زكام سياسي

ز 03-02-2015 admin

الزكام مرض خفيف ولكنه مزعج يجعل الإنسان طول اليوم لا يفكر ولا يهتم إلا بأنفه، ومن الطرائف التي في الذاكرة أن د. مصطفى محمود قال مرة إن النزلة إذا عالجتها ستأخذ أسبوعاً وإذا ما عالجتها بتأخذ سبعة أيام. هل سيسجن كل دولاب الدولة طوال الثلاثة أشهر القادمة في ساس يسوس ورشح ترشح وأيد وعارض ومشى وقاطع وفاز ولم يفز؟ كم ستأخذ هذه الشهور القادمة من وقت أصله لم يكن موظفًا توظيفاً سليماً وسيزيد الطين (طمبجةً) هذه بدل بلة. هل كل تنفيذي سياسي؟ وهؤلاء كل الدستوريين (على قلتهم) سيكون كل شغلهم في الأشهر القادمة ليل نهار ساس يسوس وإلى متى الخلط بين عمل الحزب وعمل الدولة؟ هل هناك نصوص صريحة تحدد للسياسي أو التنفيذي ساعات عمل الدولة ومتى يخدم لحزبه. وإلا فإنهم يسرقون وقت المواطن، يا ناس السرقة ليست للمال فقط والماديات. الذي يقطع يوم العمل لمناسبة اجتماعية - وهذا ما لا يحدث إلا في السودان والله أعلم – الذي يفعل ذلك سارق للوقت والوقت مكون اقتصادي حقيقي وقد يترتب على عدم احترام الوقت مضار اقتصادية كبيرة. اهتمام الأطباء والكوادر الطبية بالوقت والذي أي خلل فيه قد يؤدي إلى فقدان نفس بشرية يجب أن يكون القدوة والمثال الذي يحتذى في جميع أصعدة الحياة. الذي أريده أن لا تأخذ العملية الانتخابية كل وقت الموظف العام أو السياسي الذي أوكلت له مهمة ولابد أن يجد كل مواطن الموظف الذي يريده في مكانه المعهود والمعتمد والوالي ويترك أمر الانتخابات إما لكوادر سياسية متفرغة صارت السياسة أكل عيشها أو أن يكون بعد يوم العمل الرسمي. أي أن يكون النهار للوظيفة والليل للحزب. طبعاً هذا باعتبار الخلط في اللوجستيات مرفوض جداً لنصل لمرحلة يكون فيها عربة الحكومة للعمل وعربة الحزب للسياسة وكذا وقودها ومكاتب الدولة ليست مكاناً لاجتماعات الحزب هذا إذا كانت الأحزاب أنداداً وتستطيع أن تحاسب بعضها بعضًا أما حكاية الحِمير (من حمر ليّ أي رمقني بنظرة قوية) والكتابة في الجرائد فهذه الجماعة ما فارقة معاهم. هل توجد دراسة رصدت العمليات الانتخابية منذ الخمسينات مروراً بالاتحاد الاشتراكي القديم والجديد أبحث عن دراسة لا أعني الاحصاءات وعدد المصوتين وعدد المرشحين وأسماء الفائزين بل دراسة لكيف أديرت؟ وفي الذاكرة قضية طعن في مرشح في دائرة من دوائر دارفور في زمن مضى استضاف موظفي الانتخابات وأكرمهم واعتبره الخصوم خللاً انتخابياً وطعنوا فيه إلى أن برأته المحكمة إذ لا بديل لبيته في المنطقة. اتقوا الله في وقت الدولة ولا تهدروه.

الصيجة