الخميس، 10 يونيو 2010

هل هناك إدارة تطوير؟

في هذه الأيام تنشغل إدارات التعليم بكل مستوياتها بالتحضير للعام الدراسي الجديد وهذا عمل طيب ومشهور. تكون أجندته دائماً الواقع والمطلوب. وكثيرا ما تحتل البني التحتية معظم الأجندة من فصول وإجلاس الطلاب وكتاب مدرسي ومعينات من الطباشيرة والتدريب إلى السيارات.
بدعوة كريمة من مدير الإدارة التربوية بمحلية الكاملين شاركت في ورشة عقدت يوم الأربعاء 19 مايو 2010 م ( لا تستعجلوا لن أقف طويلا عما قيل فيها) ومثلي لا يرد طلباً لشيء يتعلق بالتعليم ولا طلب يتعلق بمشروع الجزيرة ( يوم كانوا يدعوننا لبعض شئونه) توكلت على الحي القيوم وذهبت للورشة التي عُقدت بقاعة متواضعة بكلية العلوم التربوية – جامعة الجزيرة بالكاملين.( ولنا عودة لجامعة الجزيرة إن أمد الله في العمر).
حضر الورشة وزير التربية بولاية الجزيرة ومعتمد الكاملين الجديد – الذي تشرفنا بلقائه للمرة الأولى - وتحدثا حديثاً طيباً عن طموحاتهم التعليمية. غير أن النقابة المخُتلف عليها حشرت انفها في ورشة ليست للنقابة بها علاقة حسب علمنا المتواضع. اللافت للنظر أننا نتحدث عن كنكشة السياسيين في رئاسة الأحزاب لعشرات السنين وهنا مكنكشون في النقابات لا يقلون عنهم كنكشةً بل يزيدون عليهم التكرار الممل والبعد عن القواعد إن لم اقل بغض القواعد لنقابتها.إن كان السياسيون لا يغادرون رئاسة الأحزاب إلا للقبر فهؤلاء لا يتركونها الا بالمعاش ( برضو في شهادات تقدير عمر تجعل بعضهم بدأ العمل وعمره سبع سنين).
نعود لورشة التعليم، كان الحضور من كبار السن في التعليم – مع احترامنا لهم – وخلا تماماً من الشباب مما ينم عن مشكلة.
قدم الأوراق مختصون وأهل وجعة ، غير أني لم يشغلني ما شغلهم - على أهميته - بل قلت هب كل ما في هذه الأوراق من مطالب قد تم علاجه هل سنحصل على التعليم الذي نريده؟
عندما أعطيت فرصة حديث قلت لهم : قد أتجاوز وأقول مرحلة الأساس لا بأس بها ولكن في المرحلة الثانوية خلل كبير وذلك أن ما يقدم في المرحلة الثانوية لا يشبع التلميذ والطريقة التي يقدم بها لا تناسب طالبا حياته كلها خارج المدرسة تقانات وأجهزة من الديجتال والموبايل والكمبيوتر فطالب هذه وسائطه يصعب عليه ان يتسمر في كرسي - غير مريح - ليسمع ويسمع ويسمع فقط بلا مشاركة يدوية ولا عرض صور ولا أصوات ولا مشهيات مثل هذا المراهق سيكره المدرسة كرها شديدا لعدم تلاؤمها مع حياته، بالإضافة للفارق بين اهتماماته واهتمامات المدرس فمدرسه عنده من لا يعرف إعراب الأسماء الخمسة والأفعال الخمسة لا يستحق أن يطلق عليه طالب والطالب عنده من لا يعرف windows 7 والبلوتث والفوتوشوب والانترنت عليه أن يجلس في المتحف.
ما لم نردم هذه الهوة بين المعلم والطالب فتظل المرحلة الثانوية طاردة.وإدخال تكنولوجيا التعليم في مدارسنا هي المفتاح وكذلك تدريب كل المعلمين على الانترنت.

مايو 2010

ليست هناك تعليقات: