الأحد، 14 أبريل 2013

الخرطوم حقيقة ومجازاً

  السبت, 13 نيسان/أبريل 2013

عُرفٌ سرى في نشرات الأخبار العالمية والمحلية حيث تذكر البلاد بعاصمتها وهي كما يقولون يذكرون الجزء ويريدون الكل، على سبيل المثال الخرطوم وجوبا تتفقان على كذا وكذا «بالله كل واحد يكمل كما يريد في محل كذا وكذا هذه، وما اوسعها من حرية اختيار». يقفز الذهن عند ذكر الخرطوم وجوبا مباشرة الى ان المقصود السودان والسودان الجنوبي «كما يلح د. عبد الماجد».
بعض المسؤولين، هدانا وهداهم الله، ولكثرة سماعهم لهذا الطَرقْ على ذكر العواصم حسبوا ان السودان هو الخرطوم وما عداها غير مهم وصارت الخرطوم من كثرة الاهتمام بها قبلة كل المهمشين وزحف الناس غير محرمين آمين شطر الخرطوم بعوائلهم في نزوح خفي كالورم الخبيث يدب دبيبًا ولكنه في النهاية قاتل الا ان يتداركه الله برحمته. وهذا مما جعل سكان العاصمة ثلث سكان السودان ومازال خلل المعادلة قائمًا ما دامت الحكومة لا تعرف إلا ارضاء الخرطوم بوفرة الخدمات وتجاهل ما بقي من السودان.
طالت المقدمة لنضرب لذلك أمثلة أزمة الغاز تطل برأسها للمرة العشرين ولا سبيل لحل تشوهات الازمات الا الوفرة ولكن منهم من هداه الله لحل فطير فلتسكت الخرطوم ولا يهمنا باقي السودان، تجتهد كل الجهات المنوط بها اسكات الخرطوم وتحاول بشتى الطرق ان تظهر الواقع وكأنه طبيعي وتجتهد شركة الحكومة في توزيع الغاز بسعر «15» جنيهًا للأسطوانة وفي مدن قريبة من الخرطوم لا يجد الناس الغاز بأي سعر وقد وصلت الاسعار اضعاف السعر المعلن في تفاوت غريب.
هذا مثال من تدليل الخرطوم واهمال ما عداها، مثال آخر الوجع المستمر الذي يسمى المخالفات المرورية في الخرطوم المخالفة بمبلغ 30 جنيهًا وبعد ان تخرج من الخرطوم بمترين في طريق الخرطوم مدني مثلاً تصبح المخالفة بمبلغ 50 جنيهًا. هل يُعقل ان تكون الشرطة التي اصرت على اتحاديتها كثيرًا وصار في الأمر جدل واسع ان تفرق بين المواطنين بأن يكون للخرطوم قانونها ولبقية السودان قانونه؟؟؟ بالمناسبة لم استرسل في وصف المخالفة المرورية التي هي مورد جباية لا غير وكتبنا في ذلك كثيرًا ولكننا اليوم لسنا بصدد قناعتنا بما يدرج تحت عبارة المخالفة المرورية وهو ليس كذلك وما هو الا تكبير كوم، السلامة تجلس بعيدًا وتفرك يديها من سوء ما اريد بها وكيفية استغلالها.
يمكن ان نحسب مئات الفروق بين الخرطوم وباقي السودان ليس على طريقة المنلوج بتاع الستينات الذي يدور حواره بين قروية وبنت العاصمة « لالالا يا قروية ». ولا نملك الا ان نقول، الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى بالعدل بين الابناء فالولايات كالأبناء يجب ان يعدل بينها وان لا تنتهج الحكومة نهج أم التيمان التي لا ترضع الا الذي يبكي.
نتيجة هذه التصرفات ستكون كارثية وذلك بأن يرحل كل السودان للخرطوم، اوقفوا الزحف. وفي الختام لا نستطيع الا ان نهديكم بيت شعر محمد المكي ابراهيم في آخر قصيدته قطار الغرب. ما تعس رأسًا مشلول الأقدام.

ليست هناك تعليقات: