الجمعة، 28 فبراير 2014

أخيرا قطار محترم


                              بسم الله الرحمن الرحيم

أخيراً قطار محترم

 كم مرة سمعت هذه العبارة ( يا سلام على السكة حديد زمان ومواعيدها تضبط عليها الساعة)؟
 كم مرة سمعت عبارة ( لا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد)؟
وكم مرة سمعت سنعيدها سيرتها الاولى؟ ( ارفع عينك فوق الزاوية، دي اسمها استفهامات يعني لا نستحي من كثرة علامة الاستفهام).
سمعت رواية لا ادري صحتها: ان الرئيس الاسبق جعفر نميري حين فكر في تطوير السكة حديد واراد ان يجعل خط السكة حديد بين الخرطوم وبورتسودان مسارين. جن جنون الغرب أو تحديدا السوق الاوربية المشتركة آن ذاك ولعبت لعبتها ان عرضت عليه طريق الاسفلت الطويل عبر القضارف وكسلا الى بورتسودان وذلك لتسوق شاحناتها وقطع غيارها وإطاراتها وصحت (البلفة) كما قال مغني الحقيبة. انظروا  جنائز الشاحنات في كل طرقنا ومدننا وأنظروا بقايا الاطارات. كم مليارا كلفت هذه الوسائل؟؟ وكيف سيكون الحال لو انه نفذ خط السكة حديد المزدوج.
وبعدين؟
بعد عشرات السنين من انهيار السكة حديد التي لا نتمنى سيرتها الاولى ابداً بل نريد أحسن من سيرتها الاولى عشرات المرات فتلك منظومة للقرن الماضي بل لبداية القرن الماضي وتطورت الدنيا كثيراً في هذا الزمان.
فرحة الناس بقطار الركاب بين عطبرة والخرطوم لا توصف وأخيرا وجد الناس وسيلة مريحة تحترم آدمية البشر وآمنة مقارنة بحوادث طريق التحدي ذلك الذي يشبه سباق السيارات هبوطا ونزولاً.
سمعنا أنه قطار مريح من حيث المقاعد والتكييف والماء البارد ودورات المياه النظيفة والمواعيد المضبوطة. ونتمنى من صميم قلبنا ان لا تفتر الهمة وأن لا يقف اصحاب المصالح الخاصة ضد تطور هذه التجربة ونتمنى ان تكون الخطوة الثانية الخرطوم مدني. حتى نحقن الدماء المندلقة على هذا الطريق الضيق الذي يعج بالبصات المتهورة التي لم يكبح جماحها ردار ولا قانون. ولأكون صادقاً لم تكبحها إلا مطبات المسعودية.  ومن ثم الخرطوم سنار أو الخرطوم سنجة بل الخرطوم نيالا.
غير ان محدثي الذي أثق فيه جداً بعد أن أثنى على الرحلة جية وذهاباً من الخرطوم الى عطبرة وبالعكس كان له مأخذ واحد لم يطقه هو وكل عاقل. يقول محدثي ان لبس ما يسمى بالمضيفات سيء جداً ولا يقبله دين ولا أخلاق وبالمناسبة لماذا هذه المضيفات هل تريد السكة حديد ان تتشبه بالطائرات ؟ هناك في الطائرات منافسة عالمية لا يمكن دخول السوق والتربح فيه الا بمجاراتها بكل سلبيات الاغراء والسلعة فيه النساء ، من ينافس قطار السكة حديد حتى يغري بتبرج النساء؟؟
صراحة نريد حسماً في هذه العادات المهاجرة وربما هي فكرة موظف لم يقم بدراسة الامر كم يجب ولم يعطه حقه من الدراسة خطرت له فكرة وطبقها. لذا مراجعة الأمر ملحة جداً من حيث النوع أولاً ومن حيث الشكل.
لماذا نهزم المشاريع الكبيرة بهذه الاخطاء؟؟؟

  

ليست هناك تعليقات: