لم يكلفني العنوان كثيراً حيث كان آخر مقال على هذه الزاوية (نِعم القرار يا وزير التجارة) وغيرت نعم ببئس والتجارة بالمالية. السيد وزير المالية بتأييده لرفع الدعم رفعا كاملاً بلا استثناء للوقود ونخص الجازولين أصاب الحياة بالشلل أو الشلل الرعاشي.
استغرب كيف يفكر هؤلاء الحكام؟ وهل لهم مستشارون؟ وهل يرجعون الى الدراسات السابقة والتقارير التي سبقتهم؟ أم يحسبون انهم بادون من الصفر بعبقرية لا تحتاج مشورة ولا رجوع للوراء.
إذا سألنا الوزير او كل الحكومة ما أثر رفع الدعم الفائت على الحياة الاقتصادية في السودان بعد غلاء الجازولين؟ لِكم تضاعف الترحيل والنقل؟ لنقف عند نقل المحاصيل الزراعية والمنتجات الزراعية البستانية كم منها رُحل من مناطق الإنتاج؟ وكم بقي محله وتلف. (التمور لا تتلف ويمكن ان تُشرب).
كم نسبة ارتفاع الأسعار جراء ارتفاع اجرة الترحيل الأخيرة؟ وكم نقصت القوة الشرائية؟ وكم كان اثرها على الصادر؟ ومضاعفة الأسعار للمستهلك الذي هو المواطن الذي لا تعرف الحكومة النائمة في العسل بمعاناته.
نقطة أخرى يبدو انها غير مدروسة ولا من صغار الاقتصاديين قول وزير المالية انه لن يدعم الجازولين ولكنه سيشتري من المزارع المنتج بأغلى من السعر العالمي. مثل هذا الكلام لا يقال في بداية موسم زراعي لم يحتط له المزارع بشيء، مثل هذا يقال بعد موسم ممتاز وحصاد ممتاز وتشتري الحكومة بأغلى سعر ويدخر المزارع لموسمه القادم من البيع المجزي. اما الآن والمزارع ابيض بلاطة ويجدع الكلب بارك لن يزرع الا بالقدر الذي يحفظ ماء وجهه امام المجتمع ولن يجد وزير المالية ما يشتريه بالسعر المغري الذي وعد به.
الآن التحضير للموسم الصيفي فوق الصفر بقليل.
الم تجد الحكومة اصلاحاً للاقتصاد غير مضاعفة أسعار الوقود؟ اما رأت الصرف الحكومي؟ بالله لو حقاً هذه ثورة تغيير انشروا لنا بنود الصرف الحكومي بنداً بندا. مخصصات وحوافز ورواتب وتسيير ومرتبات وبدلات ونثريات سفر لكل مكونات الحكومة من مجلس سيادة ومجلس وزراء وميزانية القصر وميزانية الجيش والأمن.
ان شق عليكم ذلك بالله انشروا لنا استهلاك الحكومة من الوقود بنزين وجازولين لنعرف من الداعم ومن المدعوم. أين نحن من رئيس تلك الدولة في امريكا الجنوبية الذي لم يغير سيارته الخاصة وسكن في منزله الى أن خرج بدولته من ضغوط البنك الدولي. وغيره يجرنا جرا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
أليس لكم خالات اليس لكم عمات ألا تسالوهن كيف الحال يا خالة؟ كيف الحال يا عمة؟عايشين كيف؟ طبعا لم اسال عن زوجاتكم فقد عبرن وما عدن يعرفن عن متاعب الحياة شيئاً.
ليس هكذا تورد الأبل والتقارير الدولية تقول عشرة ملايين سوداني معرضون للمجاعة هذا قبل قرار زيادات أسعار الوقود كم سيكون الرقم الجديد؟ ثلاثة ارباع الشعب.
لصديقنا انس عبد المحمود كاتب الدراما المشهور عمل درامي لم يجد حظه من الظهور يصور شعبا ضاق به الحال وظل يهرب من البلاد الى أن بقي فيها مواطن واحد والحكومة. واراد المواطن الهرب الا أن الحكومة امسكته بالقوة ليكون لها من تحكمه.
عمل انس عبد المحمود تحول الى تنبؤ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق