الاثنين، 24 يونيو 2013

الشورى والهتاف

 

 الأحد, 23 حزيران/يونيو 2013

عقد المؤتمر الوطني شوراه السابعة يوم الجمعة  21/6/2013 م وهذه تحسب له حيث أن الجمعة يوم عطلة ولم يأخذ أعضاؤه الذين جلهم من الموظفين أو التنفيذيين لم يأخذوا من وقت الدولة شيئاً. غير أنه تم نقله عبر تلفزيون السودان الذي هو مؤسسة عامة وملك للدولة وليس ملكاً للحزب وحده وهذه تؤخذ عليه.
كما يقول المحامون هذامن حيث الشكل، أما من حيث المضمون، كنت أحسب أن الناس في مجلس الشورى هم من أعقل عقلاء الحزب وكلهم أنداد في الرأي، وكنت أحسب أنهم يجلسون في حلقة دائرية ليس فيها صف أول ذو كراسي ضخمة، وطبيعي أن يكون من عليها ضخم ولو لم تكن هذه الضخامة حسية. كنت أحسب أن مجلس الشورى من الأهمية بمكان حيث لا يعاد فيه من المعلوم بالضرورة، وأنه ينفذ تماماً إلى القضايا ويشرحها تشريحاً صريحاً ويقول كل عضو فيه ما يسأله عنه الله يوم القيامة ولا يخاف رئيساً ولا يخاف زوال منصب عقوبة على قول الحق.
كنت أحسب من فرط غبائي أو حسن ظني أن رئيس مجلس الشورى هو من يوزع الفرص وربما يقول لرئيس الحزب دعنا حتى نسمع رأي  فلان في المسألة، فهو المختص ولست أنت. ولكن السيد رئيس مجلس الشورى صدمني وكاد يصيبني بالجلطة يوم قال: أبو علي مجذوب خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس في دورته السابعة الجمعة: «لن نقبل بغير الرئيس البشير مرشحًا». وأضاف مخاطبًا البشير: «إننا لا نقبل غيرك ولا نوافق لغيرك، ونريد منك أن تظل حاملاً للمشعل».
هذا الرجل وفي هذا العمر وبهذه العبارات ينسف كل المؤتمر الوطني وينسف اجتماعه الذي هو رئيسه وبهذه العبارات ينسف حتى الاجتماع القادم ويصر الرجل على إصابتي بالجلطة لولا عناية الله، ويطلب من الحضور التكبير بين يدي الرئيس لا بل زاد أن طلب منهم الوقوف ووقفوا! «تمنيت أن أرى رجلاً أو إمرأة لم يقف». وأنا انتظر منه أن يوزع الفرص ويقول للرئيس دعنا نسمع كلام المختص فلان فهي ليست من اختصاصك، وإذا بي أجد رجلاً في هذا العمر  يمارس الهتاف ويطالب الآخرين به نقول هذا مع احترامنا الكامل للحزب واحقيته في التنافس الانتخابي!!
كل أمنيتي أن يأتي رد يقول لم تر إلا الجلسة الافتتاحية ولكن الجلسات الأخرى تم فيها كل الذي تريده. ولكن أين أذهب بالمثل السوداني: الصبي من تبته والمطر من رشته. أي المقدمات تدل على النتائج.
إن استمر حزب المؤتمر الوطني على هذه الحال فابشروا بطائفة ثالثة وأبشروا بموت الديمقراطية وتشويهها وابشروا بالكنكشة مذهباً جديداً. كنت أحسب أن المؤتمر الوطني أقل أحزاب الساحة سوءاً ولكن يبدو أنه يسير على خطاها ليلحق بها ولا تنقصه إلا جنينة، وربما تكون موجودة.

ليست هناك تعليقات: