الخميس، 10 يونيو 2010

وزارة الصحة والأطباء وشبابية الحلول

أحقا ما يدور بين الأطباء ووزارة الصحة وجهات أخرى؟
من ضحية هذا الصراع؟
هل هناك من يشعر بخطورة الوضع؟
هل هذا هو الوقت المناسب لاستعراض القوة؟
وهل هذا هو الميدان المناسب لاستعراض القوة؟
مهما كابرت وزارة الصحة وقالت بأن هذا الإضراب لم يؤثر على دولاب عملها لن يصدقها أحد، وإلا يكون كل هذا الكم من الأطباء المضربين فائض عمالة أو عطالة مقنعة وانه كان قبل الإضراب مقابل كل مريض طبيبين أثنين يتناوبان على خدمته.
الدافع لهذا المقال أن ليس في الساحة لجان تفاوض كما كان في الإضرابات السابقة. من وراء هذا التجاهل لقضية كل ما مر يوم ضحاياها يكثرون وضحاياها بشر حقيقيون كل نفس منهم تعدل الناس جميعا {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة : 32] .
كيف يكون ثمن هذا الكم الهائل من المتأثرين في المستشفيات وكل القضية قضية مطالب مادية يصرف أضعافها في بنود مُختلف عليها والكل يعرف كيف تصرف الدولة على أولويات لا تقنع إلا كاتبيها.
هؤلاء الأطباء لم يطالبوا بمساواتهم بزملائهم في مستشفيات الشرطة والجيش والأمن فقط طالبوا بتنفيذ الزيادات التي أقرتها لجان الوساطة وهي لجان على مستوى عالي جداً من الاحترام لجنة بروفسير على شمو وبروفسير حسين ابو صالح وبروفسير فضيل ود. الطيب حاج عطية، عبد الله ادريس، محجوب محمد صالح مثالاً وموافقة رئيس الجمهورية عليها( هل هناك من قال له خلينا نؤدبهم يا ريس) وتكون هذه من الأفكار الشيطانية التي لا ترى غير القوة حلاً رغم عدم توازن الطرفين. ودائما ما تأتي النتائج معكوسة إذ لا يمكن استعمال القوة مكان الكلمة الطيبة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم إنها صدقة.
كيف تستخدم القوة مع من يستخدم العقل؟
إذا انحصر الموضوع بين وزارة صحة مكابرةً وأطباء شباب وسلطات لا ترى في الموضوع إلا الجانب السياسي صغر أم كبر فابشروا بعواقب وخيمة قد لا يحلها أضعاف المال المطلوب الآن.
أليس هناك عقلاء؟ قطعا موجودون ولكن هناك حائل من سماع صوتهم لا يوصل إلا الرسائل الخشنة التي عليها تربى.
هل هناك إصرار على تعقيد المشاكل؟ وان لا تحل مشكلة حتى تكبر وتصير مشكلتين؟ ويسمع بها العالم وربما احتاجت وسطاء من الخارج وتدخل المؤسسات العالمية .كفاية يا عالم أشعرونا بأن بلد راشد قادر على حل قضاياه بنفسه.
ثم اعتقال أعضاء اللجنة متى كان حلاً؟ وأصبح المطلب الأول للأطباء إطلاق سراح المعتقلين. في هذا الجو غير المعافى ينشط صانعوا الإشاعات المشينة وعلى الانترنت عدل.
أتمنى أن يتدخل الكبار ويقولوا يجب ان تحل القضية بعيدا عن حظوظ النفس المؤسسة.
غلوا أيدي الجلاوذة وخشني القول.


يونيو 2010 صحيفة التيار

ليست هناك تعليقات: