الأحد، 22 فبراير 2015

ما أجمل الفقه في الدين

ر
20-02-2015
أنقل إليكم هذا المقال المهم في مسألة فقهية فيها خلاف كثير متى تجمع ومتى تقصر الصلاة في السفر؟
مقتطف من مقال قيم للدكتور عبد العزيز الثنيان بجريدة سبق الإلكترونية (دروس مراكش) عن علماء المملكة.
منذ حضوري لمطار الرياض للسفر إلى مراكش، وأنا أتلقى دروساً ذات فائدة وأثر، فالدرس الأول وجدته بعد صعودي الطائرة.
فكلنا يقرأ تطاوُل البعض على علماء المملكة ووصفهم بالتشدد، ولو صحبوهم وحاوروهم لعرفوا البساطة والفهم والتيسر والرفق والفرق بين الجواز والأفضل، والحسن. ولقد تشرفت في يوم 7/4/1436هـ.
بصحبة كوكبة من هيئة كبار العلماء إلى مراكش، وكان موعد صعود الطائرة قبيل أذان العصر أي قبل دخول الوقت، وكنت قد صليت الظهر مع الجماعة في المسجد قبل توجهي إلى المطار، ووصلت للمطار، وبعد إغلاق بوابة الطائرة أعلن قائدها تأخر الإقلاع؛ لظروف الملاحة الجوية، وانتظرنا وحان وقت صلاة العصر،
وكان بجواري معالي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق.
وقلت له:
حان وقت الصلاة وسوف نصلي العصر فردّ عليّ أنه سبق أن صلى.
وبعد أن صليت وتتبعت حالة المسافرين معنا، وإذ هم قد أدوا صلاة العصر وفق حالات متعددة تتبعتها، وهي كالتالي:
الحالة الأولى: الشيخ عبد الله المطلق وصل للمطار فأدى صلاة العصر ركعتين، وقال: إنه صلى وفق قول شيخ الإسلام ابن تيمية بجواز الجمع وعدم شرط التوالي بين الصلاتين المجموعتين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج صلى المغرب، ثم قام الصحابة بتنزيل رحالهم، وبعد ذلك صلى العشاء فكان الفصل بين الصلاتين.
الحالة الثانية: الشيخ عبد الله المنيع انتظر في المطار ولم يصلّ، وركب الطائرة وبعد دخول الوقت صلى بالطائرة قصراً وسألته، فقال: إنه يرى أن المطار جزء من المدينة ولم يقع ما يجوز معه القصر، ولم يشرع في سفره، وعندما ركب الطائرة (راحلة السفر) شرع في السفر، وبعد دخول الوقت وقبل الإقلاع صلى العصر قصراً ركعتين.
الحالة الثالثة: الشيخ صالح بن حميد وصل للمطار، وما كان قد أدى صلاة الظهر في الرياض، فصلى في المطار الظهر والعصر جمعاً وقصراً، وسألته فقال: فعلت ذلك في المطار؛ لأني قد نويت وعزمت على السفر، ولهذا صليت جمعاً وقصراً قبل ركوب الطائرة.
الحالة الرابعة: الشيخ سعد الشثري وصل للمطار، وكان قد صلى الظهر في الرياض، وفي المطار أعاد صلاة الظهر وصلاها قصراً ثم صلى العصر قصراً.
الحالة الخامسة: بعض المُشاركين صلى الظهر والعصر في الرياض جمعاً وليس قصراً، وسأل الشيخ عبدالله المطلق فأجاز ذلك، وكذلك أجاز ذلك الشيخ صالح بن حميد.
الحالة السادسة: رواها الشيخ عبد الله المطلق أنه يجوز الصلاة في البيت أداء الفرضين الظهر والعصر جمعاً وقصراً بناء على نية وعزيمة السفر، فالصحابي أنس بن مالك وأبو بُصرة الغفاري جمعاً وقصراً قبل ركوب الراحلة، وبناء عليه لو صلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً في بيته بناء على نية وعزيمة السفر جاز له.
وبعد فهؤلاء علماء المملكة، فهم للنصوص، واجتهاد في التفسير، وتنوع في الفتوى، واحترام لاجتهاد الآخر، وكلهم من مدرسة فكرية واحدة، إنها الوسطية والسماحة.
بارك الله بهم ونفع بعلمهم.

ليست هناك تعليقات: