الأحد، 6 يناير 2013

اليوم نرفع جدار خزاننا


  

من لم يفرح بهذا ففي وطنيته شك!
  مع حلاوة صوت وردي وروعة تلحين وكلمات الأغنية الوطنية التي يغنيها وردي وترددها الإذاعات والقنوات في مثل هذه الأيام من كل عام، والتي مطلعها «اليوم نرفع راية استقلالنا» للشاعر عبد الواحد عبد الله ورغم ما فيها من مبالغات مثل:
«كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية»
نعلم أن الكذب مباح لصالح الحرب، ولكن هل هو حلال في نتائج الحرب؟ الأمر لكم! أم أن أعذب الشعر أكذبه؟
مهما قلت في هذه الأغنية الوطنية ولكنها ستظل تغنى مطلع كل عام وعند ذكرى الاستقلال. حلاوة الكلمات وحماستها وروعة لحن وردي وصوته كلها من مقومات هذه الأغنية الوطنية وسنرددها مع وردي وعبد الواحد عبد الله: يا أخوتي غنوا لنا غنوا لنا.
غير أن الذي يرفع اليوم ليس علماً من القماش، ولكنه جدار من الخرصانات وحائط خير رفع عشرة أمتار فوق خزان الروصيرص، ظل حلماً منذ أن افتتح ذلك الخزان. بدأ تنفيذ المرحلة الأولى في عام 1961م في عهد الرئيس الفريق إبراهيم عبود اكتملت في عام 1966م وتم الافتتاح في يوم 10 ديسمبر 1966 على يد الزعيم إسماعيل الأزهري. وظلت المرحلة الثانية تتقاذفها الحكومات والثورات ككرة اللهب إلى أن جاء هذا اليوم، وتمت المرحلة الثانية تزيد السد عشرة أمتار ارتفاعاً، وبحيرة طولها «25» كلم لتحجز خلفها «7.4» مليار متر مكعب من الماء وزيادة في الكهرباء مقدراها «40 %».
تتمثل الفوائد الاقتصادية لمشروع سد الروصيرص في:
 ترتفع السعة التخزينية من «3» مليارات إلى «7.4» مليار متر مكعب.
- يعمل على توفير المتطلبات المائية كاملة للمشاريع الزراعية المروية القائمة علي النيل الأزرق وعدم اللجوء إلى قطع المساحات المروية في سنوات الجفاف.
- توفير المتطلبات المائية اللازمة لإعادة تعمير وتأهيل التوسع الرأسي في مشاريع الطلمبات القائمة علي النيل الأزرق.
- التوسع في الزراعة المروية  في مساحات قد تصل إلى «1.5» مليون فدان  لضمان الأمن الغذائي المحلي والإقليمي وفتح الباب نحو الاستثمار في مجال الزراعة المروية.
- زيادة مساحة أراضي الجروف التي تنشأ في البحيرة بحوالي «71.400» فدان بزيادة «100%» عما هو قائم.
- زيادة الثروة السمكية والصيد من البحيرة بما قدره «70%» من الوضع الحالي.   توفر ظروف اجتماعية واقتصادية وبيئية ومعيشية وخدمية أفضل للسكان بعد أن تم توطينهم  في مواقع نموذجية وتحسين مستوى الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية.
- زيادة التوليد الكهرومائي من الوحدات القائمة بدون تكلفة إضافية بنسبة «40%».
- زيادة التوليد الكهرومائي من مأخذ ترعة كنانة ومأخذ ترعة الدندر والرهد.
- زيادة الطاقة الكهرومائية من المشروعات المائية القائمة سنار ومروي والمقترحة كالشريك وكجبار.
أليست هذه فوائد تستحق الشكر والحمد لله، والشكر لكل من قاموا بها من مهندسين وعمال وسياسيين، ويستحقون شكرنا جميعاً، ولكن ما زالت ترن في أذني إجابة الوزير أسامة عبد الله عن السؤال: قلتم إن سد مروي سيكون له كبير الأثر على الزراعة في الشمالية، ولم نر ما يسر حتى الآن؟ أجاب الوزير بقوله: عليَّ توفير الماء والكهرباء، والزراعة مسئولية آخرين وتحتاج جهوداً كبيرة.
هل ننتظر أسامة أن يغسل يديه من سد أعالي عطبرة وسيتيت لينقل لوزارة الزراعة؟ أم على الزراعة من هم ليسوا أقل من أسامة؟؟
ما لم يتبع هذا الإنجاز إصلاح شبكة ري مشروع الجزيرة والتي تحتاج لأقل مما صرف على هذا السد بكثير ليزرع المشروع طوال السنة، وتعود لمزارع مشروع الجزيرة ابتسامته وللاقتصاد عافيته.
انتهى زمن العزف المنفرد، نريد أوركسترا كاملة لا يهم من المايسترو.

ليست هناك تعليقات: