في بادرة جديدة على تحول جديد أدت لجنة الاختيار للخدمة العامة ولاية الخرطوم القسم أمام والي الخرطوم ( على أن يؤدي أعضاء اللجنة التسعة واجبهم في اختيار المتقدمين للوظائف بكل حيدة وتجرد ودون تمييز أو محاباة).
مدلولات الخبر عندي أن الوظيفة أصبحت أمنية كثير من الخريجين الذين انتظروا طويلاً مثل هذا الإعلان عن الوظائف. وهنا مشكل اقتصادي حقيقي في نظري وذلك أن فرص كسب العيش في الحياة السودانية ضيقة لذا علت مرتبة الوظائف وصار البحث عنها كمن يبحث (عن قطة سوداء في غرفة مظلمة).على القائمين عليها تأدية قسم نزاهة الاختيار.
طلب مني مسئول شبابي قبل عدة سنوات أن أكتب عن الزواج الجماعي الذي أقاموه لعدد من شباب المحلية التي يشرف عليها. من جملة ما كتبت عن تلك المناسبة قلت : على اتحاد الشباب البحث لهم عن عمل أو مساعدتهم في إيجاد عمل وليس تزويجهم. ومتى ما عملوا سيتزوجون من عند أنفسهم ولا حاجة لزواج جماعي.( وندم الرجل على طلبه وكان ينتظر إشادة بخطوة الزواج الجماعي يبيض بها وجهه أمام قادة الاتحاد في الولاية والمركز).
فرق كبير بين التوظيف من أجل التوظيف ( كما حدث في ستينات القرن الماضي فيما عرف ببند الهندي الذي سُمي العطالة المقنعة وهي تعني التوظيف بلا حاجة بأن تجد المكتب الذي يحتاج 4 موظفين فيه 10 موظفين). وبين إيجاد فرص عمل حقيقية. تقدم لوظائف ولاية الخرطوم أكثر من خمسين ألف خريج مما يؤشر لعدد الباحثين عن العمل ويؤشر إلى مخرجات التعليم العالي غير المدروسة وغير الملائمة لسوق العمل المحلي. أقول المحلي لأن بعض الدول تعمل ألف حساب لسوق العمل الخارجي وما أمر سوق الممرضات الفلبينيات ببعيد وكيف حققت الممرضة الفلبينية سمعة سار بها الركبان وصارت مطلوبة في كل أركان الدنيا حتى شارع (الاستبالية) بالخرطوم أصابه من الفلبينيات نصيب.
نعود
البحث عن الوظيفة سببه ضيق سوق العمل - إن وجد – في القطاع الخاص وفي بلد المليون ميل مربع لو وقف على أمر اقتصادنا علماء صادقون ووجدوا السند السياسي لاستوعبت الزراعة وما يلحقها من صناعات كل شباب هذه البلاد ولعاد المغتربون زرافات ووحدانا إلى بلدهم.
ولكن آه آه وقفت حال الزراعة والصناعة بسياسات تعجل النتائج وضيق النَفَس وعدم الأولويات.
نعود لصديقنا يوسف مالك مدير لجنة الاختيار كأول موظف غير دستوري يؤدي القَسَم. أعانك الله يا يوسف ولكن أنت لها والأمر أمر إحقاق حق ووضع مواصفات ودرجات لكل متقدم وبرنامج كمبيوتر صغير يفِ بالغرض مع شوية جلافة - ما عهدناها فيك - بأن تكرفس كل ورقة مكتوب عليها بقلم أخضر ( يهمنا أمره ) وترمي بها في أقرب سلة مهملات.
بعد النتيجة على طول تمشي تزرع حواشتكم.
مايو 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق