الجمعة، 26 أغسطس 2011

أزمة سكر أم أزمة ضمير

الأحد, 14 آب/أغسطس 2011



أرشيف:
«أوضح الوزير أن سعر جوال السكر ينبغي ألا يتجاوز مبلغ 40 ــ 50 جنيهًا فقط. وقال إن السبب الرئيسي لارتفاع سعره لدى وصوله للمستهلك، دخول الوسطاء والخلل في عمليات خروج السكر من المصانع إلى الموزعين« » الرأي العام الجمعة 18/1/2008م.( الوزير المعني هنا هو جيمس كوك.
السيد جيمس كوك بعد ثلاث سنوات من حديثك هذا بلغ جوال السكر 210 جنيهات ما رأيك؟ ولكن هل الأسباب هي كما ذكرت أم جدّت أسباب أخرى؟
هل فيكم من شرب بلا سكر في هذا الشهر العظيم؟ السؤال لغير مرضى السكري طبعاً.. ما من مؤسسة إلا وجاءت بالسكر لأعضائها وما من محلية إلا وجاءت بسكر لوحداتها وما نقابة إلا وكان لها سكر مما جعل السكر موجودًا في كل بيت ولكن الجديد أنه بسعر آخر غير سعره الحكومي والذي قالت سعر الجوال زنة 50 كيلوجرام 155 جنيهًا. ولكنه في الأسواق تعدى 200 جنيه.. أما سكر الكيلو الذي سعر زنة 10 كيلوجرام والذي سعره الرسمي 32 جنيهًا فيباع بمبلغ 40 جنيهًا وما فوق. أين المشكلة إذاً؟
ومن زمن تجارة السكر يشوبها عدم الشفافية، وفي كل موسم تتحكم جهة في السكر وتخنقه في مخازنها إلى أن تحدث الندرة ويرتفع السعر.. يبدو والله أعلم أن هذه الجهة صارت جهات وكل يريد أن يكون ملك السكر والمتحكم فيه. عندما تضاربت مصالح هؤلاء زادت الفجوة ومن أول الموسم.
بالمناسبة إنتاج المصانع السودانية بين 900 إلى المليون طن ولكن الاستهلاك قفز إلى مليون ونصف المليون طن بسبب مصانع المشروبات الغازية والعصائر ومصانع البسكويت والكيك وزيادة استهلاك المواطنين والتي يسميها السياسيون تحسن الوضع الاقتصادي لدى المواطن ومعهم حق إذا قالوا تحسن الوضع الاقتصادي لبعض المواطنين وليس بهذا التعميم.
نعود للسكر ألا يعلم الأمن الاقتصادي كل خبايا هذا السكر؟ لماذا لا يعالج معالجة أفضل من هذه الهزيمة الاقتصادية أمام السكر. كيف عاد الناس للسؤال عن السلع في هلع؟ من وراء هذه الأزمة المفتعلة لرفع السعر عن حده الرسمي؟ وحتى هذا السعر الرسمي ما كان مقنعًا للكثيرين يوم كنا نقول انه ضعف سعره عند خروجه من المصنع وها عشنا وشفنا السعر يرتفع لأربعة أضعاف سعر المصنع تقريباً.
نكرر من أحدث هذه الأزمة؟ ومن المستفيد منها؟
بالله كيف يستسيغ هؤلاء التماسيح هذه الأموال التي يجمعونها من إخفاء السكر ليزيدوا الضعفاء ضعفاً والفقراء فقراً؟ وكيف فشلت أجهزة الدولة في كشفهم وتعريتهم؟ لو استكثر بعضكم كلمة «فشلت» فليسعفني بكلمة بديلة فقد نضب معيني إلا منها؟ وأسأل الله في هذا الشهر الكريم أن تستفزهم هذه الكلمة ويضعوا حداً لهذه المسرحية البايخة، مسرحية اختفاء السكر وزيادة سعره.
من غدٍ بإذن الله نفتح ملفًا اسمه طلمبات مشروع سوبا غرب الزراعي انتظرونا!!

ليست هناك تعليقات: