الجمعة، 11 مارس 2011

لتبدأ مفوضية الفساد من هنا




الأخ العزيز أحمد المصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلعت على مقالك بعنوان «مفوضية الشفافية!!! من أين تبدأ؟» إجابتي عن السؤال تبدأ من الآخر لوقف الفساد والسرقة التي تتم أضعاف أضعاف مثيلاتها والبعض ما زال في البداية بمعنى أن ننقذ ما يمكن إنقاذه أولاً .
ولك مثالان:
«1» كبري سوبا الذي يتبجَّح السيد الوالي بأن المقاول شركة سودانية وهي شركة A & A وأن التكلفة 120 مليون جنيه «بسعر الدولار حسب السوق الأسود 3 جنيهات تعادل تكلفة الكبرى 40 مليون دولار.
بالرجوع إلى كبري توتي على النيل الأزرق يوم الافتتاح أعلنت الصحف أن التكلفة 16 مليون ونصف المليون دولار. وحسب علمي التام أن العطاءات لو تمت بشفافية لكان التنفيذ بمبلغ لا يتخطى نصف المبلغ أي أقل من 8 ملايين دولار. والعجيب أن الشركة المصممة لكبري توتي هي نفس شركة A & A وكانت بعنوان بأمريكا وليست سودانية كما ذكر السيد الوالي وهو:
A&A Consultants Inc.
810 River Avenue, Suite 260
Pittsburgh,PA 15212 USA
النيل الأزرق بشحمه ولحمه وعرضه وعمقه وإذا كان كبري سوبا أكبر طولاً فهل يعقل أن تصل التكلفة إلى أكثر من ضعف تكلفة كبري ؟
وحسب علمي أن هذا المبلغ الـ40 مليون دولار يكفي على الأقل بناء 6 كباري على النيل الأزرق وبيني وبينهم الشركات الأندونيسية الحكومية التي قامت ببناء معظم البنية التحتية الأندونيسية من طرق وكباري وسدود وخزانات في بلد به أكثر من 3500 جزيرة وأكثر من 240 مليون نسمة.
«2» في زمن تطحن فينا مسغبة الأسعار يتم بتدشين بداية العمل في المكتبة الوطنية وبتكلفة 40 مليون دولار والمبنى حسب خبر صحيفة الصحافة الصادرة يوم 28 فبراير من 11 طابقاً . الخبر كما ورد بالصحافة:
المضحك المبكي أن هذه المكتبة في بلد وعد وزير ماليته في يناير أمام البرلمان أن الزيادات في الأسعار سوف لا تكون الأخيرة وعلى المواطن الاستعداد للقادم.
أما كان من الأولى صرف هذا المبلغ في الوجهة الصحيحة وهي التعليم والصحة، أم أن الحكومة ترغب أن نتعلم بالخلاوي ونتثقف في هذه المكتبة العملاقة بتكلفتها العالية جدًا.
وحسب ما أوردته الصحافة :
(ومكتبة للأطفال وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة)
السؤال:
كما ذكر الخبر أن هناك قسماً لذوي الحاجات الخاصة «المعاقين» بهذه المكتبة.
هل أوفت الحكومة التي تنادي بشرع الله بكل احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة «المعاقين».
«1» كم عدد ذوي الاحتياجات الخاصة بالسودان؟؟؟
«2» ماذا قدمت لهم الحكومة من خدمات حتى توفر لهم مكتبة؟؟؟ هل وفّرت لهم المدارس للتعليم ثم بعدها يذهبون للمكتبة أم سوف يذهبون بجهلهم للمكتبة؟؟؟
«3» كم من المعاقين يحتاج عجلة ولم يجد من يتصدق له بها؟؟؟
«4» كم من المعاقين يحتاج نظارة ولم توفر له؟؟؟
«5» كم روشتة أمراض سرطان وفشل كلوي لم تسدد حتى يستفيد منها المريض للعلاج؟؟؟
«6» أتذكرون جيِّدًا تظاهرة ومطالبة معاقي الحرب في الجنوب من الجيش ومن المتطوعين، كم عددهم؟؟؟
أن عمارة بعدد 11 طابقاً لا يمكن أن تصل تكلفتها حتى ربع هذا المبلغ.
بناء هذه المكتبة في هذا الظرف الاقتصادي العصيب والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلد يمكن تشبيهها بمسجد قرية العطشة التي تعاني من العطش أو كما قال فايز السليك في رسالته للسيد الرئيس بخصوص مشروع الجزيرة:
وبالمثل ما الفائدة من كبري المنشية الذي لا يبعد50 كيلو من كبري سوبا أم أن كبري المنشية للعربات الفارهة وكبري سوبا للناقلات؟ إنه البطر والعياذ بالله. أم أنه التخبُّط ببناء الأول واكتشاف لاحقاً أن الحاجة الفعلية كانت للثاني بسوبا ؟ في هذه الحالة يتضح سوء التخطيط واللعب بالمال العام.
حسب تصريح السيد الرئيس بتشكيل لجنة فساد من خارج كوادر المؤتمر الوطني. وبعدها بأيام قرأنا بالصحف أن السيد وكيل وزارة المالية تمت إقالته من وكالة وزارة المالية لتوكل إليه مفوضية الفساد. نفس الوكيل شغل منصب المدير التجاري لمصنع سك العملة ولفترة ليست بالقصيرة.
هل يمكننا تصديق أن شخصاً أوكلت إليه وظيفة المدير التجاري لسك العملة وبعدها أصبح وكيل وزارة المالية ليس من كوادر المؤتمر الوطني والموثوق فيهم.
هل يعقل أن يصبح وكيل وزارة المالية مفوض الفساد قاضياً وقبلها بأيام وكيل وزارة المالية التي تمثل الوزارة المسؤولة عن تحصيل وصرف كل مالية الدولة. أي بالعربي الفصيح تمثل الوزارة أكبر المتهمين ووكيلها يصبح رئيساً لمفوضية الفساد التي على قمة واجباتها محاسبة وزارة المالية؟؟؟
حتى لا يقع الفأس في الرأس يجب فتح ملفات عطاءات هذه الكباري وفعلاً أنها كباري للوصول للمال العام بكل سهولة، ناهيك عن قطاع الطرق التي أتلفت في أقل من خمس سنوات علماً بأنه عالمياً تقوم الشركة المنفذة بالضمان والصيانة لمدة لا تقل عن 15 سنة «السعودية مثالاً».
لك ودي وكل احترامي
وما زال العفش داخل البص على مسؤولية ناقله وليس صاحبه.
سيد الحسن
جاكارتا
أندونيسيا

ليست هناك تعليقات: