دنيا دبنقا دردقي بشيش.
قبل أسابيع نعت الاسافير الأستاذ الكبير محمد سليمان والأستاذ هنا ليست كلمة علاقات عامة فالرجل أستاذ، معلم كان يعلم في الفصول أعداداً محدودة وفجأة صار يعلم البلاد كلها ويثقفها ويملأ لياليها مرحا وثقافة وانشراح صدر.
كان نجما من نجوم الإعلام السوداني شد الناس الى الشاشة والمذياع. جيلي مدينون اليه بفضل كبير تعلمنا منه الكثير. وبرامجه دنيا دبنقا و جراب الحاوي التي كان يقدمها بإمتاع ويسر لم يكن محنطا كما آخرين يجرجرون ويمسحون كرفتاتهم كل همهم كيف ستكون صورتهم على الشاشة ولكن الأستاذ محمد سليمان كان على سجية المعلمين (تعنصر مهني) همه الأكبر كيف يفيد؟
لم تكن برامجه موجهة لطبقة من طبقات المجتمع بل كل طبقات المجتمع تجد نصيبهاوأقلهم يمكنه ان يخرج بضحكة من ياراااااجل. او في ختام هذه السكرة بدلا عن ختام هذه السهرة، وهل جاءت عفو الخاطر ام تعمدها الله أعلم.
يقول الأمير عبد الله الفيصل في مقدمة ديوانه (محروم)، ما معناه، قد يستغرب الناس اسم الديون ويسألون محروم من ماذا وهو الأمير ابن الملك. قال انه محروم من معرفة طبيعة الذين حوله هل هم اصدقاؤه من اجل ماله ام موقعه او هم أصدقاء خُلص.
من منا لا يريد ان يعرف قدره عند الناس ومدى حبهم له؟ في بلادنا يقولون (ان شاء الله يوم شكره ما يجي) في اعتراف صريح بانهم لن يشكّروا حياً ولن يقولوا فيه كلمة طيبة في حياته ويدخرون كل ذلك لما بعد وفاته حيث لا يهمه ذلك.
هذا ما وجده الأستاذ محمد سليمان يوم نعته الاسافير وصار كل يعدد من مآثر الرجل واحترامه له. كتب كثيرون يترحمون عليه ويعطونه حقه ويستاهل رداً لجميل لما قدم.
كما لا ننسى ان نعزي الأستاذ في وفاة زوجته رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جناته وخبر وفاتها هو ما أحدث الخلط وقُرئ الخبر على أن المُتوَفى هو استاذنا الكبير امد الله في أيامه ونقول له عيد سعيد وعمر مديد في طاعة الله.
لا نملك الا أن نغبطه على معرفة قدره عند الناس التي سمعها بأذنيه وقرأها بعينيه.استاذنا واستاذ جيلنا بأكمله صورتك عالقة بأذهاننا بنظارتك وبابتسامتك التي تتحول الى ضحكة مجلجةفي أي لحظة يعد إجابة حنكوشية لم تخطر على بالك أيها الريفي النقي.
ماذا لو قلت لم ار هذا الأستاذ الا في الشاشة، وقطعا هو لم يرنِ قط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق