الجمعة، 28 فبراير 2014

من مدني الخير جاء


                                         بسم الله الرحمن الرحيم
     
من مدني... الخير جاء

       هل رأيتم من يأكل في الخفاء؟ أي لا يريد ان يرى الناس  وجبته؟ لا يسرح بك الخيال وتقول يخاف ان يحسده الناس على كثرة ما يأكل من الاصناف ( في الذهن تلك الصينية التي يعرضها موقع الراكوبة كثيرا والشيخ ماداً يده).
جمعية ود مدني الخيرية ومنذ زمن بعيد تقدم خيرها وركزت كثيرا على وجبات فطور التلاميذ. والذي في المدينة يعرف الفوارق الطبقية بين التلاميذ من قادم ومعه ساندوتش مليء بالبيض وآخر بالجن المستورد وآخرون بالطعمية وآخرون أيديهم في جيوبهم تدخل فارغة وتخرج كذلك.
آلت هذه الجمعية على نفسها ان تغيث ضعفاء التلاميذ وتوفر لهم وجبة الفطور حتى لا يتركوا الدراسة لهذا السبب. وفي واحد من اجتماعاتها التجويدية والتطويرية وهم يتحدثون عن التلاميذ انبرت لهم مشاركة وقالت: والله لو رأيتم ما في داخليات حنتوب من حالات فقر وجوع لما توانيت ساعة في توسيع المشروع واضفت الطلاب اليه. قالت: هل تصدقون أن بعض الطالبات تتغطى بالثوب او بالملاية لتأكل الخبزة الوحيدة بعد ان تبلها بالماء ويتكرر ذلك اياماً وعند مئات الطالبات.
اخذت الجمعية الأمر مأخذ الجد وبحثت في الأمر وتبين لها أن الوضع أكثر من مأساوي وإفرازات ثورة التعليم العالي في هذا الجانب لم تعالج كثيرا، واكتفت بتوفير مقاعد الدراسة وهربت من الاطعام وتركته للمجتمع ولكن هل كل المجتمعات مثل مجتمع ود مدني؟؟؟؟؟
ومن ذلك اليوم ادرجت الجمعية داخليات طالبات حنتوب في برنامجها ووفرت لهم 5000 خمس آلاف وجبة يومياً. وبعض من الاطعام وخصوصا وجبة بليلة العدسي التي يوصى بها كثيرا  كمعوض غذائي كامل أو شبه كامل. وأخذت بعض داخليات الخرطوم الفكرة ووفرت وجبة بليلة عدسي بسعر 50 قرش فقط ( طبعا لو قالوا مجانا لنفر منها الناس كل الناس).
الاستاذ حسين خوجلي في برنامجه الذي أصبح حديث الناس كل الناس، يعرض رسالة من مدير مدرسة غرب المناقل وكيف ان التلاميذ تسربوا من الجوع ويلتقط الاستاذ صديق الطيب أحد المؤسسيين لجمعية ود مدني الخيرية منذ ان كان مغترباً ومازال مثابرا حتى يوم الناس هذا وهو وزير لمالية ولاية الجزيرة, ويلتقط رسالة الاستاذ حسين خوجلي ويرسل لمدرسة غرب المناقل لوري محمل بالمواد الغذائية وتعود الابتسامة لتلاميذ تلك المدرسة ، ونتمنى ان يتواصل الخير والدعم.
رب قائل بالله يا سيادة وزير المالية كم جنيها صرفت على مؤتمرات واحتفالات وانت لست مؤمنا بفائدتها؟؟ ولا مقتنع بمخرجاتها وذهبت مع الريح. كم كانت تطعم من هؤلاء الجياع بل الجائعات؟!!!
اخيرا على المجتمع ان يكون أحن على نفسه من الحكومة وكل من يريد أن يساهم فلتكن مساهمته جوال عدسي أو كما يقول اهل المدن عدسية يضعه في أي داخلية بنات او اولاد وينتظر الثواب من الله ، وسيكون لذلك أكبر الاثر على هذه المجتمعات.
لن أقول أين يذهب باقي أكل الولائم ولكن من اين يأتي مال الولائم.

ليست هناك تعليقات: