق.
السيد مدير المصنع علم أن إجتماعات مجلس الادارة ماعادت تخيفه ولا ينتج منها خطط ولا برامج وكل الاعضاء صاروا يأمنون على مقترحات السيد المدير مهما كانت وبلا تفكير وفي نفس كل واحد منهم ما يريد ان يقوله ولكنه لا يريد ان يجاهر وينتظر غيره ليقوله حتى لا يغضب عليه المدير ويحرمه مما هو فيه.
كانوا قد اتفقوا ان تكون الادارة دورية كل سنتين لواحد منهم ليصبح مديراً حتى هذه لم يجرؤ واحد منهم بإثارتها أو تذكير الآخرين بها. وظل المدير ثابتاً لا يتغير والمصنع في تدنٍ مستمر والكل يرى أن المصنع ما عاد هو صاحب المنتج المرضي عنه ولا بضاعته هي الأجود ومع تدهور الانتاجية وارتفاع التكلفة والاصرار على استمرار المصنع .فكروا في بيع جزء من مساحته. أصلاً الأرض التي بدأوا بها كانت كبيرة جداً وكانت مع المصنع مشاريع مصاحبة ولما وصل المصنع الى ما وصل اليه لم يجدوا حلاً الا بيع جزء من الارض.
رغم كل ذلك كانوا يصرون على أن لا يصارحوا بعضهم في حال المصنع لا سراً ولا جهراً ويكتفون بالاستمرارية كدليل على النجاح مهما قل العائد.
آخر اجتماع لمجلس الادارة شطبوا فيه حكاية الادارة الدورية نسبة لأنها لم تطبق ولن تطبق وليس هناك مدير غير المدير الدائم.
تصبحون على خير.
هل من تغيير؟
في أبريل من عام 2009 كتبت المقال أدناه متحدثاً عن حال الأحزاب قبل الانتخابات، أقتبس منه بعض الفقرات، وأريد منكم المقارنة بين واقعنا في 2009 م وواقع اليوم 2015 م .
لا يرفض الديمقراطية إلا منتفع مكنكش،التغيير – إلى الأحسن - لا يرفضه عاقل.
ومن هنا أسجل قبولي بالديمقراطية ولكن أي ديمقراطية وأي انتخابات نريد؟. أنظر لممارسة الديمقراطية داخلياً اروني حزبا عقد مؤتمره وغير تغييراً يُذكر كل رؤساء أحزابنا هم هم ومنهم من قضى أربعين سنة رئيساً للحزب، والذي لفظه حزبه كُوّن حزبا وصار رئيساً له.ومنهم من لا يريد التنازل حتى لبناته ناهيك عن الآخرين.لذلك من هنا أسمحوا لي بأن أعفي الحزب المُقسم من مؤتمره وأعين مولاهم رئيساً بالإجماع هذا إن استطاع أن يجمع شتات الحزب.
هذه الأحزاب عقائدية وطائفية (ومكايدية) لا تمارس الديمقراطية داخلياً ولكنها تطالب الآخر بالديمقراطية، وكل منهم يريد الديمقراطية التي تجلسه على الكرسي وبعد ذلك فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم.
ليس أحزابنا فقط هي المكنكشة حتى الاتحادات والنقابات تجدها لعشرات السنين لم تأت بجديد، نفس الوجوه دورة بعد دورة ولا مبدل لها إلا الموت، ولو وجدوا ملك الموت لرشوه ليمد في أعمارهم (أقول لو).
أين مسجل التنظيمات لماذا لا يضع من اللوائح بحيث لا يتكرر العضو لأكثر من دورتين كما في كثير من بلاد الله ، ( والعضو تشمل الرئيس والآخرين إذ الرئيس عضو قبل أن يكون رئيساً ).
انتخاباتنا القادمة هل ستأتي بجديد؟
فقط الجديد هو إنها بداية لممارسة الديمقراطية بعد طول انقطاع والذين يعولون على الشباب دون العشرين الذين لم يسمعوا كثيرا بالانتخابات وسيكون لهم دور مؤثر أحيلهم لانتخابات الجامعات حيث تدني نسبة المهتمين بالسياسة فهذا جيل ذو اهتمامات أخرى وأحسب انه لم يسمع بكلمة انتخابات إلا في انتخابات الأندية الرياضية ( وهنا نصيبي منها صفر كبير انا ساقط رياضة).
عنصرٌ جديد بدأ يطل برأسه ولكنه في بداية الطريق دخول المثقفين في السياسة فالمرشح الدكتور عبد الله علي إبراهيم رمى حجراً في بركة زهد العلماء في السياسة سيجنى أصواتا لا أستطيع تقديرها ولكنها أصوات كانت خارج اللعبة وستدخلها من أجله.
طيب لماذا هي هم؟
أخشى ان توقف عجلة التنمية– رغم رأي البعض فيها - أخشى أن نعود ثانية لمنْ وزارة التجارة؟ ولمنْ وزارة الثروة الحيوانية؟ أرى حرية الصحافة واستقلال القضاء كفيلان بإصلاح الإعوجاج الذي في حياتنا اليوم.
لو مارسنا حرية الصحافة برشد وقامت الأجهزة العدلية بدورها كاملاً لما سرق سارق ولا استبد ظالم.
|
التعليم الخاص ماله وما عليه
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216 البقرة.
تدبراً واستهداءً بهذه الآية دعوة إلى إصلاح التعليم الخاص إصلاحاً لا يداخله دخَن.
لنبدأ بنسف كل القوانين واللوائح القديمة نسفاً كاملاً، ويضع لوائح جديدة وهذه المدة كافية لإظهار كثير من العيوب القابلة للإصلاح وبسرعة. نحن في هذه الفترة التي كثرت فيها مشكلات التعليم الخاص وتعددت. إذا جاء، وهذا رجم مني، في تحقيق ما، أن مدرسة لم يزرها مشرف طوال عام دراسي كامل، هذا لا يعني أنها الوحيدة، وربما عشرات لم يزرها مشرف، ولم يكتب عنها تقرير أو كتب عنها تقرير كما يود مؤسسها لحاجة في نفس يعقوب.
جمعية حماية المستهلك خصصت منتداها رقم (221) أمس السبت للتعليم الخاص وسمعنا فيه المفيد وغير المفيد، ولكن شبه إجماع على أن التعليم الخاص أصبح واقعاً ويجب الوقوف له والوقوف عنده. شَرق وغَرب المتحدثون عن التعليم الخاص غير أني أتمنى أن نتفق على ألا يبدأ العام الدراسي وإلا هناك لوائح جديدة للتعليم الخاص واجبة النفاذ.
نقاط الضعف في اللوائح القديمة كثيرة ولكن أبرزها وأولها عندي التصديق المبدئي. لا معني لتصديق متى ما استلمه صاحبه عجل بقبول التلاميذ وشرع في الدراسة واضعاً الإدارة في حرج. يجب أن لا يمنح تصديق إلا لمدرسة مكتملة وخصوصاً المبنى المدرسي أي لا يسمح بفتح مدرسة في مبنى لا يلبي مواصفات معينة، مدرسة أساس مثلاً يجب أن تكون مكونة من ستة فصول على الأقل (تحسباً لعودة المرحلة المتوسطة بعد ثمان سنوات) كل فصل بمساحة 48 متر مربع، وبقية الشروط من ارتفاع وتهوية. والما قادر يبتعد، الأمر تربية وليس ورشة أو مزرعة.
يأتي الشرط الثاني عدد المدرسين ومؤهلاتهم وعقوداتهم هذان شرطان لا تمنح مدرسة بدون استيفائهما ولا معنى لشرط منح المدرسة لتربوي، ليدخل كل مقتدر مالياً في الاستثمار في التعليم لا ضير ولكن بشروط.
الشرط الثاني أن تتولى الوزارة تعيين المدير أي أن يكون مدير المدرسة معين من قبل الوزارة تدفع راتبه وامتيازاته ليكون مشرفاً دائماً على المدرسة متابعاً لتطبيق المنهج ومتابعاً للجدول الزمني ومشرفاً على كل الجوانب التربوية ويرفع تقريراً شهرياً بسير المدرسة. حتى يتلافى القائمون على التعليم أي قصور في وقته وإصلاحه.
وهناك ضوابط أخرى كثيرة تأتي لاحقاً ولكن شرط المبنى والمعلمين لا تنازل عنهما البتة.
نخلي الباقي ليوم تاني كفاية المساحة المسموح بها خلصت.
ليس لديك رصيد كافٍ.
|
الصمت الانتخابي
هس هس هس.. هكذا تأمركم مفوضية الانتخابات عبر جدولها الزمني أمسية هذا اليوم 11/4/2015 م واليوم الذي بعده بأيام الصمت الانتخابي هذا هو الاسم المفوضي، ولكن الشارع المهتم يسميه يوم نهاية الحملات الانتخابية. غير مسموح لأي مرشح اليوم وغدا بعرض نفسه على الجماهير ويمنيهم الأماني طبعاً هناك نكتة في الواتساب تستحق النشر (سألت المرأة زوجها أنت دعاية انتخابية دا شنو؟ فكان رده يا فلانة قبل ما اتزوجك مش كنت بقول ليك حأجيب ليك دهب وابني ليك بيت حدادي مدادي وتياب لمن ما تلقي ليها مكان. بس ياهو دا دعاية انتخابية. ترد المرأة: أها فهمت يعني كلام ساكت).
اليوم يصمت المرشحون، والحمد لله، وتصمت المايكرفونات المزعجة، وتخمد الأضواء موفرة كهرباء وتقف السيارات موفرة بنزيناً الناس تتمناه، هذا إذ لم نعرج على الجيت( a (JET-Aوقود الطائرات الغالي الثمن. اليوم ينام كثيرون غابوا عن بيوتهم زمناً ما كانوا يأتونها إلا انصاف الليالي. فكيا (جمع فكي) وحيران أو ممثلين وكمبارس.
دعونا نقفز للمرحلة التالية مرحلة الاقتراع والفرز. نسأل الله أن تكون نزيهة وصادقة وشفافة ولا يظلم فيها أحد ولا يخض فيها ولا يفض فيها صندوقا بلاستيكيا شفافا أو غير شفاف وأن تحرس الصناديق حراسة من كل الممثلين حراسة جيدة. وأن تغيب كاميرات الموبايلات.
ولكن عندي المرحلة الأهم هي مرحلة معرفة الوزن ليعرف كل حزب وزنه الحقيقي وبه يعامل واتمنى أن يكون في قانون مسجل الأحزاب ما يحظر الحزب الذي لم يتحصل على قدر معين من الأصوات حتى تختفي هذه الأحزاب التي فاقت 100 حزب في ظاهرة هي الأغرب في بلاد الله المتحضر منها والمتخلف، حيث الأحزاب في معظم البلدان الديمقراطية حزبان كبيران وحزبين تلاتة تجري تمارين لتصبح أحزابا لها جماهير، أما عندنا فكل من فقد الثدي الذي منه كان يرضع كوَّن حزباً وللدقة كل من تجاوزه حزبه في منصب خرج وأضاف كلمة لاسم الحزب القديم الأمة الفيدرالي، الاتحادي الأصل، الأمة القومي. أما صاحبة الاتحاد الاشتراكي السوداني التي أضافت الديمقراطي ولا أدري متى كانت الإضافة. صراحة د. فاطمة تذكرني بجمعية الزراعة في مدرسة كاب الجداد الوسطى، حيث كان مجموع أعضائها واحد فقط وكان طريفا جدا يعلن عن اجتماع لجمعية الزراعة ويعلقه على اللوحة ويحضر ويرأس الاجتماع حفظك الله د. موسى أحمد آدم، مستشار مدير جامعة أم درمان الإسلامية، رئيس جمعية الزراعة بكاب الجداد.
أما الحزب الذي يدعي الكبر، المؤتمر الوطني، ليته يعرف حجمه الحقيقي ويعترف بأنه كان يضخم نفسه أكثر من الواقع وهنا نستعير شطر بيت من المتنبي: أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ.
وليصلح ولينظف صفوفه أن وجدها قابلة للنظافة وإلا فليعترف أنه مثل أحزاب كثيرة مرت على البلاد أسكرتها السلطة ولم تقدم برنامجاً ولم تنجز وعداً وصارت تبكي على اللبن المسكوب.
هس هس هس هس
|
المطار عنوان البلاد
09-04-2015
|
السفر مشقة ولو بالطائرة، والسفر معاناة ربما نفسية أكثر منها حسية. والمسافر حساس جدًا ومن الناس ما يكفيه الانطباع الأول وبه يحكم على شعب كامل وربما يعود المسافر الأحمق راجعاً من المطار.
لكل ما تقدم أرى أن يكون اختيار موظفي المطار بعناية أكثر من تامة. موظف الجوازات أو ضابط الجوازات على وجه الخصوص يجب أن يكون مدرباً تدريباً جيدًا لمعاملة القادمين والمسافرين، فكلاهما المسافر والعائد في حلة توتر مهما بلغت تجارب المسافر. وكل من يعمل بالمطار ضابط الجوازات إلى ضابط الجمارك حتى نصل إلى العمالة اليدوية (الحمالين) كل هؤلاء هم من يقدمون الانطباع الأول. بعد هذه المقدمة الطويلة سأروي قصتين واحدة موجبة والأخرى سالبة جداً. ودعت صديقاً سعودياً كان في زيارة السودان يوم كانت رسوم المغادرة تؤخذ من كل مسافر (لا تحسبوا أنها ألغيت بل ضمنت في التذاكر) يومها لم يكن صديقي قد سمع بهذه الأتاوة في كل البلاد التي زارها المهم لم يكن مع الرجل ما يدفعه وشرح الوضع للموظف الذي تصرف معه بكل لطف وتركه يمشي. واحد من اثنين إما أن يكون دفعها من جيبه أو لوائحه تسمح له بإعفاء مثل هذه الحالة وودع الضيف بوجه طلق مما جعله يعكس لي هذا الأمر الذي حدث معه مشيداً بطيب التعامل وربما حكى الواقعة في بلاده عشرات المرات.( رسوم المغادرة كانت يومها 25 جنيهاً). القصة الثانية قبل شهر تقريباً زار أحد الشباب السعوديين أصدقاءه السودانيين وقضى معهم أوقاتاً ممتعة في ضواحي الخرطوم وسافر للأبيض واستمتع بوقت طيب مع أصدقائه هناك، وكان مبسوطاً24 قيراط، في آخر يوم ومنه غداً يسافر أغدق على أصدقائه كل ما يملك من عملة سودانية باعتبار أنه غداً مسافر وحاجز ولا داعي لهذه العملة السودانية المتبقية. ودخل صاحبنا المطار وكاد أن يعطي الشريحة السودانية التي معه لأحد أصدقائه ولكن قالوا له دعها لنودعك بها في اللحظات الأخيرة وما كان يعرف ما يخبئه له القدر داخل مطار الخرطوم. دخل المطار ووجد أن هناك ما يسمى تسجيل الأجانب لم يطلبه منه أحد أثناء إقامته ولم يبصروه به يوم دخوله، وكان عليه أن يدفع مبلغاً هو رسوم تسجيل الأجنبي إذا لم تكن لك وسائل كشف الأجنبي أثناء أقامته ولا أنت بقادر على رصد حركاته والمحافظة على سلامته ما فائدة التسجيل، المسألة شكلها لم قروش وبس). نعود لضيف السودان الذي عرض عدة حلول على المقدم ( اتخيل برتبة مقدم وليس ضابطا صغيراً ) استلم منه الجواز وبداخله التذكرة. اتصل ضيف السودان على صديقه الذي جاءه بالمبلغ مهرولاً ليحل الإشكال دفعوا الفلوس وطلب السعودي جوازه الذي بداخله التذكرة ووجد الجواز. وضاعت التذكرة ولم توجد إلى يومنا هذا وذهب ليعالج الأمر مع الخطوط التي سيسافر عليها ولكن too late كانت الطائرة قد أغلقت أبوابها. في اليوم الثاني دفع غرامة تأخر الحجز 450 جنيهاً وخرج مغاضباً وصورة السودان في رأسه ذلك الضابط الذي أفسد عليه بهجة رحلته. من يعيد النظر في تسجيل الأجانب؟ |
الأربعاء، 8 أبريل 2015
8 آلاف لابتوب
07-04-2015
|
ذكرت عدة مرات أني لا أرفض دعوة لمناقشة أمر يخص التعليم أو الزراعة. دعاني الباشمهندس محمد السر مساعد مدير التعليم التكنولوجي لما سماه تدشين توزيع 8 آلاف جهاز لابتوب أو سمه كمبيوتر محمول على معلمي (ولاية الخرطوم) دعونا نضع ولاية الخرطوم بين قوسين. لحاجة في نفس يعقوب نعود إليها لاحقاً.
الحفل كان بدار الشرطة وفي قاعة واسعة وحديثة صراحةً هذه ليست دار الشرطة التي رأيتها قبل عدة سنوات، يا لها من دار، متطورة وحديثة لماذا التطور في هذه البلاد عمرانياً فقط؟، لماذا لا يصاحبه تطور إداري ربما أغنى عن كثير من المباني والأثاثات؟.
القاعة ممتلئة تماماً وفي المنصة وزيرة التعليم العالي ووزيرة العلوم والاتصالات وممثل لسوداتل وممثل لبنك أم درمان الوطني وممثل لوزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم ومدير التعليم التكنولوجي. بدأ الحفل بفيلم فيديو يوضح تاريخ التعليم الإلكتروني منذ أن بدأ قبل عدة سنوات وظهر في الفيديو الراحل المعتصم عبد الرحيم صديقنا وزميل دراستنا ببشاشته وحلو حديثه رحمه الله رحمةً واسعةً.
بالمناسبة تحدث كل الذين على المنصة كل يذكر دور مؤسسته بكل رضا بنك أم درمان الوطني الممول للعملية طالبه المتحدثون بأن يكون حنيناً في نسبة الربح التي يطلبها وسوداتل وفرت خدمة الإنترنت مجاناً كمسؤولية اجتماعية والنقابة هي الضامن لسداد الأقساط. وتحدثت وزيرة الاتصالات مثمنةً مجهودات المركز القومي للمعلومات والذي يسعى لإنزال الحكومة الإلكترونية لأرض الواقع مازلنا نسمع بالحكومة الإلكترونية منذ 2005 ومازالت مع العنقاء والغول والخل الوفي.
وجاء دور وزيرة التربية والتعليم الأستاذة سعاد عبد الرازق التي قالت كل هذه الجهود مقدرة وعدة جهات تعمل لمدرسة المستقبل، وذكرت من تلك الجهات شركة تصنع أجهزة خفيفة (تابلت) لتكون بأيدي الطلاب قريباً وأنهم في وزارة التربية أنشأوا مركزاً متخصصاً لمناهج التعليم التكنولوجي، ولكن خير ما سمعت منها أن كل هذه الأجهزة ما لم تدخل الفصل وتصبح أمراً عادياً في كل الفصول وبيد كل معلم، فلن نصل إلى أهدافنا وذكرت أنها متفائلة بأن ذلك سيحدث بعد قيام مجلس التمهين التربوي وبعد أن تصبح رخصة الكمبيوتر شرطاً للحصول على رخصة التعليم، ومن عندي أضيف عندها سيسعى المعلم لتطوير نفسه مكرهاً أخاك أو بطل.
غير أن السؤال الذي في حلقي هو الخرطوم الخرطوم الخرطوم. 70% من الكتلة النقدية بالخرطوم 70% من الكهرباء تستهلك الخرطوم 8 آلاف لابتوب لولاية الخرطوم. خدمة 3G في الخرطوم.
مشكلة التعليم التكنولوجي هي سرعة التطوير في الأجهزة كل حين اصدار جديد يجب ما قبله هل نستطيع أن نساير هذا القفز بهذا الفقر؟، كلما ظهرت سبورة ذكية تلتها أخرى أكثر تطوراً مثل سوق الموبايلات بالظبط بل أسرع.
ما لم تعدل هذه الصورة المقلوبة سيزحف السودان كله للخرطوم.
|
الوديعة المليارية أين؟ وكيف؟
الوديعة المليارية أين؟ وكيف؟
|
خبر الوديعة السعودية ذات الأربعة مليارات دولار لم تؤكده جهة رسمية بعد، ولكنه ورد في الصحف. وهز السوق هزاً (طبعاً هزاً أيجابياً) إن صح الخبر، فهذه فرصة لإنزال الشفافية لأرض الواقع.
أريد أن أروي واقعة متواضعة في تسعينات القرن الماضي والسكر سلعة تموينية ولا شيء يسرق مباشرة او عائده إلا السكر. يوزع على المحليات بعدد سكانها لكل محلية حصة كان هناك أناس بين الحصة والمواطن يستبيحون السكر بحجج واهية. أول قرار اتخذه المسؤول الجديد هو أن ينشر على لوحة حائطية كبيرة كمية السكر الوارد وكل الجهات التي استلمته. لعلمه أن خوف بعض الناس من المجتمع أكبر من خوفهم من الله. وهو ما يعرف اليوم بالشفافية. واختفت كل الجهات التي بين الحصة والمواطن.
يتحدث الناس عن مليارات النفط التي يقال إنها 70 ملياراً وفي رواية أنها 200 مليار وهذا في حد ذاته سؤال كم هي؟ يسأل الناس ويقولون لا يدرون أين ذهبت. ولم يجدوا إجابة على أسئلتهم. الحكومة بكل تعالٍ تسفه هذه الأسئلة وربما مبرر الحكومة أن هذا واجب نواب الشعب تحت قبة البرلمان هم من يسأل الحكومة نيابة الشعب الذي انتخبهم وفوضهم (طبعاً هذا هو المفروض يا صديقي محجوب فضل)، ولكن الواقع يقول إنه ليس تحت القبة فكي.
لذا اليوم نريد أن نسلك مسلكاً آخر هو أن يُطلع بنك السودان الشعب السوداني عن حركة الوديعة الدولارية عن أي دولار سحب منها في نشرات الأخبار مثل ما تفعل بعض البنوك التي تعلن أسعار العملات على شاشات القنوات الفضائية.
لنرى أزمة النقد الأجنبي بأعيننا أين هي هل في الجهات التي تطلبها للاستيراد وفتح الاعتمادات وأي السلع التي يفرد لها أكثر وما أثرها على الاقتصاد السوداني.
وقتها سيعلم الشعب أين تذهب ثروته وأين تصب في رفاهية الطبقات العليا ذات الأثاث المستورد والسيارات المستوردة والشكولاتة . أم في مدخلات الزراعة والصناعة والتنمية التي تعود على كل الشعب رعاة ومزارعين ؟ هل اقتصادنا ذو أهداف بعيدة أم قصيرة أم هو للاستهلاك محاكاة الدول النفطية ؟ هل الدواء أولوية هل مدخلات التعليم أولوية؟ أم السيارات الفارهة والمكيفات والبورسلين والستائر والدهانات (طبعا كأني أحدث مثل ذلك الراعي الذي سئل عن كيف هو طعام الرئيس فقال: تلقاهو كبدة صر، هذا سقف الراعي أن الدعة في أكل الكبدة ). وسقف البطر الذي أعرفه هو ذا.
أكرر الشعب يريد أن يعرف أين تذهب ثرواته ومن المستفيد؟ على بنك السودان إن كانت هناك وديعة حقاً أن يعلنها وإن كانت صنيعة جهات ذكية تريد أن ترعب سوق الدولار وقد نجحت أن يقول.
نريد في نشرات القنوات الحكومية خبراً مفاده ( بنك السودان يعرض حساب الوديعة. منه كذا مليون دولار المستفيد (س) والغرض هو استيراد كذا. ويسجل الشعب معه يوماً بيوم.
نحلم حلماً مشروعاً
|
العطلة الصيفية.. بعضٌ من حل
العطلة الصيفية.. بعضٌ من حل
|
ما إن تحل العطلة الصيفية للمدارس إلا وتسمع عبارات مثل (أمانة يا المدارس ما كنتِ ماسكة بلاء) في إشارة لانتشار التلاميذ والطلاب في الشوارع. هذا العمر المليء بالطاقة يجرب كل شيء ليملأ به وقته.
في ظل غياب كثير من البرامج التربوية التي يجب أن تستغل هذه الطاقات لما ينفع هذه الفئة العمرية التي تعتبر رصيداً غالياً نجد كثيرا من الأعذار يتربع على قائمتها بند الميزانيات، هذه الميزانيات يسهل خروجها لكل المهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات والانتخابات، ولكن حين تُطلب للتربية والتعليم تُقطر بالقطارة. غير أن عذراً آخر هو حر الصيف في السودان فهو قاتل لكل البرامج غير أن ليله يجب أن يُستفاد منه. كنا في زمن بعيد نملأ الإجازة الصيفية في مراكز شباب القرى أو أنديتها بالشعر والمسرح والندوات، ذكرني صديقنا أنس عبد المحمود كاتب الدراما المعروف بفرقة خرجت من نادي اللعوتة لتعرض مسرحيات على القرى المجاورة، وقال أنس إنه كان صغيرا وقتها ولكن كان لتلك الليلة أثرا كبيرا في حياته. جاء التلفزيون واحتكر كل هذه الطاقات وانكفأ كلٌ داخل بيته أمام هذا الجهاز العجيب لذا يجب أن يعوض هذا الجهاز الناس ما فقدوا بسببه واحسب أنه يحاول أن يفعل بل أكثر. غير مبرر تربوي ملء وقت الإجازة الصيفية بتدريس منهج العام القادم وهذه بدعة ليس لها محل من الإعراب وطريقة التدريس التي تمارس بها – في أغلب الأحيان – تجارية بحته تفقد المنهج أهدافه لذا يجب مكافحتها. أما صغارنا الذين أدمنوا (اسبيستون) و(توم آند جري) وأفلام الكرتون الأخرى لا نقول لا ولكن بمقدار وصناعة البدائل مطلوبة وعلى هيئات إعلامنا أن تجهد نفسها في منافسة هذه البرامج الوافدة. أما عبر الكمبيوتر فهناك برامج كثيرة مفيدة تعب عليها علماء في كثير من المجالات فقط تريد من الآباء معرفة أين هي حتى يصبح الكمبيوتر جهازاً تربوياً مفيداً. بين يديّ الآن برنامج لمادة الرياضيات قامت عليه نخبة من أساتذة جامعة مصرية وله عدة سنوات ويطورونه بين الحين والآخر إلى أن أصبح يلبي متطلبات أطفال ما قبل المدرسة برسومات جميلة وأدوات تربوية مدروسة، المدرسة المنتجة بدمياط لم تقف عند الرياضيات فقط والذي يدخل موقعها على الانترنت يجد المفيد الكثير، غير أن هذا البرنامج (الوجيز في الرياضيات) لبى رغبات كل طلاب مرحلة الأساس وما قبلها. ادخلوا على هذا الموقع لتجربوه مع أولادكم وانظروا كم سيمكثون مع الكمبيوتر في متعة وتعلم http://mhafiz.net/files/Wageez.exe . مادة الرياضيات مادة متصلة فقدان حلقة منها يؤثر كثيرا على ما بعدها لذا هذا البرنامج يحل عقدة هذه المادة في مرحلة الأساس ونكون ساهمنا في جعل الكمبيوتر وسيلة تربوية وحفظنا أولادنا من حر الصيف وأجبنا على بعض السؤال. |
الشيخ عوض الله صالح
الشيخ عوض الله صالح
|
أنقل لكم اليوم سيرة الشيخ عوض الله صالح وجيلي من عشاق برامجه التي كان يقدمها من إذاعة ام درمان وما زالت الإذاعة تتحفنا ببعض برامجه بصوته المحبب إلى النفس الذي يدخل القلب قبل الأُذن. وأحسب أن من مزاياه التي لم تذكرها السيرة أدناه أنه كان مرحاً جداً. وله من المزح المباح ما سارت به الركبان رحم الله الشيخ عوض الله صالح.
عوض الله صالح محمد نور الدين من مواليد مدينة أم درمان عام 1908 م رغم أن موطنه الأصلي حلفاية الملوك, قرأ الكتاب والابتدائي في عطبرة وبربر، التحق بكلية غردون عام 1927م، وتخرج في قسم القضاء الشرعي وعمل كقضائي في مدن الكاملين ومدني وأم روابة وكوستي وكقاضي درجة أولى في مدن الدبة والمناقل ونيالا ومروي والفاشر, كما عمل قاضي استئناف في الخرطوم حتى نال السودان استقلاله في العام 1956م, وأهم محطات عمله التي اكتسب منها شهرته وذيوع اسمه هي إبان عمله مفتي الجمهورية، ونائباً لرئيس القضاء الشرعي، وأقيل من وظيفته عند أول قيام نظام مايو ولكنه أعيد مرة أخرى لعمله حتى تقاعد في سن المعاش . ظلت الذاكرة السودانية تحتفظ بنبرات صوت الشيخ عوض الله صالح عبر المذياع رغم مرور سنوات على رحيله, عندما تطل بشريات الشهر الفضيل كانت العائلات السودانية تلتف حول (إذاعة أم درمان) لينطلق صوته مستهلا بآيات تبين فضل شهر رمضان المعظم وتحث على فضيلة الصيام ثم يعلن بهدوء وورع (ثبت بعد تحري رؤية شهر رمضان في اليوم كذا...) ويختتم بيان مجلس الإفتاء بعبارات موجزة محببة بالعامية بصوته الذاكر الطلي يجيز فيها رخصة الفطر للمسافرين وأصحاب الأعذار والمرضى وكبار السن لأن الدين يسر.. وتمثل هذه اللحظة لحظة إجماع أهل القبلة في الوطن وخارجه ندر أن تتحقق إلا على هدى شيخ عوض الله صالح . اهتم بالعمل العام الخيري وهو ممن أسهموا في إنشاء المركز الإسلامي الأفريقي بالخرطوم وتولى رئاسة هيئة إحياء النشاط الإسلامي وارتبط بصلات وثيقة مع العلماء ورجال الطرق الصوفية بل حتى رجال الدين المسيحي وأسهم في إنشاء لجنة السلام الإسلامية المسيحية وهو عضو مؤسس لرابطة العالم الإسلامي وزار عبر هذا الكيان دول الباكستان والهند وتركيا والأجزاء المسلمة من الاتحاد السوفيتي وكل البلاد العربية والإسلامية في ذات الإطار, وامتدت صلاته فشملت الكثير من قطاعات الشعب في السياسة والإعلام والهيئات الاجتماعية والمهنية والمؤسسات التعليمية. قدم برنامج (تفسير الأحاديث) عبر الإذاعة السودانية الذي كان عبارة عن أسئلة واستفسارات ترد إلى البرنامج عن طريق البريد وكان يقوم بالرد عليها بشرح مبسط ليخاطب بها كل المستويات التعليمية بل حتى الذين لم يتلقوا حظاً من التعليم النظامي وكانت له حلقات لتفسير القرآن الكريم بمسجد آل حضرة بشمبات . عرف عن الشيخ عوض الله صالح محبته للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته وكان قلبه معلقاً بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وعندما يذهب إلى المدينة المنورة يمشي حافياً في طرقاتها وحول المسجد النبوي من حبه لرسول الله صلى عليه وسلم, كان ملمًا بالسيرة النبوية وقارئاً لأمهات الكتب التي تتحدث عن سيرته (صلى الله عليه وسلم) ويحاول أن يشرح أحاديثه وشمائله للناس, داوم على أداء فريضة الحج منذ العام 1956م حتى وفاته في العام 1989م . |
شكرًا يا ناس عمر
شكرًا يا ناس عمر
|
كتبت في هذه المساحة يوم 23 مارس 2015 تحت عنوان (الله سائلك يا عمر)
أقتبس منه الآتي:-
يا عمر منحنى سقف طموحاتنا في هبوط مستمر كنا نخاطبك قبل سنتين مطالبين بمطالب نراها مشروعة واليوم نطالبك بمعشار تطلعات الأمس ونسأل الله أن لا ينحدر مخطط الطموحات إلى الصفر.
يا عمر اليوم نطالبك بمطلب بسيط هو هذه الحفر التي انتشرت وتسببت في كثير من الحوادث .
في اليوم التالي (لا أعني الصحيفة) اتصل على المهندسان الرشيد عربي ومحمد الفاتح من الهيئة القومية للطرق والجسور ومحمد هو المسؤول عن طريق الخرطوم مدني كما فهمت . وفي مثل هذه الحالات تتوقع أن يرد عليك من انتقدته نقدًا حاراً بمكابرة ونكران أو أعذار واهية ومبررات محفوظة ولكن شهادة لله كان المهندس محمد الفاتح في غاية التهذيب والاعتراف بكل ما ذكرنا في مقالنا بل شكرنا أن بصرناه بهذه العيوب التي في الطريق. وقدم وعدين الأول بخصوص حفر جياد وأشهد أنها ردمت وعولجت ورأيت قلاب الخلطة بعيني هاتين. ووعد آخر بأنهم وجهوا المقاول الذي رست عليه مقاولة إصلاح 45 كيلومتر وبدأها من مدني حيث كان مدخل مدني مخيفاً ومخجلاً ورديئاً جداً قال إنهم وجهوه ليبدأ طبقة من قسم شرطة المسيد وبالفعل أول امس الثلاثاء وصلت كل الآليات وبدأ العمل في الطريق العجوز.
ماذا لو تعامل كل مسؤول مع ما ينشر من نقد لمؤسسته بهذا الأدب ، أدب الاعتراف وإصلاح الخطأ او الاستجابة لمناشدة . هؤلاء المهندسون هم في هذه المقاعد بمؤهلاتهم لذلك تعاملوا بهذا الأدب والاحترام والاعتراف بعكس أولئك المعينين بترضيات سياسية دائمًا يكون ردهم : هذا غير صحيح وربما يزيد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (كل منتقديهم فاسقون.
ما بقي لدينا إلا أن نشكرهم لسماعهم صوتنا الذي يمثل مئات آلاف البشر الذين يستخدمون هذا الطريق الحيوي والهام وكلما اقتربت من الخرطوم يزداد ازدحام هذا الطريق بالمركبات.
وصلتني كثير من التعليقات من الشخصيات التي أقبلت على موضوع (الله سائلك يا عمر) بلهفة ولم تجد ضالتها مباشرةً أو وجدت الظل ولم تجد الفيل.
عموماً هؤلاء هم ناس المهندس عمر عثمان المدير العام لهيئة الطرق والجسور وشكرا لهم مرتين ويا فرحتنا يوم يبدأ العمل في توسعة الطريق ليصبح مسارين وينخفض عدد ضحايا هذا الطريق والتي ذكرها مدير عام مرور ولاية الجزيرة وحدد عدد موتى هذا الطريق بـ 300 نفس مسلمة وما أغلى النفس البشرية عموماً.
أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام.
|
ليتني ميشيل قطران
ليتني ميشيل قطران
|
حماية المواطن من حقه على الدولة
في 2/5/1957 ميشيل قطران وهو في طريقه لحفل بالسفارة العراقية وقع في حفرة تصريف تركتها بلدية الخرطوم بلا غطاء، وبلا إشارات إرشادية وقع فيها وانكسرت رجله وسببت له عاهة العرج الدائم. رفع دعوى على بلدية الخرطوم وصدر الحكم في 28/7/1958م وقضى بتعويضه مبلغاً قدره 7332جنيها. (تخيلوا هذا المبلغ سنة1958).
لم يكن ذلك في عهد الاستعمار لنقول إن هذا عادة غربية ولكنه كان في عهد ديمقراطي أي وقعت الواقعة أعلاه في الديمقراطية الأولى قبيل ثورة نوفمبر أو انقلاب نوفمبر أو حكومة عبود أو أول حكومة عسكرية أو تسليم نوفمبر 1958 م اختر من التعريفات ما يروق لك. وقع ذلك في الديمقراطية الأولى. ولكنها سابقة قضائية تقدر المواطن وحقه على الدولة.
(سانحدر) بكم سريعاً إلى 2015 وشهر مارس ويوم الثلاثين منه وعصراً. قبله بيومين طار حجرُ أو طُير حجر من على الطريق ليصطدم بزجاج سيارتي الأمامي ويحدث فيه أثراً قطره 5 سم تقريباً لم يكن الأثر مما يحجب رؤية ولا يعيق سياقةً. سرت به يومين ولم أشعر له بأثر في اليوم المؤرخ له أعلاه استوقفني الشرطي وقال عليك مخالفة، ما مخالفتي؟، زجاجك مكسور (طبعاً تعريف الكسر يحتاج بحثاً) قادني للضابط الشاب والذي حرر مخالفة بسرعة دون أن يمهلني، والحقها بادفع 50 جنيهاً، قلت له أدفعها إن أم يدفعها الحجر؟، وقال ساخراً: اتقاسموها إنت والحجر. دفعت لأنه كان شاباً برتبة الملازم أول، يعني عمره بين 20 وإلى 30 سنة، وهذه عمر شباب تسكره السلطة. دفعت الخمسين جنيهاً، وقلت ما ذنبه هكذا طلبوا منه أن يملأ خزينة الدولة بمثل هذا المال من المواطن. الدولة التي لم تكتف برسوم الترخيص والضرائب التي دفعتها مثلاً في هذا الشهر، وفاقت الألف جنيه تحديداً 1024 جنيه. وتجديد رخصة قيادة 416 جنيه كلها في هذا الشهر، وبعد ذلك تطارد المواطن بالغرامات لأن حجراً كسر زجاجه. قلت للضابط كنت أتوقع أن تقول لي كفارة لأني سأشتري زجاجاً دون ذنب مني.
هل نحلم بمقاضاة الهيئة القومية للطرق والجسور لأنها تركت حجارة على الطريق؟، هل تقبل منا هذه الدعوى التي تأتي بعد 58 سنة من واقعة ميشيل قطران؟، هل نترحم على ماضٍ المواطن فيه مكرم ومرفوع الرأس ونعيش في زمن كل من له سلطة يتحكم بها في المواطن ويخرج بها إما مالاً أو كرامة تنزع مواطنته وحب وطنه نزعاً.
هؤلاء الذين يرسلون الحملات لتعمل عمل المحاكم الناجزة لا استئناف ولا مراجعة أمر واجب النفاذ (كسر رقبة). سؤال آخر هل هناك علاقة بين هذه الجهات ومستوردي زجاج السيارات؟، إنهم يهدرون عملات صعبة بحجج واهية أقل شق في الزجاج مخالفة توجب الغرامة وتغيير الزجاج.
اللهم إنا تجاوزنا الستين ولا طريقة لنا من الهروب من هذا البلد الذي أحببناه من صغرنا اللهم ارفع عنا الضيق والتضييق.
|
برتقالنا وبرتقالهم
بسم الله الرحمن الرحيم
حماية المنتج المحلي كيف؟ ولماذا؟
ومتى؟
اليوم الحديث ليس عن الصناعة وإن كانت
تستحق فتح ملف كامل أين صناعاتنا المحلية ومدى قدرتها على التنافس؟ هذا ليوم آخر .
ولكن قضية اليوم هي زراعية بحتة . في موسم الفاكهة المحلية وخصوصا البرتقال تتدخل
وزارة الزراعة والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بوقف الاستيراد ويسيطر
البرتقال المحلي على السوق ولا يجد المستهلك خيارات.
نعم البرتقال المحلي يستحق التشجيع
والتطوير فهو طيب المذاق ولكنه صغير الحجم. وهاتان النقطتان الشكل والطعم هو ما
يستحق البحث من العلماء ليأتوا لنا بود أحمد برتقال كما فعل المغفورله بإذن الله
بروفسير ود أحمد في الذرة.
انفرد البرتقال المحلي بالاسواق ولو
سئل أي عاقل لقال نعم ويجب ان يكون أرخص بكثير من المستور إذ لم يعبر حدوداً ولم
يركب طائرة ولا شاحنة مبردة ولم يمر بنقطة
جمارك لماذا يرتفع سعره أضعاف سعر المستورد؟
هل على وزارة الزراعة حماية المنتج الى
هذا الحد الى أن يصبح مستغلاً ومحتكراً لماذا لا تصاحب حماية المُنتج المحلي حماية
المستهلك من الاستغلال؟
من عيوب تجارة الفواكه المزمنة في
اسواقنا بيعها بالدستة dozen أوبالدرزن كما يقول اهل الشام. أي أثني عشر قطعة دون حساب للوزن في
أغرب حالة بيع ؟ ولك ان تتصور حبة برتقال بحجم البيضة تباع الدستة منه بخمس وعشرين
جنيهاً ! لو كان الأمر بالوزن لما كانت هناك مشكلة في الحجم وربما يكون الأصغر
أحلى. من ينشر ثقافة الوزن وهي عادلة لكل الأطراف المنتج والبائع والمستهلك. (
ولكم في الفراخ تجربة وموازين الكترونية بالجرام وتحسب السعر كمان).
على وزارة الزراعة مراقبة الاسواق وليس
حكر الاسواق لتجارالفواكه بالمناسبة المستفيد الأول من هذا ليس المزارع ولكن
السماسرة والتجارهم من يتفننون في طرح الكميات وتحديد حاجة السوق وإحداث الفجوة
ليصلوا للسعر الذي يريدون.
ووزارة التجارة متى ما هددت بفتح استيراد البرتقال سيصيب السوق
الاعتدال ولا اقول الرعب ، الرعب سيصيب المحتكرين.
هذه تنافي حرية التجارة وتحريرالاسواق
التي كثيرا ما تبجحت بها الحكومة على انها من اسباب الوفرة المعاشة في
الاسواق.وفرة نعم ولكن معها كساد وعدم قدرة على الشراء.
الاستاذ عبد الرحيم حمدي قال يوما ان
تحرير السوق الذي يعنيه أن تكون في الميناء باخرتان احداهما تصدرقمحا والاخرى تورد
قمحاً دون تدخل من الدولة تاجر شاطر باع بأغلى وآخرشاطر استورد بأقل.
بهذه النظرية هل هناك جهة في العالم
تقبل برتقالاً بحجم بيضة الدجاج ومعبأ في
جوال بلاستيك؟
الافرج عن 458566 معتقل
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم السبت 28/3/2015 م آخر اوراق امتحان
الشهادة السودانية أو الشهادة الثانوية، وبعدها ينتشر طلاباً فقدوا طعم الحرية
شهورا عددا طبعاً للمجتهدين وقطعا هناك من لا فرق عندهم بين النجاح والرسوب من فرط إهمالهم والذي
سيعرفون عواقبه بمرور الايام وهم الذين كانوا يقرأون (من جدَّ وجد ) بألسنتهم وليس
بعقولهم ولا يعرفون ما بعدها.
سيفرح اليوم كل المفرج عنهم وعددهم
458566 طالبا وطالبة ولكن هذه ليست الفرحة النهائية هناك يوم آخر بعد شهربن
أوثلاثة يوم تجلس الوزيرة وامامها مايكرفونات القنوات الفضائية وتجلس ادارات التعليم
والأعلاميون وتذاع النتيجة العامة ويحدد المائة الاوائل عندها وتدخل شركات
الاتصالات المضمار وتتنافس على تقديم النتائج عبر الانترنت ويدخل كل طالب رقم
جلوسه وتاتيه نسبة مئوية تحدد مصيره ومصير أسرته التي كانت تقف وراءه تنتظر اين سيتجه
ولدها او بنتها؟
كانت في زمن سابق الدراسة الجامعية
محدودة يدخلها من يستحقها بلا أي محسنات ولا أسمدة. الأمر الآن اختلف كثيرا هناك
عشرات الجامعات وعشرات انواع القبول القبول الحكومي والقبول الخاص والجامعات
الخاصة. القبولالحكومي هو الذي يفرح الاسر وهو للنابهين والمتحصلين تحصيلاً يؤهلهم
وبمصاريف مقدور عليها ، ومن لا يقدر عليها هناك قنوات تسليف لم تشتهر بعد ولم يقدم
عليها عدد كبير من مستحقيها نسبة لما
للتمويل البنوكي من سمعة مخيفة تنتهي بالمتعثرين الى السجون وهذا ما ثبت في عقول
الناس من تجارب المزارعين.
يأتي بعد القبول الحكومي القبول الخاص
وهو قبول بمبالغ مالية في الجامعات الحكومية لمن نقص درجات بسيطة في حدود 7% يمكن
ان يدفع للجامعة ماتعين به نفقاتها وتجلسه مع طلابها الذين دخلوا بالقبول العام.
يأتي بعد ذلك الجامعات الخاصة وهذه
تقبل من تشاء كيف ما تشاء وبالمبالغ التي تفرضها عرض وطلب. ولكل جامعة سمعتها
ومبلغها تنافس شريف في السوق التعليمي.
الطالبة أو الطالب التي او الذي لا
يدخل أسرته في هذه التجارب هو الذي يستحق التقدير والاحترام. وفي كل خير.
بقي أن نذكر أن من العادات السيئة في
هذا اليوم يوم نهاية الامتحانات هو تمزيق الكتب والكراسات والمذكرات هذه عادات
سيئة ويجب ان لا ينظر الطالب المُمتَحن الى الكتاب او المذكرة كأنه عدو جاء يوم
الانتقام منه.
واؤلئك الذين يقودون السيارات في المدن
بعضهم يجعل من هذا اليوم يوم فش الغل في السيارة تفحيطاً وسرعة زائدة وربما أصوات
مزعجة من موسيقى أو اصوات (بوري) نقول في ختام هذه الخواطر العبرة بالخواتيم
افرحوا بنهاية الامتحانات ولكن ادخروا من الفرح ليوم النتيجة.
لماذا نجح القمح في الجزيرة؟(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
كرت الدعوة مرة أخرى
( يدعوكم مزارعو مشروع الجزيرة
مشاركتهم افراحهم بحصاد القمح المكان. منزل كل مزارع زرع قمحا هذا الموسم.الزمان
مارس وابريل 2015 م. يشرف الدعوة وزارة المالية وزارة الزراعة
وزارة الري إدارة المشروع . واعتذرت كل الاجسام السياسية من اتحاد وحراك وتحالف ونداء
ومؤتمر وطني).
من أسباب نجاح القمح وزيادة المساحة المزروعة بعد التمويل رغبة المزارعين
في زراعة القمح متى ما توفرت ضمانات التمويل والري والتسويق وكتبنا أمس عن التمويل
والري اليوم نتحدثعن العامل الثالث وهو التسويق. يقال أنالدولة صارت تستورد قمح بملياري دولار (مليارينأثنين) وهذا عيبما
بعده عيب وفطن بعض المسئولين وقالوا مزارعنا اولى بالدعم من مزارع استراليا وكندا
والولايات المتحدة واعلنوا سعرا مجزياً هو
400 جنيه للجوال زنة 100 كلجم والحساب بالكيلو أي لو وزن الجوال 110 كيلو يحساب
على ذلك وانوزن 90كلجم حوسب عليها وليس كالسنة الماضية التي لم يدفع فيها فرق وزن (
مش عارف وين راح نقول اصبح عمارة في الخرطوم يقولوا لينا تربية شيوعيين).
ولو لا التكلفة المرتفعة والتي تحتاج مراجعة
إذ بلغت 2000 جنيه للفدان يعني خمسة جوالات للفدان ويربح المزارع خمسة على أقل
تقدير. وكلاهما يمكن علاجه بقليل من الدراسات مثل تقليل التكلفة وزيادة الانتاج.
ويشكر وزير المالية عشر مرات بأن
اصدر قرارا بأن على المطاحن ان تشتري كل القمح السوداني حتى يسمح لها بإستيراد ما
ينقصها. قرار موفق يضع حداً لكثير من الذي بقال عن دولار القمح المدعوم.
متى ما ضمن المزارع التسويق العادل الذي يكفيه شر استغلال السماسرة والتجار
سيزرع مطمئناً (وهذا ما لم يحدث في القطن
لم تشتر الادارة في الوقت المناسب ).
الانتاج الحمد لله أحسن مرتين ونصف من
المواسم السابقة إذ يتحدث الناس عن متوسط انتاج في الذي حصد لا يقل عن12 جوال.
وهذه طفرة مقبولة ويمكن ان تزاد بقليل من المجهود والدراسات الى معدل 20 فدان وصلت
اليه بعض مشاريع مجموعة دال في أرض أقل خصوبة من هذه.
الجديد الأخير غياب الاجسام السياسية والتي لم يشعر بغيابها أحد على سبيل
المثال اتحاد المزارعين الذي يرقد في بيات شتوي وليس له صليح لا الحكومة راضية به
ولا المزارعين الذين يدعى تمثيلهم وكان يتعالى عليهم وكأنه هو السيد وهم العبيد لا
يريهم الا ما يرى وهذا منذ زمن بعيد والى يومنا هذا لم يشعر بغياب الاتحاد إلا
أعضاؤه.
. الزراعة ممكنة بلا اتحاد وبلا مؤتمر
وطني وبلا حراك وبلا تحالف وبلا نداء. مقومات الزراعة التوكل على الله والتمويل
والري والاشراف الجيد من المزارع والتسويق والعائد المجزي. بالمناسبة التأمين
الزراعي يحتاج موضوعاً منفصلاً.
ولكن
هل يهزم الترحيل الموسم؟؟
لماذا نجح القمح في الجزيرة (1)؟
لماذا نجح القمح في الجزيرة (1)؟
|
يدعوكم مزارعو مشروع الجزيرة مشاركتهم أفراحهم بحصاد القمح، المكان: منزل كل مزارع زرع قمحاً هذا الموسم، الزمان: مارس وأبريل 2015 م. يشرف الدعوة وزارة المالية ووزارة الزراعة ووزارة الري وإدارة المشروع. واعتذرت كل الأجسام السياسية من اتحاد وحراك وتحالف ونداء ومؤتمر وطني.
لا حديث للمزارعين (وأنا واحد منهم) لا حديث لهم هذه الأيام إلا القمح وأسعار القمح وحصاد القمح وإنتاج القمح في وقت تتحدث فيه الخرطوم عن أزمة خبز. يا أيتها الخرطوم ويا أيها السودان ويا أيها الوطن العربي الحل هنا رضي من رضي وأبا من أبا. المساحة التي زرعت قمحاً في مشروع الجزيرة 320 ألف فدان تقريباً 15% من المساحة الكلية. مقارنة بالعام الماضي 120 ألف فدان يعني تضاعفت المساحة ثلاث مرات. لا بد أن تسأل لماذا؟. من حلقات الزراعة التمويل الري والتسويق كل ذلك بعد توفيق الله، وكان فشل الزراعة يبدأ من التمويل إذ اعتادت الحكومات المتعاقبة أن تكون وصياً على كل شيء ولا تعلم الناس الصيد كدت أقول ولكنها تطعمهم سمكاً، ولو كان كذلك لظهر اللحم الأبيض على أجسامهم ووجناتهم ولكنهم كما ترون. الحكومات المتعاقبة تصر أن تجعل جسما تسميه اتحاد المزارعين ومن فوق الاتحاد سهل الإغواء تمارس الظلم على المزارعين. والزراعة تحتاج بركة ونية حسنة وكل هذا ما كان متوفراً . نعود للتمويل قام البنك الزراعي، مشكوراً، بواجبه خير قيام مول 70 ألف فدان تمويلاً مباشراً بينه والمزارعين الذين يعرفون التعامل مع البنوك أو الذين لديهم حساب مع البنك الزراعي. والذين ليست لديهم حسابات لدى البنك الزراعي تلقوا التمويل بواسطة ادارة المشروع نيابة عنهم ومساحة هؤلاء الممولة عبر البنك بلغت مساحتهم 230 ألف فدان والذين مولوا من جيوبهم تمويلاً ذاتياً 20 ألف فدان. (إذا ما استمر تحسن الزراعة بهذا المنوال لموسمين أو ثلاثة سيمول كل المزارعون تمويلاً ذاتياً ويكفوا الجهات الرسمية مشقة التمويل التي يدعونها). وهناك التمويل الأصغر الذي أحدث العام الماضي نجاحاً منقطع النظير هذه السنة عصفت به أنواء السياسة وانخفض بدلاً أن يزيد ولا حول ولا قوة إلا بالله. مازلنا نعدد أسباب نجاح محصول القمح بمشروع الجزيرة والذي يحتاج لحلقتين على الأقل. من أسباب نجاح هذا الموسم أيضاً بعض من شتاء بارد جداً ولو لفترة قصيرة ساعدت بفضل الله ورحمته في تحسين نمو القمح. وعامل آخر هو أن أوفت وزراة المالية ولأول مرة بتمويل شتوي بلغ 11 مليون جنيه كانت من الأسباب الرئيسة في انسياب الري ولم نسمع بعطش قط والقمح خصوصا والزراعة عموماً تعتمد على عدد الريات والتي يجب أن لا تقل عن سبع ريات في الموسم. وهذا ما حدث. نواصل بإذن الله. |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)