الثلاثاء, 09 آب/أغسطس 2011
تختبئ الصدفة في منعطف الطريق
والعسل البرى في الرحيق
وطائر الفينيق في الحريق
يختبئ الحريق في الشرر
يختبئ البستان في الوردة
والغابة فى الشجر.
عندما يكون الجزء أكبر من الكل ولا نقول إلا شكرًا شاعرنا محمد المكي.
بعد هذا الكلام الجميل دعونا نصحو على واقعنا
ما من عقد تُفصل بنوده ومبالغه إلا وهناك سطر في آخره يقول غير منظورة كذا % وتساوي كذا.. وما من ميزانية إلا وفيها بند احتياطي أو طوارئ بنسبة مئوية في آخرها.
الذي ذكرني ذلك هو إكرامية نواب المجلس الوطني ذات المليارات الخمسة وسبعة أعشار المليار 5.7 مليار جنيه هل منصوص عليها في ميزانية وزير المالية؟ طبعًا لا، لأنها إكرامية رئاسية، اللهم إلا إذا كان في الميزانية المجازة من المجلس الوطني بند اسمه إكراميات الرئيس، وإذا كان ذلك كذلك فكم مقدار هذا البند؟ من حق الشعب أن يعرف لأنه الشعب الذي انتخب الرئيس وانتخب النواب. مرة واحدة خلونا نشبه العالم.
الميزانية العامة للدولة أليس من حق المواطن الإطلاع عليها؟ ومتابعة تنفيذها أم هذا من حق أعضاء المجلس الوطني «يا أخوانا خلونا نقول البرلمان» لأن في صفة وطني شك كبير ما داموا يضغطون على وزير المالية في عام الرمادة هذا ليعطيهم إكرامية الرئيس 15 مليونًا لكل عضو هذا غير الذي يتلقاه بعضهم من هيئة الحج والعمرة مثلاً.. وذكر البروف الطيب زين العابدين في صحيفة الصحافة أن مرتب رئيس البرلمان 31 مليون جنيه ورئيس اللجنة 14 مليون جنيه، هذا غير البدلات الأخرى وبرضو عايزين تعرفوا أسباب الفقر؟
كم من المقالات كُتبت عن هذه الإكرامية المذهلة؟
أين التقشف الذي وعدت به وزارة المالية؟
كم مدرسة يمكن أن يبنيها هذا المبلغ؟
كم بئر يمكن أن يحفرها وكم عطشان يمكن أن يرويه؟
وكم مريض يمكن ان يعالجه؟
ثم الميزانية التي عليها ستصرف هذه الإكرامية، وأسأل الله أن لا تُصرف، كم هي وما نسبة هذا البند منها؟ أم الميزانية الفصل الأول المرتبات والأجور والباقي سايب يصرف كيفما يشاء. وعندها نطلب من شاعرنا ود المكي إضافة بيت جديد لقصيدته أعلاه يقول:
تختبئ الميزانية في الإكرامية.
إذا ما تم صرف هذا المبلغ لنواب البرلمان فلا تحدثوا هذا الشعب عن إصلاح ولا شفافية.. فقط سنغني مع الكابلي والحال يا هو نفس الحال.
كيف يقبل البرلمانيون هذه المكرمة بل كيف يضغطون على وزير المالية لصرفها؟ بأي وجه يقابلون الأصقاع الكالحة التي منها أتوا؟
تختبئ الميزانية في الإكرامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق