الأربعاء، 9 فبراير 2022

وزارة النفط بين زمانين


  كثيرا ما سمعنا إشراك الشباب والمرأة ، لست متأكدا من الاشراك المطلوب هل المقصود ان يكونوا وزراء ووكلاء ومدراء؟ أم في بناء المجتمع وتسيير دولاب الدولة؟ لا خلاف على مقدرات الشباب وطاقاتهم وحديث علمهم . لا مانع من توظيف كل خريجي تقنية المعلومات وهندسة الكمبيوتر والشبكات بالجملة لإصلاح حال الخدمة المدنية البائس. ولا مانع من مساعدة كل خريجي المراكز المهنية في دخول السوق لغيروا هذه العمالة غير المؤهلة او ما يعرف (بالجربندية).

لا شك ان الإدارة علم وفن وممارسة وتأهيل وتدريب إذ لا يمكن ان يأتي فرد خريج كلية تطبيقية او اجتماعية ليصبح مديرا عاماً كأنما نزل بالبرشوت لا يعرف المرفق الذي يريد ان يديره شيئاً ولم يكن يوما في سلمه الوظيفي ولا مهام الطاقم الموجود ولا الهدف المطلوب.

بعد هذه المقدمة الطويلة أريد أن اسرد ما اطلعت عليه في واحدة من الوزارات التي هي عصب الحياة وزارة الطاقة والنفط في هذه الوزارة إدارة اسمها الإدارة العامة للإمداد والتوزيع. في محاصصات قحت كانت من نصيب واحد من احزابها جاءوا لهذه الإدارة بمهندس شاب مديراً عاماً لإدارة الامداد والتوزيع كان ثائرا جداً لا يسمع الا نفسه ولا رأي الا رائه والوزارة تعج بمهندسين لهم خبرات بعمره . في أيام ادارته كانت الصفوف امام محطات الوقود بالأيام والغاز صار اندر من لبن الطير وما قُطع من غابات في عهده كحطب حريق حطم كل إنجازات الهيئة العامة للغابات التي عكفت عليها سنين عددا وجرفها المهندس الهمام بسوء ادارته. كتبت عدة صحف عن ذلك المهندس وما عاسه في الوزارة.

سبحان الله بعد التصحيح اؤكل امر الإدارة العامة للإمداد والتوزيع للمهندس عبد العزيز محمد خير مهندس قضى عشرات السنين في الوزارة يعرف طالعها ونازلها ومعه طاقم مهندسين في الإدارات التي دونه كلهم من أبناء الوزارة لم يدخلوها  بالمحاصصات ولا يديرونها بالحماقة وركوب الرأس والرأي الواحد. وفي أيام قليلة قضوا على صفوف الوقود وانفرج الغاز نسبياً ما عدنا نسمع عن صفوف الميادين.

اما من ناحية التعامل مع المواطنين ومناديب الشركات او كل المراجعين للإدارة فالفرق بين المديرين كالثرى والثريا تعامل في غاية اللطف والتهذيب كأن الله عز وجل استجاب لمن دعوا اللهم ولي علينا خيارنا.

طاقات الشباب ليس مكانها السلطة والإدارات العليا فهذه تحتاج للنضج والعقل والتصرف المدروس العواقب. اتخاذ القرار لا يأتي اعتباطاً ولكن يؤخذ القرار بعد دراسة متكاملة لكل نواحيه وأثره على الاقتصاد والأخلاق والمجتمع وتشارك فيه عدة وحدات وبعد دمج كل الدراسات يضع القرار وبجانبه معالجة كل الآثار المترتبة عليه اما الذي ينفذ كل فكرة تأتيه ويحولها لقرار لا يمكن ان يسمى اداري.

اللهم ولي علينا خيارنا واحفظ بلادنا وقلل ساستنا يساراً ويميناً.

ليست هناك تعليقات: