الأحد، 22 فبراير 2015

الميدان الشرقي

"ر
05-02-2015
تمددت ظاهرة تقديم كتاب الرأي في الصحف إلى مقدمي برامج بالقنوات الفضائية لا أملك توثيقاً مكتوباً متى بدأت الظاهرة، ولكن يبدو لي أن قائدها هو حسن ساتي ثم أحمد البلال وتلاهما خالد ساتي، وعبد الباقي الظافر وورثه حسين خوجلي، ثم عبد اللطيف البوني وأخيراً ضياء الدين بلال، وعودة الظافر "في الميدان الشرقي". كل هؤلاء ومن نسينا ظهروا عبر الشاشات، ولكل نكهته ورؤيته المختلفة في تقديم برنامج ناجح له جمهوره.
لم ننس الأخ الصديق الأستاذ الطاهر حسن التوم، ولكن أظنه بدأ بالفضائيات ثم ذهب للكتابة ثانياً. كحالة معاكسة للقائمة أعلاه.
كل هذه المقدمة لأن برنامجاً مختلفاً شكلاً وعنواناً بدأه الأخ عبد الباقي الظافر في قناة أم درماني. اسم البرنامج "الميدان الشرق" ولجيلي الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم له دلالة خاصة، ولكن هل يفهم كل المشاهدين ما هو الميدان الشرقي، ومن أين جاء الاسم؟.
شاهدت الحلقة الثانية من "الميدان الشرقي" والتي كان ضيفاها الأستاذ محمد الحسن الأمين والأستاذة سارة نقد الله، طبعاً معروف اتجاه أو حزب كل منهما وللتاريخ (ربما يقرأ هذا المقال بعد سنوات طوال من دار الوثائق المركزية)، ونكون كلنا ذلك اليوم تحت التراب (اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة).
توثيقاً: الأستاذة سارة كانت تتحدث إنابةً عن حزب الأمة، والأستاذ محمد حسن الأمين عن حزب المؤتمر الوطني، وليس المؤتمر الشعبي. لم تعجبني بداية الأستاذ الظافر بالأستاذة سارة ليس لأنها امرأة بل لأنها كانت على يساره والرسول صلى الله عليه يأمرنا بالتيامن حتى لبس النعل يجب أن نبدأه باليمين وليس اليسرى.
اللقاء كان رائعاً، وطبعاً لا يمكن لسودانيين اثنين أن يصلا مرحلة الاتجاه المعاكس بالجزيرة الذي يقدمه فيصل القاسم والذي (يحرش) ضيوفه ويفتنهم إلى أن يصلا مرحلة التراشق بالجزم أو الضرب بالكراسي .
لم يقصر كل من الضيفين في إحراج خصمه لدرجة الخجل، ومن ذلك أن محمد الحسن قال: عندما كنا أخوان مسلمين وتقاطعه سارة وهسه بقيتو شنو؟ طبعاً السؤال كان على لسان كل المشاهدين ولكنها هي الأقرب للمحامي.
وكان المحامي رائعاً عندما سألها عن التعويضات وكم مرة أخذوا هذه التعويضات هم حكام عايزين تعويضات وهم معارضة عايزين تعويضات. والظافر بضحكته المتفردة ينثرها كلما تعجبه إجابة. ولم تغب خرمجة حزب الأمة عبد الرحمن في القصر وأبوه في السجن.
طول البرنامج تزن في رأسي عبارة المرحوم الأستاذ غازي سليمان (ليس هناك سياسي محترم)، وطول البرنامج وكلاهما يدافع عن حزبه والسودان غائب تماماً وكان الله في عون بلاد هؤلاء سياسيوها وهذه أحزابها.
وختما حديثهما عن حب السلطة وكل يتهم الآخر بأنه طالب سلطة. كان الظافر محايداً تماماً، لم ينحاز لجهة، وكان يرمي الأسئلة الساخنة على طريقة (المديدة حرقتني)، وينتظر ضيفيه بسؤال جديد .لو كان المقياس لجودة برامج التلفزيون عدم الشعور بالزمن فهذه الحلقة ناجحة بنسبة 100% وتقديمها رشيق رشاقة الظافر.
الصيحة

ليست هناك تعليقات: