الأربعاء، 9 فبراير 2022

وداعاً زراعة القمح

 

    زرعت قمح؟ لا . والله حظك والله أمك دعت ليك. ليه الحاصل شنو؟

أغرب موسم وأغرب عروة زراعية منذ ان عرفنا الزراعة في مشروع الجزيرة. شكا الناس مر الشكوى طوال العروة الصيفية وبداية العروة الشتوية من سوء إدارة الري وعدم صيانة القنوات ونظافتها ولم تطالها يد، يدٌ امتلأت بالرسوم التي جمعتها قسراً وضاعفتها عدة أضعاف من الموسم الذي سبقها، وهمهم المزارعون وتمتموا وقالوا ربما تعود علينا اصلاحاً لما خرب في منظومة الري وتنظيف القنوات. ولم يحصل.

     أفاق الناس من صدمة الري وأقبلوا على زراعة القمح بهمة عالية حضَّروا الأرض وانتظروا البنك الزراعي (الحكومي) زودهم بالداب والتقاوي ونثروهما على الأرض وكالعادة تأخر الري عدة أسابيع في توفير الماء عبر القنوات المعششة والمقششة والمشعفة.

     كانت الصدمة عندما حان وقت سماد اليوريا ان طرحه البنك بسعر عالي 32 الف جنيه في حين انه العام الماضي كان 6.5 الف جنيه للجوال زنة (50 ) كلجم ليس السعر وحده كان الصدمة ولكن اشترط البنك على المزارعين شراءه كاش وليس على حساب التمويل كما جرت العادة ولك ان تتخيل كم من المزارعين يملكون ذلك. الذي حدث ان سعره خارج البنك وصل 50 الف جنيه. هل اشترى المقتدرون من البنك وطرحوه في السوق؟ هل هناك موردون لهم كميات كبيرة اوحوا للبنك زيادة السعر وفرض الكاش؟ ولقوا سوقهم وباعوا بالسعر الذي يريدون. (افرحوا ولكن العام القادم ان امد الله في اجل السودان لن تجدوا من يزرع قمحا).

    الان ما من اثنين من المزارعين يتحدثان الا وكان سماد اليوريا سعره وتوفيره حديثهما والحسرة على ما اضاعوا من مال وجهد في زراعة القمح الذي لن ينتج ما لم يُسمَّد بكميات اقلها جوالين لكل فدان وفي مصر القريبة  دي الفدان يسمد بثمانية جوالات. (يا ربي مصر قريبة ولأ غريبة؟ هي شقيقة ولأ شليقة؟ مُستعمِّرة ولأ مستحمرة؟).

      مخازن البنك الزراعي مليانة سماد كما يقولون تنتظر المشترين بالكاش وهذا باب فساد واسع. الا يستحق هذا الأمر لجنة تحقيق عاجلة لماذا ورط البنك الزراعي المزارعين وقدم لهم المدخلات مجزأة واحتفظ بسماد اليوريا ليبيعه بالكاش وليس تمويلاً.

     لجنة تحقيق عاجلة في كيف اتخذ البنك الزراعي (الحكومي) هذا القرار ومن المستفيد ومن المتضرر من هذا القرار؟ وكيف يمكن انقاذ الموسم. بالله عندما يصل جوال السماد 50 ألف جنيه كم سيكون سعر جوال القمح؟

لتقريب الصورة، في العام الماضي كان جوال السماد 6.5 الف جنيه وكان سعر التركيز 13.5 الف جنيه يعني جوالين سماد حسب هذه المعادلة ما لم يكن سعر الجوال 60 الف جنيه ستلحق المزارع خسارة فادحة. ولن يكون لأن المشتري سيقارنه بالسعر العالمي. 

      اذاً في عام واحد خرجت زراعة القطن وزراعة القمح ولم نسمع بلجنة تحقيق.

طيب يزرعوا بصل لا لا حتى البصل هذه السنة جاء من مصر وهذا موضوع آخر.

هل سنسمع بلجنة تحقيق في قرار البنك الزراعي؟ ربما

ليست هناك تعليقات: