الأحد, 17 آذار/مارس 2013
الخدمة المدنية أو الدولة عموماً أين تسير، إلى الأمام أم إلى الخلف؟«الكل يعرف الإجابة ولكن من باب الأدب وضعنا خيارين».
كنا نتحدث ونطالب ونمني النفس بحكومة الكترونية أي أن تدير معظم، إن لم يكن كل، معاملاتكم مع الحكومة والسوق من بيتك أو مكتبك عبر شبكة الإنترنت كما في معظم دول العالم. وكنا نظن أن أصحاب المصالح المستفيدين من التخلف هم من يعوق ذلك ولكن يبدو أن ليس هذا السبب الوحيد، بل هناك عدة معوقات.
أبرزها فقدان الضمير الوطني. كثير من الموظفين لا يحترمون عملهم ولا يحترمون من هو أمامهم وليس هناك وازع من ضمير يقول لهم من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. أما التربية الوطنية وحب العمل فيبدو أنها ذهبت بعيداً وعودتها تحتاج بناء أجيال قادمة ويجب أن يفرق بين الأجيال القادمة وهذه الأجيال التي لوثتها السياسة عزلاً أشبه بالـ«كرنتينا».
لم كل هذا السخط؟ وهذه النظارة السوداء؟
أجيبك: كثير من موظفي الخدمة المدنية من فوق لتحت لا يعرفون قيمة الزمن وتعال بكره، وطيب، على طرف لسانه قبل أن يعرف ماذا تريد ولو كنت تريد «كفاً» لقال لك تعال بكرة.
> مثال أول:
من يصدق أن من المسؤولين من يحجز الأوراق عنده أسبوعاً وأسبوعين ليكتب عليها كلمة واحدة «تصدق» وهذا التصديق لا يكلفه مالاً ولا جهداً ولكن القانون أوقع بيده أن لا تسير الأ مور إلا إذا كتب سعادته تصدق، وصاحبنا لا يعلم حجم الضرر الذي لحق بعدة جهات، وكيف أن أعمالاً توقفت تنتظر كلمة سعادته «تصدق» وأن تنمية توقفت وأن عمالاً جاعوا وأن شكاوى قدمت للنيابات وجهات كثيرة شغلها عدم كتابة تصدق. ربما يكون صاحبنا لم يكتب حرصاً منه على المال العام أو خوفاً على المال العام والحذر الشديد ضعف.
> مثال آخر:
من المسؤولين من يعتبر أنه يمكن أن يضحك على كل من يقف أمامه بأعذار «فالصو»، مثلاً يقول لك الكمبيوتر ما بتظهر فيهو هذه الوثيقة التي استخرجت من مكان آخر ورغم أن الكمبيوتر مربوط بشبكة متاحة فيها كل المعلومات. ارجع محل استخرجت هذه الوثيقة ولو كانت في نيالا أو بورتسودان وأنت في مدني. بسبب هؤلاء المستهزئين بمن أمامهم تجد كل البصات مليانة ركاب ليؤدوا عملاً يمكن أن يكون في كل مكان، ولكن قلة أمانة القائمين عليه واستعلاءهم أحياناً هو ما يفعل بالمواطنين هذا السفر.
> مثال ثالث:
لماذا لم تطبعي؟ الورقة وأمامها كمبيوتر آخر إصدار وأسرع من السهم، وطابعة ليزر تستجيب قبل أن يطلب منها الطباعة وتصرخ (ready)، تقول لك الموظفة تعال بكرة وهي تضغط بسبابتها فقط وتبحث عن الحروف بحثاً وأصابعها التسعة في إجازة من عيّن هذه الكاتبة؟ وهل سعى لتأهيلها وتدريبها وكم هو حجم الضرر الذي ألحقته بالبلاد من اختيارها لمهمة هي ليست أهل لها أولاً، ولم يتابعها ولم يطورها أحد، وستظل أمام هذا الكمبيوتر بلا تدريب مُفقدة الكمبيوتر أولى خصائصه «السرعة».
