الخميس, 16 أيار 2013
زحفت
أقاليم المملكة العربية السعودية نحو المدن الكبيرة الرياض، الدمام، جدة
الكل يتحجج بوجود خدمات في هذه المدن لا توجد في المدن الصغيرة. لا ينصرف
ذهنك أخي القارئ لخدمات مثل الصحة والكهرباء والماء فهذه موجودة في كل قرى
المملكة العربية السعودية، ولا بد هنا من ذكر فقيد الأدب د. غازي القصيبي
يوم تولى وزارة الكهرباء، وكان قراره الأول أن تدخل الكهرباء كل بيت خلال
خمس سنوات، وقد كان أن عمت الكهرباء كل قرى المملكة العربية السعودية، كان
ذلك في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
ومن منطلق «حاجة من عاش لا تنقضي» كان هؤلاء الزاحفون للمدن الكبيرة يطلبون القرب من الجامعات والمطارات، توسعت الرياض العاصمة إلى أن بلغ طولها أكثر من «70» كيلو متراً، هل تسكت الحكومة إلى أن ينتقل كل شعبها ويتكور في مدن ثلاث أو خمس؟ بدأت في علاج مشكلة الهجرة إلى المدن الكبيرة، فصارت المطارات في كل مدن ومحافظات المملكة وكذا الجامعات والكليات الجامعية وفروع الجامعات. وهذا هو الحل وهدأت الهجرة نحو المدن.
في سوداننا، هذه الهجرة من القرى والمدن الصغيرة كانت لأسباب منها عدم الخدمات الضرورية ناهيك عن المطارات والبحبحة الزائدة، وأبسطها التعليم والصحة وبهذه الحجة ماتت مدن صغيرة كثيرة.
أشك أن هناك دراسات مفصلة لعدد الطلاب في الخرطوم وتصنيفهم من أي مكان جاءوا ولماذا جاءوا؟ وكيف يمكن علاج مثل هذه المشكلة؟ لكن بعين المراقب يمكنني أن أقول «60 %» من ركاب المواصلات المتجهة للخرطوم من ولاية الجزيرة هم طلاب جامعات. إذاً مشكلة المواصلات داخل العاصمة وخارجها لها سببان، طلباً لخدمتي الصحة والتعليم، لنقُل التعليم الجامعي.
ما الحل؟ الحل في نشر التعليم الجامعي وتوزيعه خارج الخرطوم، وهذا ما فطنت إليه محلية الكاملين ممثلة في المعيلق. وهل المعيلق إلا عاصمة المنطقة القديمة، ويوم كان مجلس ريفي المعيلق ملء السمع. مدينة المعيلق اختارت أكثر الجامعات عراقة ورزانة، جامعة أم درمان الإسلامية لتقيم فرعاً للجامعة بمدينة المعيلق، ووافقت الجامعة وكان المهر أرضاً واسعة وجميلة وبنية تحتية واعدة ومقومات بشرية لا ينكرها مكابر، آل الحوري مثالاً.
بالأمس زار وفد الجامعة الإسلامية بقيادة البروفيسور حسن عباس مدير الجامعة هذا الفرع، وقالوا كلاماً يطمئن على أنه سيكون لهذا الفرع ثمار كثمار الشجرة الأم، بدأ الفرع بكلية للاقتصاد وتنمية مجتمع وستكون هنا كلية علوم تمريض «علشان نعدل الصورة المقلوبة يا فتح العليم الطاهر من ممرضة مع سبعة أطباء، وتصبح سبع ممرضات مع كل طبيب».
لا يخلو لقاء كهذا من مطالب، فقد كان طلب أهل المعيلق أن يضمَّن فرعهم في دليل القبول لهذا العام. وإذا ما سئلت، الطلب من حيث الشكل كما يقول المحامون مقبول، ولكن سيفقد جامعة المعيلق أهدافها التي منها تنمية المنطقة ووضع الدراسات الملائمة للمنطقة والبحوث، فسيدخل جامعة المعيلق من لا علاقة له بالزراعة ولا مشروع الجزيرة الذي وضعوا تطويره من أهداف جامعتهم، وسيدخلها من لا يفرق بين الذرة الرفيعة والذرة الشامية.
هل كان العنوان موفقاً «جامعة المعيلق»؟ بإذن الله ستكون كذلك يوماً ما نحضره أو لا، فذاك أمر آخر.
اكثروا من هذه الفروع، ولتكن الخطوة التالية جامعة... فرع ألْتي.
ومن منطلق «حاجة من عاش لا تنقضي» كان هؤلاء الزاحفون للمدن الكبيرة يطلبون القرب من الجامعات والمطارات، توسعت الرياض العاصمة إلى أن بلغ طولها أكثر من «70» كيلو متراً، هل تسكت الحكومة إلى أن ينتقل كل شعبها ويتكور في مدن ثلاث أو خمس؟ بدأت في علاج مشكلة الهجرة إلى المدن الكبيرة، فصارت المطارات في كل مدن ومحافظات المملكة وكذا الجامعات والكليات الجامعية وفروع الجامعات. وهذا هو الحل وهدأت الهجرة نحو المدن.
في سوداننا، هذه الهجرة من القرى والمدن الصغيرة كانت لأسباب منها عدم الخدمات الضرورية ناهيك عن المطارات والبحبحة الزائدة، وأبسطها التعليم والصحة وبهذه الحجة ماتت مدن صغيرة كثيرة.
أشك أن هناك دراسات مفصلة لعدد الطلاب في الخرطوم وتصنيفهم من أي مكان جاءوا ولماذا جاءوا؟ وكيف يمكن علاج مثل هذه المشكلة؟ لكن بعين المراقب يمكنني أن أقول «60 %» من ركاب المواصلات المتجهة للخرطوم من ولاية الجزيرة هم طلاب جامعات. إذاً مشكلة المواصلات داخل العاصمة وخارجها لها سببان، طلباً لخدمتي الصحة والتعليم، لنقُل التعليم الجامعي.
ما الحل؟ الحل في نشر التعليم الجامعي وتوزيعه خارج الخرطوم، وهذا ما فطنت إليه محلية الكاملين ممثلة في المعيلق. وهل المعيلق إلا عاصمة المنطقة القديمة، ويوم كان مجلس ريفي المعيلق ملء السمع. مدينة المعيلق اختارت أكثر الجامعات عراقة ورزانة، جامعة أم درمان الإسلامية لتقيم فرعاً للجامعة بمدينة المعيلق، ووافقت الجامعة وكان المهر أرضاً واسعة وجميلة وبنية تحتية واعدة ومقومات بشرية لا ينكرها مكابر، آل الحوري مثالاً.
بالأمس زار وفد الجامعة الإسلامية بقيادة البروفيسور حسن عباس مدير الجامعة هذا الفرع، وقالوا كلاماً يطمئن على أنه سيكون لهذا الفرع ثمار كثمار الشجرة الأم، بدأ الفرع بكلية للاقتصاد وتنمية مجتمع وستكون هنا كلية علوم تمريض «علشان نعدل الصورة المقلوبة يا فتح العليم الطاهر من ممرضة مع سبعة أطباء، وتصبح سبع ممرضات مع كل طبيب».
لا يخلو لقاء كهذا من مطالب، فقد كان طلب أهل المعيلق أن يضمَّن فرعهم في دليل القبول لهذا العام. وإذا ما سئلت، الطلب من حيث الشكل كما يقول المحامون مقبول، ولكن سيفقد جامعة المعيلق أهدافها التي منها تنمية المنطقة ووضع الدراسات الملائمة للمنطقة والبحوث، فسيدخل جامعة المعيلق من لا علاقة له بالزراعة ولا مشروع الجزيرة الذي وضعوا تطويره من أهداف جامعتهم، وسيدخلها من لا يفرق بين الذرة الرفيعة والذرة الشامية.
هل كان العنوان موفقاً «جامعة المعيلق»؟ بإذن الله ستكون كذلك يوماً ما نحضره أو لا، فذاك أمر آخر.
اكثروا من هذه الفروع، ولتكن الخطوة التالية جامعة... فرع ألْتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق