السبت, 08 تشرين1/أكتوير 2011
كل طبيعي خير من كل مُصنع. حقيقة متفق عليها.
الطعام الطبيعي ولحم الحيوان المتغذي على الأعشاب الطبيعة ذو قيمة تفضيلية في كل الأسواق الراقية.
الذين فقدوا طعم الطماطم التي كانت في زمن مضى واستبدلتها الاسواق بطماطم تكاد تقول عليها مصنوعة من كثرة ما يضاف اليها من محسنات تجعلها أشبه بكرة البلاستيك.
ولكن بالمقابل الزيادة في السكان يجب أن تقابلها زيادة في الانتاج. ولكن كيف؟ وما هي محددات ذلك.
مما تتداوله المجالس أن انتشار السرطانات والفشل الكلوي من أسبابه هذه الكيماويات التي تضاف للزراعة قبل أو بعد، هذا حديث الشارع ولكن للعلماء حديثاً آخر.
في ورشة شعبة الكيماويات الزراعية بدار المهندسين الزراعيين يوم الإثنين الماضي 3/10/2011 م، تحدث عدد كبير من العلماء وبحضور وزير الزراعة بولاية الخرطوم. وسمعنا كلاماً طيباً كالعادة. وما أسهل الكلام في القاعات المكيفة ولكن العبرة بالتطبيق. وكثير من أهل السودان يريد أن يكون كسب رزقه داخل ظل مكيف، فمن سيخرج للحقول إذاً؟ من سيصطلي بلهيب الشمس المحرقة إذاً؟
ملخص القول إن الكيماويات الزراعية هي دواء أو صفة طبية لها زمانها ومقدارها، وإذا ما زاد المقدار كانت الكارثة، وإذا ما أُعطي في زمان خطأ كانت الكارثة. وما من مبيد كيماوي إلا وأُجريت عليه عشرات التجارب، ولن يجز الا إذا استوفى شروطاً كثيرة حتى ينزل للأسواق. والتخلص من فائضه مشكلة لا تقل عن مشكلات تصنيعه ومراقبته.
غير أنه استوقفني و «بهطني» حديث مدير إحدى الشركات المتعاملة في الكيماويات الزراعية، وكان كلاماً قليلاً ومركزاً. حيث قال إن إحضار المبيدات الكيماوية من الخارج تواجهه عدة عقبات، وبدأ بالجمارك حيث قال انها باهظة، وضرب مثلاً بدولة تونس حيث الجمارك على المدخلات الزراعية كلها صفر ومعفية تماما من الجمارك. «يا صديقي هنا الدولة مستعجلة وتلعب بفقه الحاضرة بخيتة وجرادة في كف ولا ألف طائرة.. ولن ينتظروا الفوائد غير المباشرة من أي شيء أولاً الجمارك وثانياً القيمة المضافة، بعد ذلك تنجح الزراعة أو ما تنجح المهم حق الرفاهية للسياسيين قد حصل».
وتحدث عن أنه من الصعب توفير المدخل الزراعي في زمانه المحدد، وذلك لإجراءات بنك السودان، وإذا ما جاء بعد أوانه صاحبه البوار، وبمرور الزمن تحصل مشكلة كيفية التخلص من الكيماويات وما أصعبها.
وكان لعلماء السياسة كلمة، حيث قال الدكتور صلاح الدومة من جامعة أم درمان الإسلامية، المشكلة السياسية في البلاد منعكسة على كل الحياة وليس الزراعة مستثناة منها.
وتحدث بيطري غيور على الحيوان، تحدث عن الجفوة إن لم نقل العداء، بين الزراعة والحيوان في بلادنا، وكأني به يعني مشروع الجزيرة، حيث تحدث عن مطاردة الشرطة للحيوان وسجنه في «السوكرة» ولا يخرج إلا بعد تعهد صاحبه ويدفع غرامتين، غرامة ما أتلف وأتعاب الشرطي الذي جاء بالحيوان. كل ذلك كوم والخلاف على العنوان كوم آخر، حيث كأني بهم كانوا يتبرأون من ربط كلمة النهضة الزراعية التي وردت في العنوان بالجسم الإداري الذي اسمه النهضة الزراعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق