عقد المجلس الوطني المنتخب بالأمس الأول جلسته الأولى وكعرف برلماني ترأس الجلسة أكبر الأعضاء عمراً ولكن هذه المرة العبارة السابقة تحتاج عودة لزوم التأنيث لتصبح ( ترأست الجلسة) فلقد كانت أكبر الأعضاء عمراً الدكتورة سعاد الفاتح البدوي. وهذه أول مرة أسمع وأرى فيها امرأةً تعترف بعمرها وتقبل بأن تكون أكبر الحاضرين والحاضرات وهذا مما يحسب للدكتورة سعاد أو يحسب إلى حب الناس بتسجيل أسمائهم في التاريخ إن لم نقل الموازنة بالاعتراف النسوي بالعمر ورئاسة جلسة أول مجلس وطني منتخب منذ ربع قرن تقريباً.
صراحة أول مرة أرى فيها الدكتورة سعاد كان ذلك في مؤتمر من المؤتمرات في قاعة الصداقة في تسعينات القرن الماضي وكان على المنصة رئيس المؤتمر عمر حسن البشير وأمينه حسن عبد الله الترابي وعندما تحدثت الدكتورة سعاد جردت الرجلين من كل الألقاب وقالت بلهجة سودانية حادة ( هوي يا عمر وهوي يا حسن إن الله سائلكم عن كل هذا الشعب السوداني) من يومها عرفت إنها امرأة غير عادية فلا غرو أن تعترف بعمرها وربع القاعة من النساء.
سطر جديد
لم يشغلني فوز الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر ولا اعتذار الدكتور غازي صلاح الدين بقدر ما شغلتني طريقة التصويت العقيمة. أليس هناك طريقة تصويت لعدد محصور في قاعة محدودة المساحة ، مرقمة المقاعد غير هذه الطريقة التي تم بها التصويت؟ أليس هناك عملية حاسوبية لتتم عملية الاقتراع في ثوان وكل عضو في مكانه.
ثم كانت الكارثة مع إعلان النتيجة 11 بطاقة تالفة !!!!!
الذي لا يعرف كيف يصوت ماذا ننتظر منه؟
هل ننتظر منه سن التشريعات؟
هل ننتظر منه محاسبة الوزراء؟
هل ننتظر منه محو أمية هذه البلاد المنكوبة؟ ربما هناك فقرة لم نقف عليها مقاعد تمثيل الأميين إذ الأمية في السودان 30 % يمكن هؤلاء ممثليهم في خطوة لتحقيق العدالة والإنصاف ما سبقنا عليها أحد؟
من أين جاء هؤلاء بل منْ جاء بهؤلاء؟
( تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب).
سؤال طرحته قبل اليوم على الدكتور كمال عبيد، قلت له أما ملَّ المؤتمر الوطني من ( النعمنجية) الذين ليس لهم إلا أن يقولوا نعم؟ أجابني بإجابة لم تقنعني ولكن اكتفيت بأنه سمع السؤال وليخمره في رأسه. كانت إجابته إن هذه النعم تأتي بعد مناقشات داخل الحزب طويلة وتتبلور في إجماع حزبي لا يرى منه أمثالي إلا نعم.( صدقتك!).
يقول المثل السوداني ( المطر من رشتو والصبي من تبتو) معناه أول المطر ينم عن بقية الموسم وصبا الولد مؤشر لبقية حياته.
مايو 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق