من جميل الأخبار في الشهور الماضية قَسَم
الهيئة القومية للطرق والجسور بأن لا تموت نفس في كل طرق السودان القومية بسبب عيب
في الطريق. ومن الخلافات المحببة للنفس ما حدث بين وزارة البنى التحتية بولاية
الخرطوم والهيئة القومية للطرق والجسور ان كل منها يقسم بأنه من بدأ صيانة طريق
الخرطوم / مدني من نقطة تقاطعه مع كبري سوبا باعتباره شيخ الطرق القومية والشريان
الرئيس للعاصمة والذي يربطها بخمس ولايات. كلا الطرفين يقسم قسما مغلظاً أنه قام بهذه
الصيانة المدهشة وفي وقت وجيز.
تهلل وجهي لهذه الأخبار وقلت نجرب رحلة على
هذا الطريق المهم. خرجت بسيارتي بعد ان عبيت خزانها بوقود زهيد السعر ويممت وجهي
شطر الطريق الذي سمعت بما آل اليه من تحديث وصيانة.
لم اصدق عيني بعد
ان تعديت إشارة كبري سوبا هالني المنظر طريق واسع وحالك السواد ولو لا الخطوط
الفاصلة بين المسارات ولونها الأبيض وعيون القطط التي تحدد المسارات ليلاً لخفت
على نفسي من سواد الأسفلت. أما نعومة الطريق فهو أملس من جلد الثعبان لدرجة فكرت ألا
توجد علاقة بين نعومة الاسفلت ومعدل الاحتكاك؟ هل وضع ذلك المهندسون في حسابهم؟
فمن نعومة الطريق بدأت اشك في أن الكوابح (الفرامل) لا يمكن ان تقوم بدورها إذا ما
اضطررت اليها لا سمح الله. غاية النعومة والملوسة طريق كأنه صحن صيني من نعومته
ونكاية في عبارة الزعيم الأزهري الشهيرة ان هذا الطريق لا فيه شق ولا طق أكثر من
صحنه الذي قدم للشعب فيه الاستقلال.
نتجاوز
النعومة، الطريق مقسوم بجزيرة باهية الجمال خضراء ومشجرة بزهور زينة كأنها جُلبت
من اوروبا وخشيتُ ان تكون من النوع الذي يتطلب رعاية عالية وكما خفت عليه من
الأغنام والحيوانات السائبة، نسأل الله ان يحفظ هذه الجزيرة. اما على طرفي الطريق (كربستون)
في غاية الجمال ومطلي بالفسفور بلونين أبيض وأصفر حتى لا تخرج سيارة عن مسارها
ويحفظ الطريق. لا نملك الا ان ندعو للهيئة القومية للطرق والجسور صباح مساء. غير
أن كثيراً من القرى التي على الطريق شكت من قلة المخارج يعني قرية طولها 3 كلم
يكون عندها 4 مخارج فقط. نقول لهم هذا امر هندسي يقرره فنيو الوزارة وليس رغبات
المواطنين.
لاحظت
التحصيل الجديد لرسوم الطرق فهو بهذه الطريقة الحديثة لا يستثني أحداً ولا مجال
فيه لمعاك فلان ولا تحت الطاولة. أي ما سيارة تمر الكترونيا تقرأ الأجهزة ما عليها
من معلومات في لمح البصر وتدفع الرسوم تلقائياً ومن لا يوجد في حسابه رصيد يغرم
بمضاعفة الرسوم لخمسة أضعاف. انا مع الهيئة في هذه الطريقة العادلة بعد ان أوصلت
الطريق الى هذه المرحلة من الجمال والسلامة.
أكرر شكر كل المواطنين على جانبي الطريق للهيئة
القومية للطرق والجسور وعقبال كل الطرق القومية في السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق