الجمعة، 28 فبراير 2014

النقابات غير المحترمة


                              بسم الله الرحمن الرحيم

النقابات غير المحترمة

هل يغالط أحد في أن نقابة السكة حديد هي من دمر السكة الحديد؟
هل يكذبني أحد إن قلت: النقابات على مر العصور السياسية كانت مسيسة وتعلو الاهداف السياسية  وتطغى على كل مهماتها.
هل سمعت بقاعدة راضية عن نقابتها؟ هل سمعت بنقابة اعترفت بتقصيرها؟ هل هناك نقابة رضيت بأن تطبق لوائحها وتتغير وتتبدل في الموعد المتفق عليه في لوائح النقابات. هل هناك نقابي بعد أن ( تنقب) رجع ليمارس عمله كما كان قبل ان يمثل الناس كل الناس؟ والأمر ينطبق على الاتحادات أيضاً.
هذه النقابات لا ترضي قواعدها من جهة انها في الغالب محسوبة على الحكومات التي اتت بها لتصرف عنها مطالب القواعد لذا نجدها تستجدي في طلبات القواعد وترضى بالقليل الذي لا يرضي القواعد. والنقابيون او رؤساء واعضاء النقابات يتقلبون في نعيم الاشتراكات المخصومة قهرا من الرواتب وما أكثرها.
وتجد ما تقدمه هذه النقابات من خدمات ( مدفوعة القيمة) لأعضائها متفاوت بين من يفعل أقصى ما في وسعه وبين من يختصرها في المواسم. ربما استثني نقابة عمال التربية والتعليم التي استحدثت بعض الاستثمارات مستشفى وعيادات ومول لم يفتتح ولكن جليل عملها الذي  لا تخطئه العين هو صندوق المعاشيين الذي يعطي كل من ينزل للمعاش او التقاعد بلغة اصح مبلغا يفتح له طريقا قدره  12 ألف جنيه هذا آخر معلوماتي عنه.
عودة للعنوان عدم احترام هذه النقابات انها دائما تبدو غارقة في حقوق قواعدها ولم نسمع ولا مرة واحدة نقابة أجهدت نفسها في واجبات قواعدها . هل هناك نقابة تحدثت عن تقصير اعضائها وعدم قيامهم بواجبهم؟؟ هل هناك نقابة أجهدت نفسها في تطوير الاداء او زيادته؟ هل فكرت نقابة في كيف تستحل هذه القواعد رواتبها. هل هناك نقابة جاءها احد مستهبيليها لتقف معه ضد المخدم وردته قائلةً انت عملت شنو؟
في عرف النقابات دائما أعضاءها على حق. وهذا غير صحيح.
المطلوب مراجعة كيفية تكوين النقابات وتحديد مواصفات لمن يريد ان يمثل اعضاء النقابة ولأمد محدد يعود بعدها لمهنته التي منها جاء. الواقع يقول كل من صار عضوا في نقابة او اتحاد سلخ جلده من القواعد وتطلع لطبقة أخرى ( انا ما بفسر وانت ما تقصر) وتنكر لمهنته.
وأن يكون برنامج هذه النقابة محدداً وشاملا الحقوق والواجبات. كيف بالله تطلب من صاحب مصنعه– مثلا- عمال ينامون اليوم كله ولا ينتجون وتأتي النقابة تطالب بكامل رواتبهم ومخصصاتهم وتمنعه من فصلهم وبالقانون.
قانون العمل يحتاج مراجعة حتى لا يستعبد الأغنياء الفقراء وقانون واختيار النقابات يحتاج مراجعة حتى لا يطالب العمال ما لا يستحقون معتمدين على دفاع نقابتهم عنهم في كل الاحوال.
إذا ما سئلت أي نقابة لا تنظر أولاَ في تحسين الانتاج هي ظالمة لرب العمل ومن ثم ظالمة للوطن. ولا يقبل عقل ان تكون حال النقابات سوء اختيار الأعضاء والدفاع عن القواعد مهما أخطأت.
أما عيب تبعية النقابة للحكومات فهذا داء قديم.

ليست هناك تعليقات: