مدينة جياد الصناعية الواقعة في شمال ولاية الجزيرة صارت ايقونة المنطقة ، مدينة صناعية وثقافية وترفيهية وتعليمية وربما صحية. وهنا مربط الفرس اليوم.
معدل الإنجاز عند التأسيس في نهايات تسعينيات القرن الماضي كان سريعاً جداً وتحققت الأهداف الأساسية من المدينة الصناعية في جانبيها المدني والعسكري. غير أن المشاريع المصاحبة من مستشفى ومدينة ترفيهية والميدان الرياضي لم تجد كثير اهتمام ولا تجويدا بمستوى ما بداخل المدينة.
نريد اليوم أن نقف على واحد من هذه المشاريع وهو المستشفى. صراحة مستشفى جياد متواضع جدا رغم حاجة المنطقة اليه وموقعه الاستراتيجي وربما يطأطئ القائمون على امر المدينة رؤوسهم كلما ذكر المستشفى ولهم حجتهم في تواضع المستشفى انه تابع لوزارة صحة ولاية الجزيرة وليس لهم.
نعم آل المستشفى للوزارة في ظروف معينة وعاملته الوزارة كما تعامل مستشفياتها المنتشرة في كل انحاء الولاية بما يتيسر لها من ميزانيات ولا احسب اذا طُلب من السيد الوالي التنازل عن تبعية المستشفى لجياد أن يفكر مرتين لأن الفيه مكفيه من احتياجات عشرات المستشفيات التي ينقصها الكثير والكثير جداً حتى في مدني العاصمة وليس المحليات.
لا ننكر الدور الكبير الذي يقوم به مستشفى جياد اليوم مقارنة بما حوله من مستشفيات والدليل التردد العالي والرسوم الزهيدة مقارنة بأترابه غير أن طموحنا أكبر من هذا الواقع الذي اقل ما يقال فيه هذا المستشفى لا يشبه مدينة جياد الصناعية.
حال مستشفى جياد مع وزارة صحة الجزيرة كحال المرأة التي دخلت النار في هرة لا اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. الحديث لا ينطبق تماما فإن طلقت وزارة صحة ولاية الجزيرة المستشفى ستتزوج من ثري يَبِل عروقها بعد يباس ويملأ يديها ذهباً.(في داعي لكلمة يبل دي).
المطلوب من جياد بعد عودة المستشفى اليها أن تحقق اعلى موصفات المستشفيات ليكون المستشفى مستشفى للعامة ليتذوقوا خيرات هذا الصرح الذي تحتاجه المنطقة حاجة ماسة. ومعلوم أن الشركات البترولية الكبرى قدمت نماذج ممتازة في مناطقها كمسئولية مجتمعية وذاق الأهالي هناك الخدمة المجانية بعد طول غياب. نريد مستشفى بمواصفات عالية ومجانا لكل السكان حول المنطقة التي حتما طالتها اضرار مباشرة او غير مباشرة بعد قيام المشروع كجبر ضرر ومسئولية مجتمعية أولى الناس بالمسئولية هم سكان منطقة المشروع وأن ينص على قصر المسئولية المجتمعية عليهم حتى لا يصبح المشروع ضل دليب.
استبشر بأن كل ما قلنا تحقق وبالسرعة المطلوبة، على جياد الاستغناء عن كل مباني المستشفى الحالية وإعادة بنائه بخبرة متخصصة في بناء المستشفيات الريفية. عيادات على مستوى ومعامل وأجهزة حديثة وعنابر تنويم تسع المئات وجناح عمليات وليس غرفة عمليات. وفوق ذلك فرق عمل متكاملة تعمل بهمة عالية وبأجر مجزٍ.
ارجو أن يصبح هذا المقال مذكرة تفاهم وأن يجهز كل طرف الولاية وجياد للاجتماع الأول والأخير للتسليم والتسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق