هل يدرك المواطن أهمية تسجيل الأراضي؟ هل تنوي الوزارة فعلا إصلاحاً زراعياً؟ هل استفادت الوزارة من التجارب السابقة؟ أوردت بعض المصادر على لسان الفريق محمد بشير سليمان وزير الزراعة والثروة الحيوانية في شمال كردفان «أن وزارته شرعت في معالجة إشكالات القطاع التقليدي والعمل على تكثيف عمليات الترشيد والتثقيف الزراعي ومعالجة حيازات الأراضي الزراعية وتسهيل عملية التمويل وتطوير قدرات المنتجين» . ونحن نقدِّر هذا التوجه الكريم من سعادته؛ وليته يخفض رسوم التسجيل حتى يتشجع المواطنون على هذه الخطوة المهمة، لأنها تساعد على حل كثير من الخلافات التي تنشأ بسبب أراضٍ لا يستفاد منها في الوقت الراهن لعدة أسباب: أولها شح الإمكانات لأن البنك الزراعي، أعني فرع بارا، لا يعطي المزارعين الدعم اللازم إلا عبر سماسرة معروفين لهم وسائلهم وشروطهم الخاصة لتسهيل الحصول على القروض التي لا يصل إلى المزارع إلا الشيء القليل منها. وإذا حصل المزارع على قرض، مهما كان صغيرًا، فمن المرجح دخوله السجن بنهاية الموسم. وقد شهدنا ما حصل لأهل منطقة الخيران والطويل والبشيري في السنوات الماضية. كما أن الدعم الفني يكاد ينعدم تماماً على الرغم من وجود كفاءات زراعية في الولاية. وقبل سنوات قادت مصلحة الزراعة في حملة لزراعة البطاطس، إلا أن المزارعين تفاجأوا بتلف إنتاجهم بسبب سوء التخزين، ومع ذلك أجبرهم البنك الزراعي على الوفاء بالتزاماتهم له. سيادة الفريق أنت تعلم أن شمال كردفان لها مقدرات كبيرة للإنتاج الزراعي والحيواني تؤهلها لتكون سلة غذاء السودان، ولكنها تعاني من إشكالات إدارية وفنية ومالية تحول دون استغلال تلك المقدرات. فالماء متوفر في المنطقة على أعماق سطحية ولكن ما زال الناس يستخدمون وسائل ري هي نفسها معوق للإنتاج حتى قال أحد الظرفاء: كالناس في الخيران يقتلها الظمأ والماء تحت رمالها مدفون فإذا أردنا تحسين الإنتاج وتطوير قدرات المنتجين علينا أولاً، تحديث وسائل الري وإدخال منتجات ودورات زراعية غير تقليدية بالإضافة إلى تطوير قطاع الإنتاج الحيواني بدمجه مع الدورة الزراعية وإدخال إنتاج العلف في المنطقة، وتحسين السلالات والرعاية البيطرية وتسهيل التسويق داخلياً وخارجياً حتى تكون المصلحة للمنتج في المقام الأول. وهذا كله لن يتحقق إلا بوجود شبكة طرق تربط المنطقة بالعاصمة والميناء ليتمكن المنتج من الوصول إلى كافة الأسواق. ولذلك من الضروري إنشاء طريق أمدرمان ـ بارا الذي ظل المواطن ينتظره طويلاً. ولكي نربط المنتجين بالمنطقة،ينبغي أن نوفر لهم كافة معينات الإنتاج ومدخلاته كالتقاوى والوقود وتسهيل الحصول عليها، مع التمويل الكافي في الوقت المناسب أسوةً بمناطق البلاد الأخرى. لقد شهدت الولاية تجارب استثمارية رائدة كتلك التي قام بها الأخ الركابي خليل لتخزين الخضر والفواكه ولكنها اصطدمت بواقع مرير أدى إلى توقفها، فهلا درستم تلك التجربة؟ دعونا نحلم بصناعات محلية بسيطة تعتمد على إنتاج الولاية الزراعي والحيواني. سيادة الوزير نحن نتوقع منك الكثير لأن الزراعة هي مستقبل السودان بأكمله ولو رشدّنا الصرف وأدرنا مصادر الدعم المالي، لوفرنا تمويلاً كافياً وجعلنا من الولاية قبلة للاستثمار وحققنا شعار: سلة غذاء السودان. أ.محمد تجاني عمر قش تعليق الاستفهامات: ما لفت نظري هذه الرتبة العسكرية العليا لوزير الزراعة؟ ما علاقة الجيش بالزراعة؟ لا أعني زراعة الألغام. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق