كتبه شقيقي عبد الرحيم إبراهيم
أرحب باسمي وباسم أسرة فقيدنا الأستاذ مضوي محمد أحمد وأهله وأصدقائه الكثر أرحب بضيوفنا الأكارم…
وأحيي شباب اللعوتةلهذا الوفاء المعهود فيهم .. فما أكثر الرياضيين وغير الرياضيين الذين فارقوا هذه الدنيا الفانية وأقيمت لهم في هذا الملعب دورات وكؤوس تحمل اسماءهم وتخلد ذكراهم .. نذكر منهم على سبيل المثال: المرحوم إدريس عبدالله (القور)، والخال/عمر أحمد بابكر والدكتور الطيب الإمام والأستاذ صلاح إبراهيم أحمد، والإمام الطيب الإمام وياسين كمال عبدالله …
ونترحم على فقدنا الجلل ابن هذه القرية البار، فقد جاء يوم ذكره وشكره.
الأستاذ والرياضي المطبوع/ مضوي ابن الزعيم محمد أحمد ود أحمد ود عبدالرحمن وابن الحاجة سكينة بت عبدالله ود محمد احمد (أول من أضافت اللبن للقهوة في اللعوتة).. فهو رجل أعمامه باللعوتة وأخواله بالمسعوديةوكترانج.. وهذه الخلطة ربما هي من أسباب تميزه.
تخرج الأستاذ مضوي في كلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية في أبريل من العام 1987م متخصصا في اللغة العربية التي أحبها ودرسها من العام 1987 وحتى وفاته، حيث عمل مدرسا بوزارة التربية السودانية، وفي المدارس الخاصة في ليبيا وعاد ليعمل بالمجلس الأفريقي للتعليم الخاص ومدارس القبس وكان آخر عمله بالأكاديمية العالمية السودانية التابعة لوزارة الخارجية السودانية حتى وفاته مأسوفا على ذكائه وعطائه في ظهر الجمعة 25 محرم 1440هـ الموافق 5 أكتوبر 2018م وعمره وقتها 54 سنة.
حديثنا اليوم ليس عن الباشحبيب مضوي الأستاذ، ولا مضوي المناضل الذي غادر الدنيا وهو يحلم بالثورة، ولا مضوي المثقف، فمضوي له جوانب ومواهب عديدة وإنما عن مضوي الرياضي المطبوع، فقد نال لقبه الذي عرف به عن رياضي آخر وهو هداف فريق الموردة في الثمانينات (أحمد بريش).. رغم أن مضوي كان مريخي الهوى والانتماء..
لم يكن رياضيا تقليديا ولكنه كان صاحب فكر ورسالة.. فقد كان يريد للرياضة أن تصبح مخرجا من مذلة الفقر .. وقد قدم ورقة علمية بهذا المعنى، في محفل أمه رياضيو محلية الكاملين في سنة 2010 .. خلاصتها أن السودان دولة فقيرة يتوجب عليها أن تبيع المتعة لا أن تشتريها .. وأن الرياضة يمكن أن تكون معبرا لتجاوز الفقر إذا تم التركيز على رياضات أخرى خلاف كرة القدم ، فالسودان تصنيفه العالمي متأخر فيها ، وسمى (كرة السلة، الكرة الطائرة، السباحة …الخ) لأنه يرى أن فرص الفوز فيها بجوائز إقليمية وعالمية أوسع.. وتكلفة بنياتها التحتية أقل بكثير من تكلفة بنيات كرة القدم.. وإني أنصح بإعادة قراءة هذه الورقة والأخذ بتوصياتها.
أما مضوي الإنسان .. أخو الأخوان ففقدي فيه كبير،
كتب عنه البروف عبداللطيف البوني في عموده (حاطب ليل( كان مضوي أخا لآبائنا ـ يعني في الحساب ـ الأمر الذي أعطاه حقا في الانسياب بين أجيال القرية المختلفة بكل سهولة ويسر وساعده على ذلك الذكاء الخارق الذي حباه الله به ثم إطلاعه الواسع على كافة المعرفة وفوق هذا وذلك حبه الشديد للقرية وأهلها والعمل دوما على ترقيتها) وقال عنه أيضا (كان مضوي مثقفا نادرا ولكن بطريقته وكان بقدر حرصه على اكتساب المعرفة لم يكن حريصا على بثها أو التباهي بها، لديه أعمال كثيرة مبتكرة تخص الفلكلور الأدبي في القرية).
وكتب عنه زميله في الجامعة الصحفي عبدالله الشيخ في عموده (خط الاستواء) (فيه هدوء وطيبة وعفوية تكاد تتناقض مع ثوريته، فهو في مقدمة المتظاهرين من أجل الحقوق .. كان ذكيا وفيلسوفا يوائم بطريقة غريبة بين أنسه الشفيف البريء ومواقفه النضالية النارية) وقال عنه في نفس العمود (كان جل حاله مهموما بالقضايا الكلية منصرفا بوقته وجهده وفكره ليكون السودان وطنا يسع الجميع).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق