الأحد، 22 فبراير 2015

ركعتان بين الخطبتين

 
 13-02-2015
مشهور الخلاف في صلاة تحية المسجد والإمام يخطب من الأئمة من قال سماع الخطبة أوجب من سنة تحية المسجد، ومنهم من يستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين.
سأل أحدهم الشيخ محمد بن عثيمين هذا السؤال: لاحظت في صلاة الجمعة وأثناء جلوس الإمام بين الخطبتين أن قام بعض المصلين فصلوا ركعتين ثم جلسوا فما حكم هذه الصلاة؟ وهل يجوز أن يقوم الرجل للصلاة بعد جلوسه إذا دخل؟
جواب السؤال :
هذه الصلاة غير مشروعة؛ لأن المشروع بعد دخول الإمام أن يستمع الناس إلى الخطبة وأن يتابعوا إمامهم، وبين الخطبتين أن ينتظروا الإمام في الخطبة الثانية، وإن دعوا بين الخطبتين بدعاء يختارونه فهذا حسن، لأن هذا الوقت من الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعاء، فإن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله تعالى ما دعا به. نعم يقوم الرجل لصلاته بعد جلوسه ليؤدي تحية المسجد إذا لم يؤدها، فإن رجلاً دخل يوم جمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أصليت؟" قال: لا. قال: "قم فصل ركعتين". أما إذا جلس وطال الفصل فلا يصلي هذه التحية؛ لأن السنة إذا فات محلها سقط الطلب بها).
لا أشك لحظة أن الذين رآهم السائل سودانيين إذ لا يقوم بين الخطبتين ليصلي ركعتين إلا هم. وهذه البدعة أو هذا التصرف لم أره إلا في الخرطوم في زمن سابق وبدأ يخرج منها إلى أطرافها. وربما حمل هذه العادة بعضهم وخرج بها وهكذا تنتشر البدع تقليد أعمى أو اجتهاد غير موفق أو اجتهاد بغير علم.
اختلاف العلماء في تحية المسجد وسماع الخطبة لكل دليله وترجيحه، لكن لم يقل أحد بأن يقوم بين الخطبتين ليصلي تحية المسجد.
على الأئمة والعلماء أن ينبهوا المصلين، إن رأوهم يقومون بين الخطبتين، أن يقولوا لهم اجلسوا رحمكم الله ولو زادوا قولاً ليقولوا لهم زادكم الله حرصاً، ولكن لو حرصتم على التبكير لما احتجتم لهذا الاجتهاد الذي في غير محله .
بهذا يكون التنبيه لما يجب فعله يوم الجمعة قد زاد بنداً جديداً وسودانياً بامتياز.
وعلى صعيد آخر من الإجابات التي أعجبتني ولا أمل تكرارها. أن أحدهم سأل الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، سأله: ما حكم من لا يصلي؟ تخيلوا الإجابة التي كان ينتظرها السائل واليكم إجابة الشيخ محمد الغزالي أجابه: حكمه أن تأخذه معك للمسجد. لم يجب الإجابة المعروفة مستشهداً بالحديث العهد الذي بينا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر.
وهذا يدرج تحت بند دبلوماسية الدعوة.
istifhamat@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: