الجمعة، 11 مارس 2011

يا رواة الشعر من عهد الرشيد




في واحدة من سهرات قناة الشروق وفي حلقة من حلقات الأستاذ حسين خوجلي التي كانت عن المبدع برعي أحمد دفع الله لفت نظري وسمعي ما طرأ على أغنية الشاعر حسين عثمان منصور التي يغنيها الراحل الرائع سيد خليفة الأغنية «ليل وخمر وشفاه». حيث أصابها شيء من التعديل وخصوصًا في أبيات مثل «يا سقاة الكأس من عهد الرشيد الذي أصبح يا رواة الشعر من عهد الرشيد» وبيت آخر «ليل وخمر وشفاه تحول الى ليل و..... وصباح».
لا أنسى ندوة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي كانت بالجامعة الإسلامية كان موضوعها «أماكن الدعارة في الخرطوم الى متى؟» او شيء من هذا القبيل وكان من متحدثيها الأستاذ المرحوم محمود برات والمرحوم يوسف العالم ومحافظ الخرطوم يومها... قال المحافظ إنه لا يستطيع أن يغلق محلات الدعارة وعلى كل إنسان أن يربي أبناءه التربية الحسنة حتى لا يرتادوا تلك المحلات.. واردف: أين أجد لهذا الكم من بنات الهوى عملاً بديلاً.» تخيلوا!» فكان رد المرحوم برات المحافظ يصفصف شعره ويطلب مني تربية أبنائي ماذا أقول لابني وهو يسألني ما هذه الصفوف؟ أأجيبه بالصدق وأقول له أم أكذب عليه؟ ثم قال كيف أربي ابني وإذاعة ام درمان تردد أغنية «ليل وخمر وشفاه».. انتهت الندوة وخلف محافظ الخرطوم على المنصب الأستاذ مهدي مصطفى الهادي وقضى على أماكن الدعارة بجرة قلم جزاه الله خيرًا.
أعادني تعديل أغنية ليل وخمر وشفاه لمعركة صحفية بيني وبين الأستاذ نشأة الإمام وآخر تنكر وراء اسم عبير كان أوار هذه المعركة اشتعل بعد موضوع بعنوان «سعاد عمر الكابلي» أشدت فيه بالأستاذ عبد الكريم الكابلي الذي عدل في أبيات قصيدة سعاد للشاعر عمر الطيب الدوش وحذف ما يتنافى مع الذوق العام وأتاح للعامة أن يسمعوا هذه القصيدة.. كان رأي الأخوين هذا ليس من حق الكابلي إما أن يغنيها كما هي أو يتركها كما هي، وأردفوا من يحدد الذوق العام والمشاعر العامة فهذا ـ في رأيهم ـ موضوع خلافي. هل يمكن أن يغني الكابلي هذه الأبيات بمفردات عمر الطيب الدوش الحقيقية قطعًا لا، وبعض مفرداتها لا تصلح إلا في جو غير معافى رضي نشأة وأخوه أم لا ولا أستطيع كتابتها هنا لتحكموا لهم أوعليهم.
تلك الأبيات في النسخة الأصلية لا يشبهها إلا المواقع التي تحجبها الهيئة القومية للاتصالات بارك الله فيها، اليوم وجدنا للهيئة حسنة تشكر عليها.. هل سيقول لي المدافعون عن الذوق العام ليس من حق الهيئة أن تحجب موقعاً من مواقع الإنترنت وكل زول يشوف العايزو طبعًا للحرية حدود وإلا أصبحت فوضى.

ليست هناك تعليقات: