الجمعة، 18 مارس 2011

والحقول اشتعلت قمحاً



حفظ الله شاعرنا محمد المكي ابراهيم.
من وسط هذا الجو السياسي الرديء خرجت علينا كاميرا التلفزيون لتصور لنا في لقطات مفرحة بداية حصاد القمح في مشروع الجزيرة. وظهر جمال دفع الله ليصرح كعادة المستعجلين ، على شنو ما عارف، وقبل ان تبدأ عملية الحصاد أو الحاصدة في أول مشوار لها بشرنا جمال بمحصول طيب هذه السنة وإنتاجية عالية وتوقع أن تنتج هذه الحواشة التي مساحتها 3 فدان سبعين جوالاً.بواقع 23.3 جوال للفدان.
قلت في نفسي بيننا وبين النتيجة الحقيقية ساعة على الأكثر لماذا لا ينتظر عضو الاتحاد ويقول لنا النتيجة بدون توقعات؟؟ الشفقة تطير.
ولحسن الحظ رقم تلفون جمال معي وبعد نهاية اللقطة التلفزيونية اتصلت على (حبيبي) جمال وقلت له : يا أخي انتظرها تخلص وقول إنتاجية الفدان كانت كذا.قلت: كم كانت النتيجة؟ وصراحة سالته النتيجة كما يسأل عاشق الكرة عن نتيجة مبارة لم يحضرها ( النتيجة كم كم ). وجاء رد جمال: 60 جوالاً بواقع 2 طن للفدان أي عشرون جوالاً للفدان.
ما سبب هذه الطفرة في الإنتاجية؟
بعد رحمة الله هناك عدة عوامل منها استقرار الري هذا الموسم لم يشكو مشروع الجزيرة من عطش، ولذلك قصة، نهايتها أيلولة الري للمشروع وقد كانت في السابق إدارة ري المشروع مسئولية وزارة الري. ما من شك ان توحيد الري والزراعة في ادارة واحدة كان له الأثر الطيب على هذا الموسم رضي أصحابنا في وزارة الري ام غضبوا.
الثانية استخدام أسمدة جديدة على المزارعين الذين كانوا لا يعرفون الا سماد اليوريا وهذا يذكرني بمقال كتبته قبل عدة سنوات أسأل فيه عن سماد اليوريا هل هو السماد الوحيد؟ وهل هو صالح لكل المحاصيل؟ وهل كل الأرض لا تحتاج الا هذا السماد؟ وجاءني الرد من سعادة عبد المنعم جاويش صاحب أول شركة تدخل السماد الثلاثي pnk ( بوتاسيوم ، نتروجين ، فوسفات) وتوطدت بيننا علاقة قوامها الزراعة لفترة من الزمن.وأهداني عينة لتجريبها. وقلنا عنه كثيرا ولم يسمعنا احد وقتها.
ثم استخدمت الأسمدة العضوية الرخيصة ثمنا والعالية فائدة وهي صناعة محلية . هذا بالاضافة لشتاء ناعم وطويل. كل هذه العوامل أوصلت الانتاجية لعشرين جوال للفدان.
هذه النتيجة تُسكت كل من قال الجزيرة ليست مكانا لزراعة القمح.ويجب ان يذهب التمويل شمالاً حيث وحيث، العدالة والصدق من القيم التي تديم أشياء كثيرة منها الحكم.( هسع دا لزوموا شنو خليك في موضوع القمح).
متى ما وجد الإيمان بالله والإرادة التي لا تعرف الخوف والمجاملات وكانت مصلحة العباد – كل العباد – هي العليا فالزراعة خيرها وبركتها أكبر مما به يتشدقون.
ترى كيف نامت أبقار المنسي وغنمها البارحة؟ بعد أن قضت يومها تأكل من بقايا حصاد القمح؟ ترى كم يد امتدت للمزارع بالأمس ولم يردها خائبة. ديوان الزكاة استلم شرعاً البارحة من هذا المزارع 3 جوالات بالتمام والكمال ترى كم فقيرا تكفي لو أحسنت إدارتها ولم تقدم رسوما دراسية لمدرسة خاصة في الخرطوم!
مشروع الجزيرة بخير ابعدوا منه السياسة

ليست هناك تعليقات: