الأحد، 22 فبراير 2015

مكاتب القرون الوسطى

 
 ر
19-02-2015
هل تحلم بحكومة إلكترونية؟ صراحة الآن بطلت أحلم بها في ظل الواقع الراهن. والشيء بالشيء يذكر الحلفاوي الذي قال لهم: بالله رجعونا محل لقيتونا.
دخلت مكتباً لشؤون العاملين في واحدة من وزارات ولاية وسطية. مهمة هذا المكتب حفظ ملفات العاملين بالوزارة . صراحة مجرد دخولك المكتب تتأكد أن طلبك سيكون عصيًا على هذا الكادر الموجود أمامك. وبيئة العمل هذه عدد من الدواليب المكتظة بعدد من الملفات بعضها فوق بعض لو أدخلت يدك الله أعلم تعود سليمة أو ملدوغة. وحول كل كرسي عدد من الكراتين بها ملفات وعلى الطاولات ملفات تتوسطها شاشة كمبيوتر جاء بها القدر إلى هذا المكان لا هي عارفة لماذا هي هنا ولا سكان المكتب يعرفون لماذا هي هنا.
وبعد أن توضح ماذا تريد يرتبك كل من بالمكتب ويبدأ البحث عن الملف بحث من لا يعرف عن ماذا يبحث وأين يبحث. ( زمان في لعبة تبدأ يا ايدي شيليني وختيني في السهلة ود الحلال طلع ....).
صراحة بعد بحث وارتباك مدته عشرون دقيقة والنتيجة صفر استحيت وخرجت دون أن أعلق خوفاً على العاملات بالمكتب مما هن فيه.
رباه هل يمكن أن يتغير هذا الواقع إلى حكومة الإلكترونية مباشرة كده؟ طبعًا مستحيل ولو سئلت كيف نطور هذا المرفق والمرافق المماثلة؟ كيف ستكون إجابتي؟
يمكن أن نقول تدريب هذه الموارد البشرية ؟ قد تأتيك إجابة صادمة هذا صنف غير قابل للتطوير أبداً. كل مرن قابل للتطوير هجر مكاتب الحكومة إما هاجر خارج البلاد او التحق بالقطاع الخاص وما بقيت في المكاتب الا النساء وهن مشغولات في البيوت والمكاتب.
كحل وسط دون قفز لابد من تطوير الواقع بدلاً من هذه الدواليب لا أطمع في حواسيب وشبكات واسكنر تحفظ به الوثائق ويسهل الرجوع إليها بلمسة زر هو ممكن طبعًا وخريجو الجامعات المؤهلون ( ما يدوك الدرب) والأجهزة رخيصة ولكن كيف تشغيلها هنا العلة.
بين هذا وذاك أي بين الواقع المزري والطموح الى الحكومة الالكترونية الكاملة هناك حل وسط دواليب أو ( دولب) بمواصفات خاصة وملفات خاصة تسهل حركتها وترقيمها يمكن توفر جهداً ووقتاً إذا ما رتبت ورقمت وأبجدت alphabetic.
أسئلة هل هناك مراجعات إدارية لهذه المرافق؟ هل كل إدارة تعلوها إدارة ولها عليها إشراف ورقابة وتقويم وتجويد أم كل مرفق بعيد عن صاحبه لا يجمعهما إلا السودان الذي كان كبيراً.
إذا ما وضعنا هذا الجهد الضائع وساعة الفطور والفواتح والخروج من المكاتب بسبب وبلا سبب ترى ما المطلوب من وزارة الموارد البشرية؟؟ وهل لنا أن نسأل هذه الوزارة عن برنامجها لهذه السنة وخطتها وآليات تنفيذ الخطة ؟ أم كل الأمر كمل شهرك وأخد ماهيتك وخلاص.
جوّدوا وإن لم تستطيعوا تشبّهوا بالمجودين.

ليست هناك تعليقات: