الأربعاء، 9 فبراير 2022
أستاذ لا يُنسى "زين العابدين سراج الدين"
ليس غريباً أن ينسى الطالب بعض من درّسوه، مع تقدم العمر،
ولكن هناك من الأساتذة من لا يُنسى أبداً وهما نوعان الأستاذ المتميز في مادته
وتعامله وتربيته وبالمقابل لا ينسى التلاميذ الأستاذ القاسي ولا الأستاذ غير
المتمكن.(تحيزاً للمهنة لم اكتب الأستاذ البليد).
بلا
مقدمات تذكرت واحداً من اساتذتنا في المرحلة المتوسطة بمدرسة كاب الجداد في منتصف
ستينات القرن الماضي. كنا صغاراً واشهد الله ان معظم مدرسي تلك المدرسة كانوا
متميزين ومن جهات شتى من بقاع السودان شماله وجنوبه شرقه وغربه .كورنيلو وسانتو من
الجنوب هاشم وميرغني من الشمال محمد فرج من الشرق والقائمة طويلة هذه أمثلة فقط
حفظ الله الاحياء منهم ورحم من مات.
الأستاذ
الذي تذكرته كان متميزا فوق الآخرين في مجالات شتى خصوصا النشاط اللا صفى اشبعنا
رحلات ومباريات ورياضة ومسرح وكثير من ضروب الحياة. كان محبوبا للجميع ومهذباً
جداً. ويوم جاء خبر نقله كان لابد من حفل وداع. أقيم الحفل وتبارى المتحدثون من
أساتذة وتلاميذ في مدحه والحزن على فراقه. وجاء دور المُودّع. وقف الأستاذ زين
العابدين سراج الدين وشكر الحضور وقال اما انا لست حزينا لهذا النقل فسأذهب الى
مدرسة أخرى فان كنت أستاذا جيدا فمن حق اخرين ان يستفيدوا مني وان كنت أستاذا
سيئاً فاحمدوا الله ان فارقتكم. هذا معنى حديثه وليس نصه.
هذا وضوح ومنهج عدل لا داعي لبث العواطف الكاذبة
وكسير التلج بلغة اليوم. يبدو والله اعلم اني خزنت هذه الجرعة في عقلي الباطن وصار
بغض طبعي الوضوح وقول المفيد بلا مقدمات ومجاملات وتزيين وتنميق كلمات ليست من
القلب. فرق كبير بين الوضوح والجلافة. رجعت الى بعض زملاء الدفعة وسالتهم هل
تذكرون حفل وداع الأستاذ زين العاب\ين سراج الدين ليزيدوني من ذاكرتهم ولم اجد
إجابة.
بعد
عجز الزملاء في التذكر ذهبت الى قوقل اسال عن استاذي زين العابدين سراج الدين
وللأسف وجدت الدويم تنعيه قد توفي رحمه الله في ديسمبر 2020 . بعد حياة حافلة
بالعطاء في التعليم والتربية.
اللهم ارحمه واغفر له وبارك في ذريته وارحم موتانا وموتى
المسلمين.
بعض من نعي كمال
علي من صفحة الدويم على الفيسبوك
لهفي
على (الزين)... معلم كاد ان يكون رسولا.
لهفي
مقيم على استاذ الأساتذة والتربويين والعلماء والنوابغ سليل الصالحين استاذنا (زين
العابدين سراج الدين) والذي فارق خفيفا عفيفا مخلفا شهيق الحسرة والاسي المقيم
والحزن الذي يمسك بتلابيب القلب.
كان
الراحل المقيم نسخة من كتاب محبة ومعرفة ونبل ونبوغ نفدت من الأسواق لان نظيره قلّ
في هذا الزمان الشحيح.. ولأن أمثاله من العباقرة لا يمكثون على وجه البسيطة
والفانية ويمضون بعد أن يتركوا البصمة والاثر الطيب النافع الباقي عبر ارملة صالحة
وذرية هي خيار من خيار وأهل نشميين. اهل صلاح وكرم ومكرمات.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق