الجمعة، 22 فبراير 2013

اليابان بين كاتبين

  الجمعة, 22 شباط/فبراير 2013

الأخ الأستاذ/ أحمد المصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع عمودكم النابه استفهامات في هذه الصحيفة كلما وجدت لذلك سبيلا، فأجده يجمع إلى ما يحمل من همومنا نحن المواطنين البسطاء، التنوع والثراء أيضًا.. وكثيرًا ما أود التعقيب على موضوع أو عمود، ولكن سرعان ما أنسى الفكرة.. ولكن ما تجده رسائل المتداخلين عندكم من مساحة شجعتني لأشرك قارئكم الكريم.. فيما عنّ لي وأنا أطالع عمودكم ليوم الأثنين(81/2/3102م) ، والذي جاء بعنوان (جايكا JICA).
التقريرية الواثقة بالتميز الياباني في عبارتكم (رأيت مركز تدريب ياباني).. ألا يكفي هذا وصفًا لمركز التدريب؟) ..نعم يكفي)، فصورة اليابان في ذهن كل منا هي الدقة والنظام والصناعة الرفيعة والتقنية العالية.
وكان قد دار نقاش علمي في جامعة وادي النيل قبل يومين اثنين فقط من نشركم المقال عن النموذج الياباني في الإدارة.. قاده الدكتور جمال الدين عثمان.. الذي يستطيع تلخيص أعقد الأفكار بجملة واحدة حاشدة.. أعادتني العبارة إلى مداخلتي في الموضوع.. فقد ذكرت للدارسين إنني قبل عامين (أبريل 2011م) أعدت نشر مقال للراحل عرفات محمد عبد الله في مجلة (التصنيع) كان قد نشره بمجلة الفجر في فبراير (1935م).. المقال المنشور بعنوان (ياباني).. يهدف الكاتب الكبير من ورائه ومتوسلاً بكل الحجج ألا يسخر السوداني من اليابان!! .. (علامتي تعجب).. ويجب على السوداني ألا يأخذ فكرته عن اليابان من خلال منتوجاتها الصناعية.. التي أغرقت السوق السوداني حينها!! (ضع ما شئت من علامات التعجب).. ولكي يحترم المواطن السوداني اليابان لفته الأستاذ عرفات إلى بعض المواقف السياسية القوية حسب وجهة نظره.. وإلى ما يتحلى به الفرد الياباني من القيم الأخلاقية.. شفت كيف يا أحمد؟.
وذكرت أن اليابان التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية.. والثرية بمواردها البشرية وتجاربها الإنسانية.. هي بالضبط المعادل الموضوعي للسودان.. أو النموذج المناقض له.. الشعب السوداني فقير في كل شيء و(ينوم) فوق كنز من الموارد الطبيعية (ماء وأرض ومعادن).
بكل أسف إن نموذج التجربة الإدارية اليابانية التي تقرره بعض جامعاتنا على طلابها لا يصلح إعادة إنتاجه ولا تطبيقه في السودان.. فقط سيظل نموذجًا للإعجاب والتغزل.. لأنه ببساطة يتكئ على مقومات الشخصية اليابانية المحبة للعمل والتي تكن للمؤسسة ولاءً عظيمًا.. وثقة الأفراد العالية في بعضهم البعض.. والمكانة الكبيرة للرقابة الذاتية.
إصلاح حالنا أخي أحمد أن يعد للدين مجده في نفوسنا أولاً.. وأن نتقي الله في هذا الوطن الذي لا يستحق منا كل هذا النكران.
مودتي
عبد الرحيم إبراهيم
> من الاستفهامات:
حفظك الله يا عبد الرحيم ما رأيك في إعادة موضوع عرفات ليقارن القارئ بين كتاب اليوم وكاتب الأمس؟ غداً بإذن الله نعيد موضوع عرفات محمد عبد الله الذي كتبه (1935) وتوفي (1936) اللهم أرحمه وأغفر له.

ليست هناك تعليقات: