ما عاد سكان قرية الباقير يشكون من رائحة المدبغة التي كانت تسمم جوهم وتفسد عطورهم. ليس لأن المدبغة انصاعت للأوامر وازالت الروائح بالمعالجات الكيميائية. لكن ربما لكساد صناعة الجلود.
في زمن مضى وقبل عيد الأضحى تنشط عدة جهات لجمع جلود الأضاحي واستغلال عائدها في عمل نافع، بناء فصول ترميم مدرسة تحسين نظافة، اللجان الشعبية تقول هي الأحق، الشباب يقولون هم الأحق وتحدد عدة نقاط لتجميع جلود الأضاحي وتباع يوميا طيلة أيام العيد.
هذه مصلحة مزدوجة نظافة الشوارع من رمي الجلود والتي تبعث روائحها بفعل حرارة الجو وعائد مادي يخدم غرضاً عاماً. العام الماضي كان عام كساد الجلود ولم يطلبها احد لأسباب عدة عندما سألنا قالوا ما جائبة حق ترحيلها.
هنا مشكلة حقيقية تحتاج تدبير منذ زمن مبكر قبل العيد لتخدم الغرضين الصحي والاقتصادي. للجلود قيمة عالية في كثير من الدول الصناعية التي تعرف معنى الجلد الطبيعي.
في 8/8/2020 نشرت صحيفتنا هذه (السوداني) تقريراً بعنوان (تلف جلود الأضاحي.. خسائر فادحة من المسؤول؟ أعدته ا. ابتهاج متوكل) كان التقرير بعد الكارثة واليوم نكتب حتى لا تتكرر الكارثة اقتبس من التقرير بعض الفقرات لنعالج مبكراً. فقدرت الخسارة العام الماضي بنصف مليار دولار (تهدر كرامة الدولة والشعب لشحدته وقد لا تثمر الشحدة).
يقول رئيس شعبة الجلود معدداً الأسباب (في الأثناء أرجعت شعبة مصدري الجلود، مشكلة تلف أعداد مقدرة من جلود الأضاحي، لثلاثة أسباب أبرزها هطول الامطار، عدم الجازولين، عدم توفر الملح، وقال رئيس الشعبة محمد علي حسن لـ(السوداني) إن هطول الأمطار بغزارة في أولى أيام العيد أدى لتعطل حركة نقل وجمع الجلود، رغم الجهود التي بذلت، موضحاً بأن الشعبة تقدمت رسمياً للحصول على الجازولين، ولكن (للأسف) لم تمنح الشعبة تصاديق (رغم الوعد بذلك)، كما أن الشعبة ناشدت وزير الصناعة والتجارة لتوفير كميات ملح عن طريق القطار،لأن تكلفته تقل بنسبة 70٪ عن تكلفة النقل بالمركبات، مؤكداً بأن هذه العوامل انعكست سلباً في استلام جلود الأضاحي بالكيفية المطلوبة، وأضاف : القطاع تأثر بجائحة كورونا وتدنت الأسعار العالمية للجلود، وتراجع حجم الطلب، لافتاً إلى أن سوق الجلود في العاصمة يستهدف حوالي ٥٠٠ ألف قطعة جلد خلال موسم عيد الأضحى، مبيناً بأن الشعبة اجتهدت وأدخلت ٧٠ ٪ ، حيث عملت ٧ مدابغ أثناء فترة العيد، أما نسبة ٣٠ ٪ من الجلود تلفت، وذكر بأن كميات مقدرة من الجلود، كانت غير صالحة بسبب طريقة الذبيح.(
لخص الأسباب في الكورونا والامطار والجازولين والملح (تخيلوا الملح الذي يضرب به المثل في الرخصة صار واحدا من مشاكل الجلود!).
نقول يجب الاحتياط للمقدور عليه وهو الجازولين والملح، والامطار بيد الله والتغلب عليها اذا كانت هناك همة مقدور عليها. وطرق الجمع كثيرة بس العائد على الجامعين هو المحك الرئيس. تكرار الفشل يؤدي الى الإحباط.
نريد شوارع بلا جلود معفنة هذا العيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق