دائماً ما يتفاجأ غير المخططين بالعيد، وكلهم يعلم منذ اول يوم صام فيه أن عيداً سيكون بعد انتهاء الصيام في تسعة وعشرين يوما او ثلاثينا ورغم ذلك كثير من المهام تنتظر ولا يفض ولا ينفض عنها الغبار الا في اللحظات الأخيرة.
غداً او في الأحد القادم سيبدأ التفويج وهو جعل البصات السفرية تسير في أفواج تتقدمها دوريات الشرطة لتحدد سرعة سلامة تليق بعدد الركاب الكبير الذي يخرج من العاصمة الى الأقاليم ليعيدوا مع أهلهم (هنا حديث كثير مما وصلت اليه العاصمة من تردٍ وتفوقت عليها فيه الأقاليم وهذا موضوع آخر).
يدفع المسافرون ثمن هذه السلامة عشرات الساعات والله لمن اصطحب أطفالاً.في نفس الوقت يدفع المسافر علاوة على الساعات الطوال زيادة في أسعار تذاكر السفر بنسبة 30% في أحسن الأحوال.
هذه حلول تشكر عليها إدارة المرور وهي من الأيام القليلة التي يكون (شعار السلامة اولاً) حقيقيا وليس ابتزازاً.
حتى راعي الغنم في خلاه يعلم أن حل مشكلة المواصلات بين المدن الأمثل هو القطارات السريعة والمريحة والتي تعادل حمولة الواحد منها عشرات البصات مخففا ازدحام الطرق ومقللاً من تكلفة الوقود وسلامة تفوق سلامة البصات مئة مرة .وبيني وبينكم إحصاءات الإدارة العامة للمرور.
لكل ما تقدم خطت حكومات سابقة (بلاش نقول نظام الثلاثين من يونيو) خطوة نحو ربط المدن بالعاصمة بالقطارات وكانت البدايات وكأنها تجريبية بدأت بقطارين لعطبرة وألحقتها بعد مدة بقطارين لود مدني .
تحول الناس الى القطارات لما فيها من ميزات الراحة والسرعة والتكلفة الأقل، ومما يضحك أن تجربة عطبرة قوبلت بعقبات أصحاب المصلحة في التخلف الذين يريدون مصلحتهم فقط ولو على حساب أرواح الناس ووضع على سكة القطار الحجارة وما شاكلها (متل الضرة او المرأة التي تُزوج عليها بأخرى).
تجربة قطار ود مدني لم تقابلها عقبات الضرة ولكن جدول الرحلات صار في تذبذب ولا يعتمد عليه أصحاب المواعيد الدقيقة هذا كان من اظهر عيوبها. والعيب الثاني كلما تعطل احد قطاري عطبرة كان يعوض بواحد من قطارات ولاية الجزيرة الى أن وصل الأمر الى صفر قطار.الآن لا يوجد أي من القطارين ومنذ عدة أسابيع وآخر ما سمعنا عنه اصطدام القطار بقلاب في سوبا وخلا الخط من القطارات.
السؤال الآن بإلحاح أين قطارا ولاية الجزيرة الأخضران؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومن المتسبب؟
الناس في انتظار التقدم وزيادة القطارات وفي كل الخطوط لتربط هذا السودان الواسع ربطاً يجدد الوحدة الوطنية ويطلق شعرا كما سطر شاعرنا الفحل محمد المكي إبراهيم قصيدة قطار الغرب أين هذا الرجل يا ناس؟ أين هذه الجواهر؟
فإذا بكل شيء يتقهقر الى الوراء؟
خذوا مشروع قطارات الركاب الى مؤتمر باريس. ولا تنسوا طلب إدارة قبل القطارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق