عودة الى قاعة الشهيد الزبير وندوة (منبر السلام العادل) التي تحدثنا عن دواعيها بالأمس. أدار الندوة البروفسير عبد اللطيف البوني وكما قال لي ان المهندس الطيب مصطفى عندما وجه له الدعوة لإدارة هذه الندوة قال له أراك عندما تكتب عن مشروع الجزيرة تكتب بحرقة وصدق.وقال له عبد اللطيف كما تكتب أنت عن الجنوب.
كان المهندس الطيب مصطفى قلقا في متابعة حضور مقدم الندوة ويلاحقه بالهاتف ملاحقة شديدة. دخلنا القاعة وكان الحضور مميزاً وكثيفاً ويبدو أن كثير منهم جاء إليها من المؤتمر الصحفي الذي عُقد في دار اتحاد الصحفيين والذي كان ضيوفه وزير الزراعة ( يا أخوانا الزول دا مكنته ما زي لما كان والي) و رئيس مجلس الإدارة ورئيس اتحاد مزارعي السودان ومدير المشروع العظيم ( العظمة لهما معاً المدير والمشروع ما يجي واحد من ناس العربي يقول لي الصفة للأخير).
قدم عمر عبد الوهاب مدير الإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة الأسبق ووكيل وزارة الزراعة الأسبق الورقة الأولى وكانت محاضرة عن مشروع الجزيرة وقال في روابط المياه ما لم يقله جعفر شيخ ادريس في الزول( داك) فك الله أسره .وقدم الورقة الثانية الدكتور أحمد محمد آدم وكيل وزارة الري الأسبق وتحدث عن الري قديما وحديثاً وطبعا بكى كثيرا على ايلولة الري لمشروع الجزيرة.
وجاء دور المعقبين د. تاج السر مصطفى رئيس لجنة تاج السر المشهورة كموجه من موجهات الإنقاذ للتخلص من مشروع الجزيرة في تسعينات القرن الماضي ولو لا عناية الله لراح المشروع من زمان شمار في مرقة ، لكني ما زلت اذكر ذلك الاحتجاج الكثيف حيث هتف جميع من كان في قاعة اتحاد المزارعين ( حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل) واستجاب الله الدعاء وأُزيحت توصيات لجنة تاج السر جانباً وجاء البرنامج الثلاثي الإسعاف الذي كان بمثابة المحاليل المنقذة للحياة ( درب).
وعقَّب الاخ صلاح المرضي وتحدث حديثاً دبلوماسياً طيباً ويبدو انه كان يعرف الحضور جيداً وقاطعه أشخاص كانوا بالقاعة استغرب لإزعاجهم الحاضرون ولكننا لاحقاً علمنا انهم من موظفي المشروع السابقين وليسوا مزارعين.وكفى
جديد صلاح - عندي في هذه الندوة - انه ما عاد يقول قناعته الخاصة علناً كما كان يفعل سابقاً كيف لا والرجل أصبح رئيس اتحاد مزارعي السودان والحديث الدبلوماسي من مؤهلات السياسي.وعقب كثيرون وكان حضور ملاك الأراضي واضحا وعندما تحدث رئيس اللجنة وقال: إن الأرض المغصوبة لا تنتج وأنهم يريدون الإيجار السابق والتعويض غير ان الغريب أعقبه آخر وقال من فوض هذه اللجنة بأن تتحدث باسم الملاك؟ ونسف حديث رئيس اللجنة نسفا.
من طرائف الندوة قام طبيب استشاري وتحدث حديثاً طيباً ومن ما قاله ( اذا حدث الانفصال لا سمح الله ) قلت في نفسي وفي منبر السلام العادل! وعندما جاء دور الطيب مصطفى ليشكر المجتمعين علمت انه لن يفوتها للدكتور وقال استغرب كيف يقول لا سمح الله.
قضينا ليلة ساهرة دخلنا اللعوتة فيها عند منتصف الليل بشوق شديد.
يونيو 2010 صحيفة التيار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق