الجمعة، 22 فبراير 2013

جايكا (JICA)

  الإثنين, 18 شباط/فبراير 2013

عندما تجد هذه الأحرف الأربعة (JICA) يجب أن تنحني إجلالاً، وأن تدعوا في سرك بكل خير لهذا الشعب المثالي وهذه الدولة المثالية بل والعظمى. هذه الأحرف تعني وكالة اليابان للتعاون الدولي Japan International Cooperation Agency .
سمعت وقرأت في فترات متباعدة كلمة (جايكا) لم أقف عندها كثيرًا ولكن منذ أن عرفت أن هذه الحروف الأربعة تعني وكالة اليابان للتعاون الدولي اختلف الأمر فاليابان دولة لها في قلوبنا مكانة خاصة وذلك لتجويدها لكل عمل تقوم به، وهي بطل الجودة الشاملة في العالم. وحتى عامة الناس عندما يجد عبارة (made in Japan) تبلغ القناعة عنده بالمنتج درجة الكمال ويدفع فيها ضعف ما يدفعه لصناعات بلدان أخرى. وهذه الوكالة تعمل في جميع أنحاء العالم وفي كثير من المجالات ولكن ما يهمنا ما تقوم به في السودان وفي مجالات عدة، الزراعة، الصحة، المياه، التعليم، تنمية الموارد البشرية وما يعجبني أكثر وكلها تعجبني عملاً في مجال المياه.
انتابني شعور بأن اليابان تريد أن تغير مفهوم الدبلوماسية العالمية القديم المتمثل في ظريف القول والابتسامات وأرادت أن تقول الدبلوماسية يجب أن تكون لمصلحة الشعوب ولعمري أنها تحمل رسالة أولى بها منظمات المسلمين لو قدر للأغنياء أن ينظموا تنظيم ويدسروا كاليابانيين.
مثالان لعمل جايكا:
الأول: جاءتني ابنتي التي تعمل طبيبة بعد أول أسبوع قضته في مستشفى ابن سيناء بالخرطوم جاءت منبهرة انبهارًا شديدًا بما رأت في المستشفى من حيث التصميم والتنفيذ وكيف أن كل شيء في غاية الروعة والجودة وفي مكانه تمامًا يستحيل أن تقول ماذا لو كان هذا كذا كهرباء ماء توصيلات مفاتيح ما شاء الله وقالت بالحرف الواحد حتى مقابض الأبواب تختلف عما رأينا في مستشفيات أخرى. قلت لها يا ابنتي هؤلاء هم اليابانيون أهل الجودة الشاملة والعمل المتقن.
الثاني: في زيارة لمدينة ود مدني (لاحظوا وهي عاصمة ولايتنا لا نزورا في العام إلا مرة أو مرتين) أخذني المهندس عبد الباقي نور الدائم مدير هيئة مياه ولاية الجزيرة، بزيارة لمركز التدريب الذي شيدته جايكا إكرامًا لهيئة المياه التي تفوقت على كل هيئات ولايات السودان. وصراحة رأيت مركز تدريب ياباني (ألا يكفي هذا وصفًا لمركز التدريب؟؟) إذا أردت النظري أعدوا له عدته وإذا أردت العملي كذلك والقاعات جميلة ومؤثثة تأثيثًا لا أقول جيدًا بل ممتاز والكمبيوترات dell وكلو تمام التمام. التحدي الآن كيف يستفاد منها لأقصى حد.
يبدو والله أعلم أن شكر هؤلاء اليابانيين الذي يريدونه أن نكون مثلهم على الأقل أن نبدأ بخطوة واحدة ثم نسير، وهم حساسون جداً ويريدون أن يروا أهدافهم محققة تمامًا وأن يذهب كل بند للذي وضعوه فيه.. على سبيل المثال يموتون غيظًا إذا رأوا ماكينة التصوير الراقية بالمركز حولها وزير لمكتبه ظنًا منه أن هذه أحق بها مكتبه وليس مركز يديره موظف عنده هو القمة لكن ماذا يصور بها!!!
التحية لجايكا والتحية لليابان والتحية للشعب الياباني القدوة.

ليست هناك تعليقات: