مما يؤخذ على السياسة السودانية أو السياسيين السودانيين أنهم ضيقي النَفَس، وعديمي البرامج ،إن وجدت، فإنهم يستعجلون النتائج وكل يريد أن يرى ما غرسه الآن منتج غداً على طريقة المزارع القلق الذي شتل شتلة طماطم وبعد أن رفع رأسه شاتها برجله قائلاً دي ترمي متين؟
نسأل الله أن تمر هذه الانتخابات بخير وان تعلن النتيجة وتقبلها كل الجهات بروح رياضية رغم انه ما عاد هناك كبير فرق بين هذا وذاك الكل يريد السلطة لدوافع تافهة والكل يدعى أمانة لا نشم لها رائحة.
نقبل أي نتيجة بحساب أن أي سوء قادم عمره سيكون أربع سنوات ويعود للشعب ليقول رأيه فيه ورويدا رويدا سنصل إلى ديمقراطية تفضح كل مُقصر وكل مُفسد هذا بشرط أن يبدأ إصلاح وتكون هناك نية لإصلاح.
في أخبار اليوم أن أحد النافذين في الحزب الحاكم صرح بأنهم سيشركون الأحزاب معهم في الحكومة القادمة، بنفس طريقة الترضيات السابقة، لو قال سنشرك خبراء ومستشارين جد جد مش مستشارين لا يستشاروا الا في مخصصاتهم لقلنا نحن مقبلون على حقبة جديدة.لكن يبدو الأمر على طريقة فاصل ونواصل.
عموما نحن في انتظار برلمان يعرف كيف يراقب الجهاز التنفيذي وكيف يجيز القوانين وكل ما بعد ذلك يمكن إصلاحه بمرور الزمن (وهو نحنا الضاع مننا شوية 50 سنة نقة وكل حية لا تلد إلا مثلها).
الذي نريده أن تدار الدولة بنظام system وليس باجتهادات أفراد كلما جاء واحد بدأ من الصفر ومسح كل ما وجد ونظل ندور في الاجتهادات الفردية للأشخاص. نريد إدارة للمال بكل شفافية يكون كل قرش مدفوع ومصروف قابل للنشر والإذاعة والتلفزة لا يستحي منه القابض أبداً ولا يدفعه الدافع في جنح الليل.(الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ومن اتق الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه).
نريد تغير ليس في الوجوه التي انطبق عليها قول ( إنني أعطيت ما استبقيت شيئا) كثير من العلماء الشباب ذوي الخبرات لا يجدون مكانا يقدموا فيه علمهم ومعظم مفاصل الدولة (يكنكش) فيه ديناصورات أكل الدهر عليهم وشرب.
نريد مجلس وزراء لا يتعدى العشرين وليس مجلس مترهل 65 وزيراً كلما وفد وافد قسمت له وزارة ووزيري دولة ماذا يفعلون في بلد الفقر يضرب أطرافها؟ بلد ليس فيها غير الخرطوم حركة معظم اريافنا ماتت أو هي في غرفة العناية المكثفة.
نريد دولة الاولويات فيه متفق عليها. وإعادة النظر في كثير من السياسات السابقة المبنية على الترضيات وخصوصا في حكومات الولايات المترهلة التي صار الصرف عليها يزيد على صرف التنمية أضعافاً.
أمنيات نسأل الله ان تجد من يسمعها وأن تجد طريقها للواقع. ونعول كثيرا على صحافة راشدة وبرلمان يقدم الوطن على امتيازاته ومخصصاته.
الخميس 15/4/2010 صحيفة التيار
هناك تعليق واحد:
صحافة راشدة دي يعني مافي زول يتكلم
إرسال تعليق