الأربعاء، 9 فبراير 2022

متى يبلغ السودان الصفر؟

 

دون الصفر في معدل التنمية ما عاد يُرفع له حاجب، منذ سنوات ومعدل التنمية في انحدار وبالسالب الى ان تمنينا الصفر. ليس هذا بيت القصيد ولكن التسارع السالب بعيداً عن الصفر ما أسبابه؟ هل هي أسباب سياسية كالصراع بين المكون العسكري والمكون المدني؟ أم صراع المدنيين وهيئاتهم وجبهاتهم واحزابهم العقائدية والطائفية والمجهرية؟ هل عدم الاتفاق على حكومة يكفي سبباً لهذا التدهور الذي نعيشه في كل أوجه الحياة؟

المجتمع الذي مفرده الانسان هل قام بدوره؟ الخدمة المدنية مالها نائمة نومة أهل الكهف وكل شيء متعطل أو شبه متعطل ماذا ينتظرون؟ هل من سبب لتغيب موظف عن عمله ليس يوما او يومين بل أيام عدة وصار الذي يداوم يومين في الأسبوع يعتبر موظفاً مثالياً. كيف بلغنا هذه المرحلة؟ طبعاً هناك من يفتون لأنفسهم نشتغل قدر قروشهم وهذا لعمري منطق لا يبني بلداً ومن يقول هذا هو سبب من أسباب التدهور واذا ما ساد هذا المنطق لن يجد وطناً يعمل فيه على قدر قروشهم او اقل منها. لا يعني ذلك أنى راضٍ عن رواتب الموظفين والغبن ليس في قلتها فقط ولكن الغبن في التباين هناك من يتعاطى راتب بالدولار يساوي راتبه رواتب كل موظفيه الذين تحت امرته وسيارته وسكنه وربما معيشته كلها على الخزينة العامة. كل هذه تشوهات تحتاج علاجاً ناجعاً ولكن لا يتوقف العمل الى ان تُحل.

على سبيل المثال الهيئة القومية للطرق والجسور ماذا تعمل الآن؟ هل تقوم بإنشاء طرق جديدة؟ وأين؟ هل حافظت على الموجود بالصيانة الراتبة وعدم صيانة الطرق كيف يؤثر في العملية الاقتصادية؟ عدم الصيانة يضاعف أسعار الترحيل وينعكس غلاءً، عدم الصيانة زيادة استهلاك لقطع الغيار وهو ضياع موارد وضياع زمن كلاهما معوق اقتصادي.

مثال طريق الخرطوم/مدني متى حُظي بصيانة والحفر كل يوم في ازدياد. والاغرب أن هناك مضيق عند ترعة مشروع سوبا الزراعي بعد الحرس الجمهوري وقبل شرطة المعابر كل يوم مختنق بالشاحنات والسيارات وعبوره يكلف الافراد والدولة الكثير زيادة استهلاك وقود، إذا ما وجد من يحسبه لأنشأ كبري عابر عديل وجعل الحركة تنطلق. ولكنه بهذه الحالة من أكثر من سنتين. هل تعلم الهيئة القومية ذلك وماذا تنتظر لإصلاحه؟ تعيين الوزير؟ طيب ما خلاص هؤلاء الوكلاء صاروا وزراء الفترة المتبقية الى قيام الانتخابات (هس اوعك تجيب سيرة الانتخابات هذه صارت المشكلة الوحيدة المتفق عليها رفضاً وقبولاً).

مصيبتنا كل مواطن يبحث عن عيوب الآخر ولو قام كل منا مجوّداً عمله لصلح كثير من الاعوجاج وتحرك الاقتصاد. الان شبه كساد شبه جمود الحركة التجارية في أضعف حالاتها المحاصيل ضعيفة وتسويقها أضعف والله يستر إذا ما استمر الحال بهذا السوء سيترك المزارعون الزراعة.

(حفر وترعة تشيف نقاط المرور ما تشوف؟)

في ظل سيل المبادرات السياسية المتتالية اطلق مبادرتي ليُجوّد كل منا عمله غاية التجويد ولا يلتفت لأحد عندها ستتكامل الأمور ويبدأ السير نحو الصفر.

 

ليست هناك تعليقات: