الإثنين, 17 تشرين1/أكتوير 2011
التعليم غير الحكومي مر بعدة مراحل ومسميات.. يوم كانت الفرص الحكومية شحيحة استثمر بعض الأغنياء في التعليم وأنشأوا المدارس الأهلية، وهذه كانت في المدن فقط وأكثرها في مدينة أم درمان، وكان المجتمع قاسياً معها حيث كان يطلق عليها «مدارس الأغبياء أبناء الأغنياء» وهذا ليس صحيحاً، فالذين التحقوا بهذه المدارس هم أبناء من عرفوا قدر التعليم وكان معظمهم ناجحاً ولكن الفرص الحكومية كانت شحيحة جداً وتأخذ المدارس الحكومية الزبدة فقط.. وهذه المدارس أيضاً كانت مكانًا لتوفير فرص عمل لكثير من المدرسين الذين لا يجدون وظائف أو المفصولين من وزارة التربية والتعليم لسببٍ ما.. هذا يوم كانت وزارة التربية والتعليم تفصل المعلمين غير التربويين.. «لا داعي للوقوف هنا طويلاً». في زمان حكومة جعفر نميري أرادت الدولة أن تشرك المجتمع في التعليم. وأُنشئت المدارس الشعبية، مشاركة بين المجتمع والدولة. على الدولة توفير الكتاب والمعلم وعلى المجتمع المباني والبنيات التحتية. صارت كل هذه المدارس لاحقًا مدارس حكومية.
في زماننا هذا صار اسم المدارس غير الحكومية المدارس الخاصة «وهو اسم يُحدث ربكة» والمدارس الخاصة هنا جاءت تعويضًا لمدارس الحكومة منخفضة الجودة فصار المقتدرون الذين لا تعجبهم مدارس الحكومة والعجب هنا ليس هوى بل إن المدارس لا تقدِّم المواصفات المطلوبة للمدرسة المثال.
اشتهرت المدن بهذه المدارس «خمس نجوم» وهي لأبناء الأغنياء من التجار والسياسيين وكبار الموظفين «والمهروشين من نسوانهم».
الريف كما العادة يقلد المدينة ويخطئ أحياناً ويصيب أحايين أخرى. أعني ربما يأتي بعيوب المدينة ويجمع السوءتين. غير أن سؤالاً يلح هل الجدائد «الجديد خليف وعمران واخواتهما» من الريف؟ أم هي مدن في وسط الريف.. انظروا لمعمار الجديد عمران ـ ما شاء الله ـ مجموعة كبيرة من الفلل الأنيقة وكأنها حي من أحياء الخرطوم الراقية.
وبعد هذه المقدمة التي تصلح لعدة دراسات اقتصادية واجتماعية وتربوية أهديها لطلاب الدراسات العليا ليأخذوا منها عناوين لرسائل.
في يوم السبت 15/10/2011م وبدعوة من مؤسسة الامتياز التعليمية الكائنة بالجديد 2، في أقصى شمال ولاية الجزيرة لتكريم أوائل المؤسسة والرعيل الأول من رواد التعليم.. كان يومًا تربويًا بحق إذ جمع عددًا كبيرًا من الرعيل الأول من المعلمين بهذه المنطقة، منطقة شمال الجزيرة.. وتسأل ما شأن المؤسسة التعليمية الخاصة بتكريم الرعيل الأول؟ ولن تجد إجابة غير أن القائمين بأمر مدرسة الامتياز الخاصة شباب متفرد وأخص مؤسسها ومديرها الشاب معتز محمد الجاك، يعرفون قدر الرجال ويأخذون التربية والتعليم مأخذ جد ولذا جمعوا هذا العدد الكبير من الرعيل الأول ليشهد على حسن صنيعهم.
كان المكرمون من الرعيل الأول كثرًا «وكنت منهم» ولكن كم تمنيت أن تكون المعلمة صفية الزين حاضرة، مددت رقبتي طويلة لأرى من كتبتُ فيها يوماً «صفية الزين المعلمة المثال» ولكن للأسف أنابت غيرها حفظها الله.. إذا حاولنا وصف من كُرِّموا لن تكفينا كل هذه الصحيفة ناهيك عن العمود.
نعرج على فرح المكرمين من الطلاب الناجحين بنسب عليا وكانوا كثرًا ولكن درجت مدرسة الامتياز أن تهدي كل من يتحصل على 90% وما فوقها أن تهديه «لاب توب» جديدًا وحديثًا ورائعًا ولك أن تتخيل كيف سيتضاعف فرح طالب وأسرته دخل الجامعة بهذا التفوق، كيف سيفرح بهذا اللاب توب. تسعة طلاب من مدرسة الامتياز نالوا أجهزة لاب توب هذه السنة.
كان يومًا طويلاً تخللته فقرات الغناء والشعر وغيرها ودفع التكريم.. من قلبنا نتمنى لمدرسة الامتياز المحافظة على هذا التفوق وأن تسعى لتحفظ مكانها هذا الذي تربّعت عليه في النفوس وفي قوائم الناجحين.
وأخيرا نسأل الجديد من الريف أم المدن؟
هناك تعليق واحد:
قنطك يا ود الجاك
إرسال تعليق