بالأمس وقفنا مع التلفزيون في السبعينات يوم كان B/W ابيض واسود في نهايات سبعينات القرن الماضي أصبح ملوناً. سبقنا الكثيرون بالبث التلفزيوني ولكن لم نسبقهم على التلوين وذلك لارتفاع سعر برميل النفط بعد حرب أكتوبر من 3 دولارات الى 30 دولار ولم يكن لنا نفط.
التلفزيون كان مشاهدا بدرجة عالية إذ لا خيار إلا الإذاعة ورغم عظمتها ولكنها تستخدم حاسة السمع فقط وهذا يستخدم حاستان ليت ذاكرتي تسعفني باسم ممثلة (فارس ونجود) أظنه سميرة توفيق.
وبدأت الأجهزة تنتشر والكهرباء كذلك وزاد الاغتراب بل ضاعف الاغتراب انتشار أجهزة التلفزيون ولم يعد في القرية تلفزيونا واحدا كما كان بل أصبح تلفزيون لكل بيت – تقريباً – وربما تلفزيون لكل غرفة عند بعضهم. ومازال تلفزيون السودان سيد الموقف ووقف عليه رجال نوعوا برامجه تنويعا أشبع كل الأمزجة وجد محب الأدب (فرسان في الميدان) ووجد الصوفية ( ساعة صفاء) رحم الله الأستاذ محمد حجاز مدثر، ووجد محبي العلم والمتعة ( طبيعة الأشياء) لصديقي البروفسير ود الريح صداقة رغم فارغ العمر طبعاً) ووجد الباحثون عن التراث ( صور شعبية) للطيب محمد الطيب وبرنامج فرقة الأصدقاء بزعامة عبد العزيز العميري (محطة التلفزيون الأهلية) كان حدثا ومحبي الكاريكاتير ( خد وهات) لادمون منير ومن برامج التبادل التي لا أنساها أبداً ( محاكمات أدبية) يا للروعة! هل في أرشيف التلفزيون منه شي؟ هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر وهي مما حفر بالذاكرة وعلى الباحثين أخذ مؤشرات لماذا بقيت هذه في الذاكرة؟ ولن أنسى عبد الكريم قباني وقراءاته الشعرية وليلى المغربي كمان.
كما لم يقصر أب عاج بلقاءاته الشهرية. كان للرئيس الأسبق جعفر محمد نميري في فترة من فترات حكمه برنامج شهري يجيب فيه على أسئلة المواطنين – التي يفبركها جهاز الأمن - عبر التلفزيون كان برنامجاً اقرب للمرح منه للسياسة إذ أهدافه في واد والمشاهدون في واد، من محصٍ لجعفر أخطاءه اللغوية. وانحرف الاسم من اللقاء الشهري إلى ........ ( تكرمون).
انقطعنا عن تلفزيون السودان بسبب الاغتراب ولكن كانت تصلنا أشرطة الفيديو لبعض برامجه وفي الإجازات السنوية كنا نبل شوقنا من تلفزيون السودان الذي لا يمل مهما كابر مكابر بنقد فني أو غيره، مبخسا ما يقدم في تلفزيون السودان إلا وتجده من أكثر القنوات التي يشاهدها ( في حد بحارب أمه عشان شكلها؟) سأقفز فوق فترة الثمانينات قفزا إذ لم أكن شاهدا عليها ولم تكن هناك أقمار اصطناعية ولا دشوش ولا ديجاتلات.
سؤال بصراحة، نواصل أم في الأمر ملل؟؟
هناك تعليق واحد:
سبقنا الكثيرين وليس الكثيرون
إرسال تعليق