أي حديث عن تطور وتقدم حضاري في ظل هذه الأمثلة وغيرها، ودون البحث في مثل هذه القضايا يكون حرثاً في بحر.
كنا نتحدث ونطالب ونمني النفس بحكومة الكترونية أي أن تدير معظم، إن لم يكن كل، معاملاتكم مع الحكومة والسوق من بيتك أو مكتبك عبر شبكة الإنترنت كما في معظم دول العالم. وكنا نظن أن أصحاب المصالح المستفيدين من التخلف هم من يعوق ذلك ولكن يبدو أن ليس هذا السبب الوحيد، بل هناك عدة معوقات.
أبرزها فقدان الضمير الوطني. كثير من الموظفين لا يحترمون عملهم ولا يحترمون من هو أمامهم وليس هناك وازع من ضمير يقول لهم من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. أما التربية الوطنية وحب العمل فيبدو أنها ذهبت بعيداً وعودتها تحتاج بناء أجيال قادمة ويجب أن يفرق بين الأجيال القادمة وهذه الأجيال التي لوثتها السياسة عزلاً أشبه بالـ«كرنتينا».
لم كل هذا السخط؟ وهذه النظارة السوداء؟
أجيبك: كثير من موظفي الخدمة المدنية من فوق لتحت لا يعرفون قيمة الزمن وتعال بكره، وطيب، على طرف لسانه قبل أن يعرف ماذا تريد ولو كنت تريد «كفاً» لقال لك تعال بكرة.
> مثال أول:
من يصدق أن من المسؤولين من يحجز الأوراق عنده أسبوعاً وأسبوعين ليكتب عليها كلمة واحدة «تصدق» وهذا التصديق لا يكلفه مالاً ولا جهداً ولكن القانون أوقع بيده أن لا تسير الأ مور إلا إذا كتب سعادته تصدق، وصاحبنا لا يعلم حجم الضرر الذي لحق بعدة جهات، وكيف أن أعمالاً توقفت تنتظر كلمة سعادته «تصدق» وأن تنمية توقفت وأن عمالاً جاعوا وأن شكاوى قدمت للنيابات وجهات كثيرة شغلها عدم كتابة تصدق. ربما يكون صاحبنا لم يكتب حرصاً منه على المال العام أو خوفاً على المال العام والحذر الشديد ضعف.
> مثال آخر:
من المسؤولين من يعتبر أنه يمكن أن يضحك على كل من يقف أمامه بأعذار «فالصو»، مثلاً يقول لك الكمبيوتر ما بتظهر فيهو هذه الوثيقة التي استخرجت من مكان آخر ورغم أن الكمبيوتر مربوط بشبكة متاحة فيها كل المعلومات. ارجع محل استخرجت هذه الوثيقة ولو كانت في نيالا أو بورتسودان وأنت في مدني. بسبب هؤلاء المستهزئين بمن أمامهم تجد كل البصات مليانة ركاب ليؤدوا عملاً يمكن أن يكون في كل مكان، ولكن قلة أمانة القائمين عليه واستعلاءهم أحياناً هو ما يفعل بالمواطنين هذا السفر.
> مثال ثالث:
لماذا لم تطبعي؟ الورقة وأمامها كمبيوتر آخر إصدار وأسرع من السهم، وطابعة ليزر تستجيب قبل أن يطلب منها الطباعة وتصرخ (ready)، تقول لك الموظفة تعال بكرة وهي تضغط بسبابتها فقط وتبحث عن الحروف بحثاً وأصابعها التسعة في إجازة من عيّن هذه الكاتبة؟ وهل سعى لتأهيلها وتدريبها وكم هو حجم الضرر الذي ألحقته بالبلاد من اختيارها لمهمة هي ليست أهل لها أولاً، ولم يتابعها ولم يطورها أحد، وستظل أمام هذا الكمبيوتر بلا تدريب مُفقدة الكمبيوتر أولى خصائصه «السرعة».
أي حديث عن تطور وتقدم حضاري في ظل هذه الأمثلة وغيرها، ودون البحث في مثل هذه القضايا يكون حرثاً في بحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق