الاثنين، 3 فبراير 2014

(لا كبير على القانون)


                              بسم الله الرحمن الرحيم


الذي يريد ان يشتري سيارة لابد ان يسأل عن مواصفاتها. وكل بلد لها مواصفات تحددها وللمستهلك مواصفاته. مثلاً في السودان أكثر ما يبحث  عنه عامة الناس استهلاكها للوقود لذا تجد أغرب معادلة في العالم حيث الامجاد أغلى من بعض المرسيدسات.
مقدمة ناعمة لموضوع خطير جداً.
احدث مواصفة يغرى بها المشتري هذه الايام أن يقول له السماسرة دي عربية ضابط. يا أخي معقول اشتري عربية لم ترخص من خمس سنوات ؟ يا راجل دي الناس بتمنوها منى ما في شرطي مرور ولا ضابط مرور بوقفك أي واحد يشوف اللوحة القديمة دي وخصوصا خ ب ب و خ ب ت دي معروفة عربيات ضباط تمشي زي ما عايز بالسرعة الانت عايزها وتجوط بيها الخرطوم والطرق القومية فوق تحت ما في حد يوقفك. ولا تدفع غرامات ولا رسوم طريق.
مئات السيارات الآن صارت كالشامة الكل يعرف انها مخالة للقانون لم ترخص منذ خمس سنوات يوم فرضت إدارة المرور تغيير اللوحات ذات الحروف الثلاثة الى لوحات مكتوب عليها ( السودان وحرف أو حرفين ورقم ) ووضعت سقفا زمنيا أي سيارة بعده تعتبر مخالفة ولم تجدد ترخيصها.
سيارات الضباط من ماركة هوينداي آكسنت أو اختصارا آكست جياد التي وزعت للضباط قبل عدة سنوات ومعظمها يحمل حروف خ ب ب او خ ب ت او قريب من هذه الحروف أوضحت بوضوح ان القانون لا يطال كل الناس ( حلوة كل الناس مش عايزه ليها ناس).
ما لم يكن القانون على الجميع ولا يستثني أحدا كبيرا او صغيرا  فلا معنى لأن يسمى قانوناً و يختل ميزان العدالة تماماً عندما يكون المخالف يتبختر ولا يسأله أحد وغيره يجرم في أقل قليل . في رأيي هذه بداية انهيار الدولة وضعفها ومؤشر خطير بأن حقوق المواطنة مهدرة للبعض والبعض يأخذ حقه وأكثر من حقه والقانون لا يقول له قف انت مخالف هذا ليس في ترخيص السيارات فقط ولكن متى ما استثنيت جهة او شخص وشعر بأنه فوق القانون على الدولة السلام.
أي مستقوٍ برتبة أو منصب ليكون حاميا له من القانون أو حصانة فليعلم أنه يحفر قبره وقبر هذه البلاد وستكون النهاية وخيمة وعلاجها يصعب مع الزمن وسيكلف كثيرا ، والسكوت عن هذه الاشياء التي يعتبرها البعض صغيرة ستكون عواقبه سيئة.
على قيادات هذه القوات النظامية من جيش وشرطة وأمن أن تجعل من منسوبيها مضرب المثل في الالتزام بالقانون وان تحاسب كل مخالف حسابا عسيراً حتى يصبحوا قدوة حقيقية ويثق المواطن في أنهم  يعملون من أجل الوطن وليس تعلية لمصالحهم.
إذا ما ذهب مواطن محتجاً على هذا الضعف الذي سرى في جسد الدولة وقال هذا مخالف للقانون؟ كيف سيكون الرد عليه. ومن أمن العقوبة ساء الادب.
السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح  ما رائيك في أن يكون من أولويات ولايتك شعار ( لا كبير على القانون) وتقبل البلاغات في ذلك مباشرة من أي مواطن شعر بمعاملته معاملة مختلفة عن غيره؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: