الجمعة، 12 أغسطس 2011
يا تلفزيون أين ( دنيا)
الأربعاء, 10 آب/أغسطس 2011
تلفزيون أم درمان أو تلفزيون السودان أو الفضائية السودانية كلها أسماء لذلك التلفزيون الذي شعاره «لا إله إلا الله» بخط البروفسير أحمد عبد العال رحمه الله في أعلى الشاشة.. هذه القناة مهما فعلت ينطبق عليها قول الشاعر «وما الحب إلا للحبيب الأول» فلها جمهورها على الأقل من أبناء جيلي.
لم تتطور التطور المطلوب ولم تجارِ القنوات الرشيقة الجديدة ولها في ذلك حكمة فإن هي فعلت ستصبح كمن يلبس قميصاً أحمر ومشجراً وهو في عمر الستين.
لهذه القناة تكلس وتحجر في نمط واحد هو العاصمية فقليلاً ما تراها تتذكر أنها لكل السودان وأن السودان ليس العاصمة المثلثة أخرجها من ذلك في تسعينيات القرن الماضي برنامج اسمه «من الخرطوم سلام» وكانت تقوم عليه عدة فرق لكل فريق يوم من أيام الأسبوع يخرج من العاصمة ويجوب الأقاليم ويأتي من سبأ بنبأ، ورأى أهل الأرياف لأول مرة وجوههم على الشاشة التي كانت محتكرة لنمط واحد، قوم جلوس ببدلهم ويحكون ويغنون ولم تكن الإعلانات التجارية فرضت سطوتها على الإعلام ولم تكن هناك عبارة فاصل ونواصل، فكانوا يحكون ويغنون.
لم يدم «من الخرطوم سلام» طويلاً لماذا لا أدري، ولكن يبدو أنه كان مكلف مادياً وهذه التكاليف المادية للمبدعين حرام وحلال لنواب البرلمانات والسياسيين.
ثم ظهر في التلفزيون برنامج اسمه «دنيا» أيضاً أخرج التلفزيون من العاصمة وجاب إلى الأقاليم وجاء منها بإبداعات على قدر إبداع منتجيه ومعديه وشد إليه المشاهدين شدًا وصاروا ينتظرونه كل جمعة وفي كل جمعة يأتي بجديد إلى أن قوي وحصد الجوائز حصدًا الداخلية والخارجية على مستوى القنوات العربية وصار له عشاق ومحللون ومتابعون.. وكعادة ضيق النفَس وقلة الصبر فجأة افتقد المشاهدون «دنيا» ولم يجدوا له أثرًا.
من هنا نسأل حاتم سلمان ورجاله ود الصديق وغيرهم أين ذهب «دنيا»؟ هل هاجر معدُّوه ومنتجوه أم غطى كل السودان ولم يبق له ما يقدمه؟ غير أن عذرًا واحدًا لن يكن مقبولاً هذه المرة حكاية ميزانية البرنامج، حيث إن البرنامج قليل التكلفة في ما نشاهد مجرد سيارة وكاميرا مرة في الأسبوع يمكن أن تخرج لتغطية أتفه عمل سياسي لا يأتي للمشاهد بجديد فقط سياسي حوله ناس ويخطب فيهم ويقول لهم ما يمكن أن يقوله أي إنسان عادي ولكن ربما السياسيون يدفعون ثمن صورهم على الشاشة والله أعلم.
الأخ محمد حاتم سلمان يا «صاحب» التلفزيون القومي أين برنامج «دنيا» وأنت تعلم حجمه وجوائزه التي حصدها ومقدار عدد مشاهديه؟ من أوقفه وهل توقف أم أُوقف؟ مازال الناس يذكرون ود الدايش ونواسه التي بلا عدد ويذكرون عواسة الكسرة في أرياف السودان والتكل والبيعيو لم حرمتهم من كل هذا؟
وإذا كان التلفزيون لا تعجبه البيئة الريفية ولا يريد إلا «الحناكيش» بالمناسبة هذه الكلمة صارت عادية وعزاؤنا أن السيد الصادق المهدي استعمل يومًا كلمة سحاسيح.
أخيراً الشعب يريد برنامج «دنيا»، الشعب يريد برنامج «دنيا»
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق