الثلاثاء، 11 يونيو 2013

الريف الجنوبي إلى أين؟

 الجمعة, 07 حزيران/يونيو 2013

لقد تحدثت إليك من قبل عن معاناة هذا الريف الجنوبي فهذه المنطقة التي تفوق مساحتها بعض دول الخليج فهي ذات موقع جغرافي متميز تحدها من جهة الشمال مدينة الصالحة وجنوبًا ولاية النيل الأبيض أما غربًا فنجد ولاية شمال كردفان كأكبر مساحة مسطحة وفي الشرق يجري نهر النيل العظيم وبها تنوع طبوغرافي وديمغرافي. رغم ذلك ظللنا كإبل الرحيل شايلة السقا وعطشانة. تدهور أصاب كل شيء ليجعل من المعاناة أمرًا مألوفًا في المواصلات وخدمة المياه التي تقطع الفيافي وتترسم خطاها رخاء ورفاهية في أنحاء العاصمة ونحن نشرب مياه الآبار كدرًا وطينًا ومحطة مياه الصالحة والشركة الإيرانية تغرف من النيل دون أن نرشف منها جرعة واحدة فصارت جميلة ومستحيلة. حال الصحة لا يختلف كثيرًا فالمراكز الصحية مبانٍ فقط والشفخانات حدِّث عنها ولا حرج. والتأمين الصحي لا يغطي الكثير من السكان.
 إن معاناة «73» قرية لم تتوقف على هذا الحد بل تتجاوز لتصل إلى مستقبل أبنائنا أليس التعليم هو أحد أعمدة بناء الأمم وسر تقدمها وازدهارها وانهياره هو ضياع لمستقبلنا وكيف لا ينهار هذا البناء والمدارس مكتظة ثم ماهي حاجة الريف إلى معلمين من أقصى الشمالية أو الجزيرة أم أن الأريفة حكر على المقاعد الوثيرة. هاهي أم درمان التاريخ والشموخ والإرث الثقافي تأتي متأخرة في نتيجة مرحلة الأساس لندفع ثمن الصمت والموازنات الرخيصة.
  أعمدة الكهرباء تنتشر في ولاية الخرطوم على جانبي الطرق قائمة وقاعدة حين نعاني من الظلام في أطراف القرية.
أخي المأساة التي يعتصر القلب لها ألمًا والتي اتسع الفتق فيها على الرتق بيع أراضٍ بثمن بخس جنيهات معدودة حتى دون أن يعرفوا أين هذه التعويضات كأمر يدعو إلى الحيرة فأين دور هذه القيادات في الذي هو حماية المواطن ومنعه من بيع هذه الأراضي وهم يعلمون حاجتهم وأن ليس لهم بديل وأن البيع يتم بطريقة تثير الشك وتدعو إلى الريبة كأنما يتم بصورة مخطَّطة وقياداتنا تنام مل عينيها.
مطار الخرطوم واحدة من الشواهد التي تشير إلى كرم وإيثار الريف الجنوبي والتي أقل ما كان تقابل به أن يتم توظيف التعويض المادي مع قلته إلى مشروعات تتناسب وفق دراسة اجتماعية واقتصادية وافية لا تُحوجه إلى بيع التعويض العيني، إن هذه التعويضات تركت أهلنا كالمنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، بالله أبيع خط هيثرو أهون أم ما يلاقيه هذا المواطن الذي ليس له ذنب سوى أنه ترك أمره لقيادات أهملته. وأقول لهم أين وعود الانتخابات؟! وأتحدى أيًا من القيادات أن يدعي أنه نفذ ما قطعه على نفسه. النهاية لهذا السيناريو أن يصير أصحاب الأرض والارث لايملكون قيراطًا.
إن مانطلبه من قياداتنا التشريعية والتنفيذية والسياسية ألا يحُولوا بيننا وبين هذه القيادات التي صارت تسيء إلى المؤتمر الوطني وصارت خصمًا عليه. ونقول لهم اتقوا الله فينا فإنا لا نصبر على الظلم وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
إخواننا «قيادات الريف» متى تفقهون وتدركون أن لكل إنسان مرحلة عمرية يكون فيها قادرًا على العطاء والبذل ليسلم بعدها جيل يحمل الراية وهكذا يكون الإعمار والعدالة فأقلكم عمرًا في السياسة يفوق العشر سنوات والمحصلة لا تتناسب. لذا أنصح كل القيادات بهذا الريف أن تستقيل وأن تنسحب قبل أن يتجاوزها الزمن أو يأتي إعصار جموعي يقتلعهم. اللهم بلغت فاشهد.
الشيخ حق الله محمد  
الريف الجنوبي «الريف الجنوبي أمدرمان»
المتابير

ليست هناك تعليقات: